عقد حزب التجمع الوطني للأحرار السبت 3 أكتوبر مجلسه الوطني في دورته العادية عن طريقة تقنية التحادث المصور عن بعد، برئاسة الأخ عزيز أخنوش رئيس الحزب، حيث تعبأ كل الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني في جميع الجهات من أجل إنجاح هذه الدورة التي تأتي في سياق استثنائي تفرضه تدابير السلامة الصحية للحد من انتشار فيروس كوفيد-19.
وقدم الأخ عزيز أخنوش من مقر الحزب الجديد بمدينة الرباط، مرفوقا بعدد من أعضاء المكتب السياسي، العرض السياسي الذي تطرق لأبرز المستجدات التي تعرفها الساحة الوطنية.
واستهل الأخ الرئيس عرضه السياسي بتثمين المبادرات الملكية والقرارات الحاسمة والاستباقية لجلالة الملك نصره الله منذ بداية انتشار هذا الوباء، التي وضعت صحة المغاربة في صلب أولوياتها وسمحت بتجنب الأسوأ وتفادي نسب وفيات كارثية عبر التصدي للموجة الأولى من الوباء.
كما عبر الأخ أخنوش على تأكيده على موقف الحزب الراسخ بخصوص قضية الصحراء المغربية، مشددا على استنكار كل المحاولات البئيسة التي يقوم بها أعداء وحدتنا الترابية، وداعيا للتجند الكامل وراء صاحب الجلالة نصره الله، ولتقوية الوحدة الوطنية ورص الصفوف في وجه هذه المناورات اليائسة. كما أشاد الأخ الرئيس بموقف المنتظم الدولي والأمين العام للأمم المتحدة إزاء الأزمة المفتعلة بالمعبر الحدودي الكركارات.
ونوه الأخ أخنوش عاليا بمخطط الانعاش الاقتصادي الذي أعلن عنه جلالته في خطاب العرش، وبالمشروع الملكي الهام الذي يروم تمكين جميع المغاربة من الحماية الاجتماعية في أفق سنة 2026.
وعن عقد اللقاء بنظام المحادثة المصورة عن بعد في ظل الظروف الحالية، أكد الأخ عزيز أخنوش أن الحزب كان سباقا عند صياغة النظامين الأساسي والداخلي، بتضمينهما مقتضيات تسمح بالاجتماع عن بعد، ما مهد الطريق لعقد هذا المجلس الوطني في ظل الظروف التي نعيشها، مشيرا إلى أنه ورغم غياب حرارة اللقاء، إلا أنه سيمكن من تجديد أواصر الأخوة وتقوية دينامية التواصل حول القضايا السياسية الراهنة وكذا المستجدات التنظيمية التي تؤطر عملنا الحزبي.
واعتبر الأخ أخنوش أن تاريخ الحزب بمناضلاته ومناضليه، وثقله ووزنه داخل الساحة السياسية، كان حافزا للحزب للمضي قدما في دينامية الأحرار منذ 2016 إلى يومنا هذا، وهي دينامية كان أساسها الإنصات للمناضل والمواطن، أفرزت في نهاية المطاف 4 جولات جهوية مكنت من التعرف على الأولويات لدى المواطن والإكراهات التي تواجه الساكنة المحلية.
وفي هذا الصدد أكد الأخ الرئيس على أن مسار الثقة الذي يعد مساهمة للأحرار في النقاش حول النموذج التنموي الجديد، هو نتاج مقاربة تشاركية ونقاش موسع ودراسات ميدانية دقيقة ومحط إجماع لجميع فعاليات الحزب، ونعتز اليوم بأنه وثيقة مرجعية أثبتت الظروف التي مرت بها بلادنا أن ما جاء به يعكس بالفعل أولويات وإشكاليات وحلول واقعية.
وفي الشأن البرلماني، أشاد الأخ أخنوش بفريقي الحزب في البرلمان وتعاطيهما مع كل القضايا الكبرى ببلادنا بمستوى عالٍ من المسؤولية والفعالية، مستحضرا دور البرلمانين الأحرار خلال مناقشة القانون الإطار للتربية والتعليم، والدور الترافعي والانتصار للقضية الأمازيغية كقضية تهم المغاربة قاطبة.
وأهاب الأخ أخنوش الفريقين البرلمانيين بمضاعفة الجهود خلال الدخول السياسي المقبل، وذلك لأهمية القضايا والمواضيع التي ستميز النشاط البرلماني والتشريعي خلال آخر سنة من عمر الولاية الحالية، داعيا إياهم أن يكونوا في الموعد لمناقشة القوانين المرتبطة بتعميم التغطية الاجتماعية، حيث ينتظر منهم تقديم المقترحات والأفكار الكفيلة بدعم هذه الرؤية كما أرادها صاحب الجلالة نصره الله، وبضرورة مواكبة قانون المالية لسنة 2021 والحرص على أن يكون قانون المالية قادرا على تحقيق إقلاع اقتصادي وأن يكون في خدمة الأوراش الاجتماعية خلال السنة القادمة.
وفي ختام كلمته أعلن الأخ الرئيس عن عزم الحزب تنظيم مؤتمر استثنائي تفعيلا لمقتضيات المادة 3-33 من النظام الأساسي عن طريق المحادثة المصورة عن بعد كما هو منصوص عليه في المادة 7 من النظام الداخلي، يعرض لتصويت المؤتمرين “تمديد ولاية جميع هيئات وهياكل الحزب إلى ما بعد الانتخابات”.
وصادق المجلس الوطني على عدد من القرارات التنظيمية، تهم:
● المصادقة على التقرير المالي لحسابات الحزب لسنة 2019
● المصادقة على مشروع ميزانية الحزب لسنة 2020
● المصادقة على طلب اعتماد منظمة الهيئة الوطنية لمهنيي سيارات الأجرة التجمعية وهيئة المتصرفين التجمعيين، وجمعية أمل الاحرار لذوي الاحتياجات الخاصة.
● استكمال بعض الهياكل الجهوية والوطنية.
وشهدت دورة المجلس الوطني بعد ذلك مداخلات الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني لمناقشة كل ما تضمنه العرض السياسي الذي قدمه الأخ الرئيس.
وشملت المداخلات على الخصوص من الأقاليم الجنوبية تطورات قضية الصحراء فيما يخص الوضع بالمعبر الحدودي الكركرات، والاستفزازات الصادرة عن بعض الأصوات النشاز، حيث شددت على إدانة هذه الممارسات واعتبارها لا تمثل بتاتا الارتباط الوثيق لساكنة هذه المناطق، ودفاعها التام عن وحدة الوطن.
وشمل النقاش كذلك بالإضافة لتطورات الملف الليبي والوساطة المغربية المتميزة، والدور الجديد للدبلوماسية الملكية والتنويه بالدور الملكي المتميز حفاظا على الاستقرار بمالي.
وأبرزت هذه المداخلات حساسية المرحلة وما يميز هذا الظرف من صعوبة أملتها المشاكل المرتبطة بتفشي وباء كوفيد-19، منوهة في هذا الإطار بالتعاطي الإيجابي للأخ الرئيس مع قضايا الوطن وتفاعله الإيجابي مع المبادرات الرامية إلى تحقيق الإنعاش الاقتصادي ببلادنا وسبل خلق تحفيز الاستثمار والتنمية. كما ثمنت مداخلات أخرى أداء وزراء الحزب خلال هذه الفترة، وحسهم الوطني العالي في التعامل مع هذا الظرف الاستثنائي، وكذا استمرارية دينامية الأحرار داخل الحزب والمنظمات الموازية.
وفي ختام أشغال هذه الدورة تمت تلاوة نص البرقية المرفوعة الى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه.