Rni.ma
أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن خلاصات النقاش الذي شهدته محطات برنامج “100 يوم 100 مدينة”، سيتم الإعلان عنها وكشف كل تفاصيلها من خلال كتاب “مسار المدن”، مؤكدا أن الحزب سيدافع عن هذه البرامج التي يريدها المواطنون بل وساهموا في إعدادها.
وذكّر عزيز أخنوش في كلمته بمناسبة مشاركته في أشغال المحطة الأخيرة من البرنامج التواصلي “100 يوم 100 مدينة” التي تم تنظيمها اليوم الأحد 27 شتنبر 2020، بمدينة أيت ملول، بالأولويات الثلاثة وهي الصحة والتعليم والتشغيل، التي اختارها المواطنون خلال اللقاءات التواصلية للحزب، التي شملت الجهات الـ12، مضيفا أن الحزب قدّم على إثر ذلك مقترحات للنهوض بهذه القطاعات من خلال كتاب “مسار الثقة”.
ولكن، يضيف الرئيس، “مشاكل قطاع الصحة في تطوان مثلا ليست هي نفسها في مدينة بوعرفة، وفرص الشغل التي تحتاجها مدينة أبي الجعد، ليست هي نفسها التي تحتاجها مدينة كلميم، وكذلك بالنسبة للتعليم، فهناك مدن تحتاج إلى نواة جامعية كما أن هناك مدن يشتكي فيها التلاميذ من الاكتظاظ بالأقسام، مشيرا إلى أن هذه القافلة أكدت أن القطاعات الثلاثة المعنية هي ذات أولوية وأهميتها ارتفعت مع جائحة كورونا، معتبرا أن الأهم من ذلك، هو أن قافلة “100 يوم 100 مدينة” أتاحت الفرصة للحزب للتعرف عن قرب على المشاكل المحلية، وتحديد خصوصيات كل مدينة، والمشاكل التي تعاني منها في كل القطاعات.
وبعد أن ذكّر بالتقدم والتحسن الذي تعرفه بلادنا على مستويات مختلفة، وهو ما أكده المشاركات والمشاركون في مختلف محطات القافلة، أكد أخنوش أنه على الرغم من ذلك ما تزال هناك حاجة للعمل الجاد والدؤوب، وما تزال هناك فوارق بين المدن الكبرى، والمدن الصغرى والمتوسطة، مضيفا “كما قلت في دمنات خلال إعطاء انطلاقة القافلة، هذا البرنامج أردنا من خلاله إعطاء الأولوية للمدن المتوسطة لأنه اليوم على المستوى الوطني هناك استراتيجيات قطاعية كبرى، وعلى المستوى الجهوي، هناك مخططات التنمية، ولكن نصيب هذه المدن المتوسطة من هذه المخططات وكذلك من الميزانيات يبقى جد ضعيف”، مشيرا إلى أن فئة الشباب هي من بين أهم الفئات المتضررة.
وفي هذا الصدد، يضيف أخنوش، أن أغلب هذه المدن لا تتوفر على جامعات أو نواة جامعية، والعديد من الشباب لا يتوفرون على الإمكانيات للذهاب للمدن الكبرى لمتابعة دراستهم، مضيفا: “وحين لا تتوفر المنحة الدراسية ينقطعون عن الدراسة، والطالبات لما لا يجدن مكانا بالحي الجامعي ينقطعن أيضا عن الدراسة.. ولكن هؤلاء الشباب يلزمهم بديل، إذ يحتاجون إلى فرص الشغل والتكوين المهني، ويحتاجون لمراكز الدعم والتوجيه ولملاعب القرب ودور الشباب… لهذا من الضروري أن يتم فتح هذه الأبواب أمامهم، حتى يبتعدون عن مسالك الإحباط والانحراف”.
وبالنسبة للقطاع الصحة، أوضح الرئيس على أن هناك الكثير من الأمور المعروفة تأكدت خلال هذا البرنامج، من ضعف فعالية “راميد” ومشاكل التجهيزات والأدوية، وغياب المستشفيات والمستوصفات الكافية للساكنة ببعض المدن، ثم مدن أخرى تتواجد في مناطق معزولة فيها مستشفيات يغيب فيها استقرار الأطر والأطباء، مضيفا: “كما أن المواطن المغربي يحس بنوع من الحكرة في المستشفيات والمستوصفات، فهو يطالب بالاستقبال والمعاملة باحترام، إذ لا يريد أن يتم استقباله في مستشفى الدولة من طرف حارس أمن خاص”.
كما أنه خلال محطات البرنامج، يضيف أخنوش، أن “هناك العديد من المواطنات اللاتي تحدثن عن معاناتهن في المستشفيات خلال الولادة، مثلا لا يجدن طبيبا، خصوصا حين تستلزم الحالة الصحية للمرأة الحامل التنقل للمستشفى الإقليمي أو الجامعي، ومشكل غياب سيارة إسعاف، وتقطع مسافات طويلة..”، مردفا: “كل هذا لا يمكن أن نقبل به، ويفرض علينا إيجاد الحلول من أجل أن يتجنب المواطنين كل هذه المعاناة، وأيضا حتى تتجنب الأطقم الطبية كل هذه الضغوطات..”
أما بالنسبة للتعليم، أشار أخنوش، إلى أن الجميع على علم بمشاكل المدرسة العمومية، وأن الكثير من المشاركين في محطات “100 يوم و100 مدينة” يتساءلون كيف تحسنت مجموعة من القطاعات في حين بقي التعليم على حاله، ويرون أن المدرسة التي درسوا فيها في سنوات الستينات والسبعينات، أحسن بكثير من مدرسة اليوم، مضيفا: “هذه النقطة لوحدها تلخص وضعية القطاع، في التعليم.. لذا هناك تأخر كبير..”
وتابع:” لكن لا يجب أن ننسى أنه منذ سنتين هناك برامج فعالة، والحكومة في شخص الوزير، تقوم بمجهود كبير، ولكن هناك إرث كبير يلزمه وقت لإيصال قطاع التعليم للمستوى الذي يريده المواطنون لأولادهم وبناتهم..”
إثر ذلك، ذكّر أخنوش، بالعديد من الأولويات الأخرى التي تحدث عنه المشاركات والمشاركون في كل محطات قافلة هذا البرنامج التواصلي، من فضاءات وحلول عاجلة للخدمات الأساسية، وحلول أيضا لمشاكل عدد من القطاعات حسب المدن، من كهرباء وماء صالح للشرب والصرف الصحي والبنيات التحتية وغيرها من المشاكل التي يريدون حلولا لها في مدنهم، مشددا في نفس الوقت أن كل هذه المشاكل والأولويات جاءت على لسان المشاركين في مختلف محطات “100 يوم 100 مدينة”.
وبعد أن أكّد على صعوبة التطرّق لكل التوصيات والخلاصات التي تحدّث عنها حوالي 35 ألف مشاركة ومشارك، من ساكنة 100 مدينة، أوضح أخنوش أنه سيتم مشاركة كل هذه التفاصيل مع المواطنات والمواطنين من خلال كتاب “مسار المدن”، الذي سيتم الإعلان عنه قبل نهاية السنة الجارية، وسيقدم خلاصة النقاش في كل مدينة، وكذلك بعض الشهادات والتجارب واقتراحات المواطنين للنهوض بمدنهم.
وفي نفس السياق، تابع الرئيس: “نحن سواء كنا في الجماعات أو المجالس الإقليمية أو الجهوية أو في الحكومة أو المعارضة سندافع عن هذه البرامج التي يريدها المواطنين، والإمكانيات الموجودة سنقوم بتوجيهها أولا لإصلاح قطاعات ذات الأولوية حسب الخصوصيات المحلية..”، مشيرا إلى أنه لا يجوز انتقاد كل شيء، وأن الإصلاح يجب أن يكون تدريجيا، مؤكدا أنه إذا كانت للإمكانيات المادية أهمية، فإن قدرة المنتخب الجماعي ومجلس المدينة على التسيير الجيد وابتكار الحلول تبقى هي الفيصل.
وفي الختام أشار الرئيس عزيز أخنوش، إلى أنه تم تسجيل من خلال هذا النقاش، غيرة وافتخار المواطنين بمدنهم وبالتاريخ والتراث، وبالمؤهلات الطبيعية والصناعة التقليدية و”المواسم”، وأكثر من ذلك بالهوية المغربية التي تخلق مجتمعا متماسكا لمواجهة العديد من التحديات، وأيضا تأكيدهم على مسؤولية المواطن، ومدى ضرورة مشاركته في اتخاذ القرار وخلق التغيير، وأن يلعب كامل دوره في اختيار المنتخبين، أما يحتّم عليه أن يأخذ المبادرة المواطن سواء في الأحزاب أو الجمعيات أو التعاونيات أو المقاولات.