و.م.ع
أجرى الحوار عز الدين القاضي
يجيب رئيس جامعة محمد الأول بوجدة ياسين زغلول، في هذا الحوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، عن التساؤلات المثارة بشأن الإشكالات المرتبطة بالدخول الجامعي في سياق خاص يتسم بالتصدي لانتشار جائحة فيرو كورونا المستجد.
كما يستعرض تصور جامعة محمد الأول بشأن التدبير البيداغوجي والصحي لهذه المرحلة التي تتزامن مع تنظيم امتحانات الدورة الربيعية برسم السنة الجامعية 2020-2019.
بالنظر إلى التحديات التي تطرحها جائحة (كوفيد -19)، كيف تستعد جامعة محمد الأول بوجدة لتوفير دخول جامعي في احترام تام لشروط النجاعة البيداغوجية والسلامة الصحية؟
يكتسي الدخول الجامعي لهذه السنة طابعا استثنائيا بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي تفرضها جائحة فيروس كورونا المستجد التي انتشرت في العالم بأسره.
وبالتالي، تستلزم هذه الظروف الاستثنائية اتخاذ تدابير خاصة لتوفير دخول جامعي آمن يوفر الظروف البيداغوجية المواتية للطلاب والطاقم التربوي من أجل التحصيل الجامعي في احترام تام للتدابير الصحية الوقائية المتمثلة في التباعد الجسدي والتعقيم المستمر للأيدي وجميع فضاءات الجامعة، فضلا عن إلزامية ارتداء الكمامات الواقية.
ومن أجل تحقيق هذين الهدفين (التكوين والصحة)، اعتمدت جامعة محمد الأول بوجدة بتنسيق مع رؤساء مختلف المؤسسات التابعة لها، مجموعة من السيناريوهات الممكنة التي تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المؤسسات والشعب والمواد التي تدرس.
وتركز هذه السيناريوهات على اعتماد التدريس الحضوري بأعداد قليلة من الطلبة في المواد العلمية التي تتطلب هذه الصيغة، والتعليم عن بعد بالنسبة للمواد الأخرى، والتناوب بينهما في حالات أخرى.
فبخصوص التعليم عن بعد، تم تجهيز المؤسسات بالموارد والوسائل البيداغوجية الضرورية، وسوف يعلن عن التدابير المتخذة بهذا الخصوص بعد إجراء الامتحانات الربيعية المؤجلة برسم الموسم الجامعي 2019-2020، علما أن التحضيرات من أجل إنجاح الدخول الجامعي 2020-2021 تتواصل بشكل يراعي الحفاظ على السلامة الصحية للطلبة والطاقم الاداري والتربوي.
يطرح مجموعة من طلبة جامعة محمد الأول عددا من الإشكاليات المعقدة خلال هذه الفترة الاستثنائية، لا سيما ما يتعلق بالاكتظاظ وخدمات الإيواء والإطعام. ما الذي تقترحونه بهذا الخصوص؟
صحيح أن العدد الكبير للطلبة خصوصا في المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح يطرح إشكالا حقيقيا بالنسبة للتعليم الحضوري، لذلك فرئاسة الجامعة منكبة إلى جانب رؤساء المؤسسات الجامعية على إعداد سيناريوهات خاصة بكل مؤسسة وشروط إنجاح الدخول الجامعي الجديد.
هناك شعب ومواد تقتضي التعليم الحضوري، كما هو الحال بالنسبة لبعض المواد العلمية والأشغال التطبيقية، لذلك قررنا اللجوء إلى العمل من خلال مجموعات تضم حددا محدودا من الطلبة حرصا على احترام التدابير الوقائية خلال حصص التكوين، وبالنسبة للمواد الأخرى التي لا تتطلب التعليم الحضوري، سيتم التوصل لاتفاق بين المؤسسة والطلبة للاختيار بين التعليم عن بعد أو التناوب بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد.
وفي ما يتعلق بخدمات الإيواء والإطعام، فالقرار المرتبط بها يعود للأحياء الجامعية التي يتعين عليها التنسيق بهذا الشأن مع الأطراف المعنية والسلطات المحلية لتفادي تفشي الجائحة في صفوف الطلبة. وفِي جميع الأحوال، سيتم اعتماد مقاربة تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة وانتظارات الطلبة وتضمن الحفاظ على سلامتهم الصحية.
ماهي التدابير التي اتخذتموها لضمان السير الجيد للامتحانات الربيعية المؤجلة والحفاظ على السلامة الصحية للطلبة؟
اتخذت جامعة محمد الأول مجموعة من الإجراءات والتدابير وعبأت 14 مركز امتحان للقرب لتفادي إصابة الطلبة والموظفين والأساتذة بعدوى فيروس كورونا، وتسهيل عملية اجتياز الامتحانات بالنسبة لجميع المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح.
وقد تم الشروع ابتداء من الاثنين الماضي في إجراء الامتحانات المؤجلة للدورة الربيعية على مستوى كلية العلوم في ظروف طبيعية، وستتواصل هذه العملية في الأسبوع المقبل بالنسبة لكلية الآداب، لتليها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ابتداء من 28 شتنبر الجاري.
وقد تم اختيار مراكز إجراء الامتحانات بعناية على مستوى مختلف أقاليم جهة الشرق، بالإضافة إلى إقليم الحسيمة بتنسيق تام مع عمال الأقاليم والسلطات المحلية لتمكين الطلبة من اجتياز اختباراتهم في ظروف ملائمة وفي احترام تام لمختلف التدابير والإجراءات الإحترازية التي تروم التصدي لانتشار جائحة فيروس كورونا.
وجرى اعتماد هذه التدابير الاستثنائية أخذا بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا التي تمر بها بلادنا، وحرصا على الحفاظ على السلامة الصحية للطلبة والطاقم الإداري والتربوي.
وتظل جامعة محمد الأول بوجدة معبأة بقوة لضمان السير الجيد للامتحانات وإنجاح الدخول الجامعي، في احترام تام للتدابير الجاري بها العمل.