اختتام الجامعة الصفية للبودشيشية…تجربة صوفية جوهرها الصـدق وعمق الإيمان

3 سبتمبر 2020آخر تحديث :
اختتام الجامعة الصفية للبودشيشية…تجربة صوفية جوهرها الصـدق وعمق الإيمان

اعداد:حساين محمد
باستعمال تقنية البت المباشر عبر صفحة مؤسسة الملتقى بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، واصلت السبت 30 أغسطس (غشت) 2020، مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بشراكة مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال تنظيم فعاليات “ليالي الوصال في زمن كورونا، ذكر وفكر”، بإحياء الليلة الافتراضية الثامنة عشر، وتم ذلك بالتزامن مع اختتام فعاليات الجامعة الصيفة الافتراضية للشباب.
عرفت هذه الليلة الافتراضية عرض شريط فيديو بتعليق الإعلامي أحمد الخليع، كتقدير وعرفان لشيخ الطريقة الدكتور مولاي جمال الدين القادري بودشيش على ما يبذله من عمل جليل في سبيل التربية والدعوة الى الله، كما تضمن الشريط تنويها بأخلاقه العالية وتواضعه مع الناس وخاصة البسطاء منهم، وحرصه الشديد على الجود والكرم، والحث على محبة الوطن والغيرة عليه ومحبة أمير المؤمنين والدعاء له وللمغرب بالحفظ، ودعوته الى نشر الرحمة المحمدية بين الناس.
وكما جرت العادة في كل ليلة من ليالي الوصال كان للمتابعين موعد مع الكلمة العلمية للدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، حول موضوع “الأبعاد الأخلاقية للتربية الروحية”، أبرز من خلالها أن التجربة الصوفية في جوهرها هي تجربة روحية مفعمة بصـدق العاطفـة، وإخـلاص التوجه إلى الله وعمق الإيمان، عمادها الشريعة الإسلامية المتمثلة في القـرآن والسـنة، ومنطلقها التجرد من علائق الدنيا ،وغايتها امتلاء القلب بأنوار المحبة الإلهية، إضافة الى كلمة علمية للدكتور أحمد غاني متخصص في الشريعة الإسلامية حول موضوع “فكر ابن عربي في زمن كورونا”، فيما تناول الدكتور فضيل الإدريسي أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني وعضو المجلس العلمي لعمالة مقاطعة الحي الحسني الدارالبيضاء، موضوع “المناعة الروحية والخوف”.


كما عرف هذا السمر الروحي مشاركة الدكتور حسن التازي الطبيب والجراح المغربي المشهور، والذي عمد من خلال مداخلته إلى تقديم مجموعة من النصائح المفيدة في كيفية التعامل مع وباء كورنا، محذرا من خطورة الوضع الصحي الحالي الذي سجل ارتفاعا مهولا في عدد الإصابات نتيجة عدم التقيد بالتدابير الوقائية، ومذكرا بما جاء في الخطاب الملكي السامي من عدم إمكانية الخروج من الأزمة الحالية دون احترام الإجراءات والتدابير الإحترازية، وذكر أن الطريقة القادرية البودشيشية في شخص شيخها سيدي جمال الدين القادري تربي الناس على ذكر الله تعالى واللجوء إليه في كل الأحوال، وتغرس في نفوسهم محبة الوطن وملك البلاد والتضحية من أجل المغرب.

كما تم عرض شريط فيديو لبراعم الطريقة، ومشاركتهم في المخيم الصيفي الافتراضي، إضافة إلى تقديمهم مجموعة من القصائد في المدح النبوي وبديع السماع.
وللإشارة فخلال هذه الليلة الروحية تقدمت مشيخة الطريقة بأحر التعازي في وفاة الشيخ سيدي عبد الواحد ابن اعجيبة، مثنية على ما قام به من جليل الأعمال، وأن يشمله الله تعالى بالرحمة والغفران ويرزق ذويه الصبر والسلوان.
وخلال الليلة الافتراضية تم الإعلان عن اختتام فعاليات الجامعة الصيفة الافتراضية التي نظمتها الطريقة هذه السنة في الفترة من 20 غشت الى 29 منه، وذلك باللغتين العربية والفرنسية، وكما هو معلوم فقد اعتادت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية في شهر غشت من كل سنة بشراكة مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال تنظيم الجامعة لفائدة الشباب.
وهذه السنة وانسجاما مع التدابير الوقائية، تم تنظيم الجامعة الصيفية افتراضيا وذلك عبر موقع مؤسسة الملتقى بالفايسبوك تحت شعار “تربية الشباب على قيم الفتوة سبيل لتحقيق مواطنة فاعلة”، وقد تميزت هذه الدورة بتنوع وغنى برنامجها، الذي تضمن دروسا ومحاضرات وعروض وورشات تفاعلية في مختلف التخصصات في علوم القرآن الكريم والفقه وعلوم التربية والتربية على الوطنية وقيم المواطنة والعلوم القانونية والاقتصادية والتنمية الذاتية والمالية الإسلامية، وذلك بتأطير علماء وأكادميين ورجال القانون وخبراء ومدربين متخصصين في التنمية الذاتية، مع فتح باب النقاش والتفاعل مع المتابعين من خلال الأسئلة التي يتم طرحها من طرفهم بخصوص المواضيع المطروحة، الشيء الذي أضفى طابع التفاعلية والتجاوب والإستفادة على برنامج الجامعة الصيفية وهو ما لقي استحسانا من طرف المتابعين.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع الدروس والمحاضرات والورشات التفاعلية وبرنامج الجامعة الصيفية موثقة ومسجلة في فيديوهات موضوعة رهن إشارة الجميع، حيث يمكن الرجوع إليها ومتابعتها بموقع مؤسسة الملتقى.
وعلى غرار الليالي السابقة تميزت الليلة الثامنة عشر بشهادات لمريدي الطريقة القادرية البودشيشية مغاربة وآخرين منتمين لجنسيات مختلفة، والذين تناولوا من خلالها تجاربهم الشخصية والدور الايجابي الذي لعبته في حياتهم التربية الصوفية التي يتلقونها في الطريقة القادرية البودشيشية.
وقد تخللت هذه الفقرات وصلات من بديع الانشاد والسماع، حيث شنف أعضاء من الفرقة الوطنية الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية للسماع والمديح المتابعين بقصائد سمت بأرواحهم، إضافة لفقرات لمجموعة سماع الطريقة القادرية البودشيشية بليبيا، ووصلات فردية متميزة لعدد من المنشدين.
وضمن فقرة “من كلام القوم “، تناول الكلمة في الأخير الدكتور عبد الرزاق الترابي، أستاذ التعليم العالي، والذي تولى اختتام هده الليلة الروحية برفع الدعاء الصالح بأن يحفظ المغرب ملكا وشعبا والبشرية جمعاء، وأن يوفق جلالة الملك محمد السادس في خطواته الرشيدة.

الاخبار العاجلة