اعداد:حساسن محمد
شارك الدكتور عماد ابو الرُّب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار في النسخة العاشرة من فعاليات “ليالي الوصال، ذكر وفكر” التي نظمتها الطريقة القادرية البودشيشية، بتعاون مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال، وذلك مساء السبت 04 يوليوز 2020، وتمحورت مداخلته حول موضوع “البعد الروحي والأخلاقي للتصوّف”.
بين الدكتور ابو الرُّب أن التصوف يهتم بتحقيق مقام الإحسان في ديننا، الذي يعتبر مقاما للتربية والسلوك، من خلال تطهير النفس والقلب من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وأضاف أنه كما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وتناول علم العقيدة الإيمان، فإن التصوف قد اختص بتحقيق مقام الإحسان.
وأكد أن الاهتمام بالجانب الرّوحي والدّيني والفكري والسلوكي للإنسان لا يقلّ عن الاهتمام بالجانب العملي للإنسان، مستشهدا بقوله تعالى
“وإنك لعلى خُلُق عظيم”، وبالحديث الشريف الذي جاء فيه “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”، وأبرز دور التصوف في بناء الأحلاق الكريمة، مستدلا بقول مصطفى المدني: ” التصوف كله أخلاق فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف”، وأضاف أن أهل التصوف يعتبرون الرسول صلى الله عليه وسلم، اسوتهم الحسنة الحسنة التي أمر الله بالاقتداء بها.
وأشار إلى مجهودات رجال التصوّف في غرس المعتقدات الصحيحة والقيم الفاضلة، وتصحيح سلوك الفرد مع الله ومع نفسه والناس، وضرب أمثلة لذلك من خلال حياة الإمام الجُنيد وأحمد الرّفاعي وعبد القادر الجيلاني والرّومي والنّووي وغيرهم.
وأكد عودة أصول التصوف إلى الكتاب والسنة، باعتبار ضوابطه، وممارساته الأخلاقية والروحية، التي تهدف إلى تحقيق “صدق التوجه إلى الله” (كما يقول أحمد زروق)، والسمو بالروح الإنسانية وتطهيرها من كل الأدران الحسية والروحية وتحليتها بالفضائل، فهذا هو جوهر الدين الإسلامي، لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، “رجعنا من الجهاد الأكبر على الجهاد الأصغر “.
وسلط الضوء على آثار البعد الرّوحي والأخلاقي للتصوّف التي تتجلى في إدماج القيم في التنمية وبناء الإنسان وترسيخ قيم التعايش ونبذ الكراهية والتطرّف، وإبراز القيم والأخلاق الفاضلة من الصدق والتواضع والأمانة وعفّة اللسان وحُسن التعامل مع الآخر
ودعا إلى إدماج البعد الأخلاقي في البرامج التربوية والتعليمية لتحصين الشباب من التطرّف والإيديولوجيات التي تريد هدم قيمهم وإفسادهم، وحث على إشراكهم في البرامج والنّشاطات التي تقوم بها مشيخة الطريقة، كما طالب بتأهيل الآباء والأمهات لرعاية الأسرة وتوجيه الأبناء وتحفيزهم على المشاركة والتعلّم، ووضع برنامج فاعل لتعزيز توجيه الشباب ووقايتهم من الفكر الضال من خلال إشراك النوادي الرياضية والمؤسسات الاجتماعية والتوجيه الإعلامي.
وختم مداخلته بالتأكيد على مبادئ التصوّف المتمثلة في الإخلاص والصدق والكرم، والتسامح، وبين أن التصوف يعتبر روح الشريعة الإسلامية.