اعداد:حساين محمد
كلمة تنويرية لفضيلة الدكتور مولاي منير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف،ورئيس المركز الاورومتوسطي لدراسة إسلام اليوم،ضمن فعاليات ليالي الوصال المباركة التي تنظمها مشيخة الطريقة البودشيشية بشراكة مع اكاديمية السماع ومؤسسة الملتقى،عبر تقنية الفيديو عن بعد بمشاركة علماء من مختلف دول العالم.
واكد نجل شبخ البودشيشية،الذي استهل كلمته بالحديث النبوي الشريف:(ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) رواه البخاري،بان وباء كورنا الذي اجتاح العالم أثار تحولات طارئة على مستوى منظومة القيم اولها العودة القوية الى المعتقد الديني بالشعور بقوة الهبة الإلهية عند الغافلين والمنكرين وتقويتها عند المتدينين كما تم تسجيل بعض الإنزلاقات والمخاطر في ظل غياب وعي ديني مستنير بجوهر الدين وغاية مقاصده من قبيل إصرار المسلمين على عدم ترك صلاة الجماعة او الجمعة مع اعتبار أن تركها في زمن الوباء هو من جوهر الدين لعدم حصول الضرر للنفس إذا ان حفظ النفس مقدم على حفظ الدين في هذه الحالة.
واوضح مولاي منير البودشيشي ان من بين هذه الإنزلاقات الادعاء بأن هذا الوباء انتشر بسبب المعاصي وانه عقاب من الله للمذنبين،مسترسلا ان الطاعون أصاب بعض من الجيل الاول من المسلمين ممن كانوا على عهد قريب من النبوة،مشيرا ان الهدي النبوي كان سباقا لاقرار قواعد الحجر الصحي وهو ما نفذه الفاروق عمر رضي اله عنه بنجاح حين ابتلي المسلمون بطاعون “عمواس” .
وأبرز ان انتشار فيروس كورنا كشف عن الهاوية التي تقف على سفحها البشرية لا بسبب الفناء المعلق على رأسها وانما بسبب إفلاسها في عالم القيم،وهو ما تجلى في عدد من الدول التي تقدم نفسها على أنها مهد للقيم والديمقراطية والحرية والتي فضلت الاقتصاد والحفاظ على فرص الشغل على صحة وسلامة مواطنيها وبعد فوات الأوان وتفشي الوباء اختارت اسبقية العلاج بشبابها على حساب مسنيها،
وشدد رئيس الملتقى العالمي للتصوف على الدور البارز للبعد القيمي في علاج الأزمات معتبرا الدين الإسلامي مثالا للرحمة في مقاصده الشرعية التي تقدم حفظ النفس على حفظ الدين والعقل وحفظ المال والنسل.
وكشف ان المغرب في ظل هذه الأزمة وتحت القيادة الرشيدة لمولانا امير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله،خير من جسد قيم التضامن والتراحم في أرض الواقع واعطى المثال في التصدي لهذه الأزمة واظهر المعدن الاصيل للأمة المغربية شعبا وملكا وقمة التلاحم التي ميزت المجتمع المغربي بقيمه الروحية الصوفية الأخلاقية والوطنية.
وخلص رئيس المركز الاورومتوسطي لاسلام اليوم،ان هناك امل ما بعد جائحة كورونا مختلفا عن عهد ما قبله،يقوم على قيم أخلاقية وروحية ووطنية وإنسانية سيكون لها الأثر في بناء الإنسان وازدهار البلدان بالتضامن الإنساني والتراحم والتآزر،