شذرات من السيرة الذهبية للحاج أحمد أولحاج أخنوش (1)
هي سيرة ذاتية لمؤلفها الباحث المرموق الدكتورعمر أمارير، سننقب فيها عن الحلقات المفقودة والدرر المكنونة من تاريخ أسرة سوسية وطنية عريقة، ينتمي إليها واحد من السياسيين الغيورين على هذه البلاد، تعرض لحملة شعواء منذ مدة، حاول البعض استغلالها من أجل النيل منه سياسيا لكنهم سيفشلون لا محالة. بنشر هذه السلسلة سنعيد رسم الصورة الحقيقية لأسرة مقاومة تشبعت بالقيم الدينية والتقليدية، ولرب هذه الأسرة كذلك، كيف تربى على حب الوطن؟ وربى أبناءه على ذلك، إنها سيرة والد الأخ، عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي راعاه ولقنه دروسا خالدة في العطاء والعمل الجاد، وقدوته الذي نهل منه كل المعاني الوطنية الصادقة.
أحمد بن امحمد بن ابراهيم أخنوش، ولد في قرية “أكرض أوضاض” من قبيلة “تفراوت” بجبال الأطلس الصغير باقليم تزنيت، ترعرع داخل أسرة تسمى “آيت براييم”، نسبة إلى جد اقصى اسمه ابراييم بن اعزا اخنوش اول من استقر من تلك العائلة في قرية “أكرض أوضاض”، قادما إليها منذ زمن بعيد من “أكادير أخنوش” الذي تنسب إليه العائلة.
وكما جرت العادة التعليمية السوسية العريقة، فإن من بلغ خمس سنوات وخمسة أشهر في قرية “أكرض أوضاض” يلحق بـ”تيمزكيدا أوفلا” المشهورة منذ القديم بتقاليدها التعليمية العريقة، وفيها تعلم الطفل أحمد مبادئ القراءة والكتابة، انطلاقا من التعرف على الحروف نطقا وشكلا، لأن ما تيسر من سور القرآن الكريم بدءا بسورة “الفاتحة” إلى ما يليها من باقي السور، فإنه سيعتني كثيرا بتعلم الحساب استعدادا للعمل التجاري الذي سيحتاجه إلى كتابة عدد السلع، وإجراء مختلف العمليات الحسابية. بالإضافة إلى تعلم الطفل السوسي في “تيمزكيدا” على يد الفقيه، فإنه يتربى في المجتمع على قيم نبيلة منها قيم ” تانفلوست” التي هيأته ليكون وطنيا مخلصا. ومنها قيم ” تاراميت” التي هيأته لحمل سلاح المقاومة، ومنها القيم الحضارية الأطلسية التي هيأته للإندماج السريع في حضارة مدينة الدارالبيضاء، ثم هناك تربية أسرية عادة ما يشرف عليها داخل أسرة كبيرها. وقد صادفت طفولة أحمد أخنوش جده الحاج ابراهيم هو كبير أسرته. وسيتأكد فعلا من مسار حياة أحمد مدى تأثره بتربية جده ذاك. فمن هو هذا المربي؟
الحاج ابراهيم هو من علماء عصره. تخرج على يد كبار الأساتذة منذ أواخر القرن التاسع عشر من أمثال سيدي عمر الأكضيي التملي، والأستاذ محمد أوعابو الذي كان من كبار علماء سوس في القرن التاسع عشر إلى بدايات القرن العشرين.
فتح الطفل أحمد أخنوش عينيه على كبير أسرته يحب العلم، ويجل العلماء. ويحرص على اقتناء الكتب، إلى درجة نزل ذلك الجد بمدينة طنجة حتى اشترى كتبا كثيرة، في زمن السفر مشيا على الأقدام ضمن القوافل برا، أو بالبواخر بحرا. أدرك أحمد في طفولته جده الفقيه ابراهيم قد حمل بندقيته مع المقاومين السوسيين الذين انضموا لجيش مولاي أحمد الهيبة، قصد التصدي للعساكر الاستعمارية الزاحفة نحو جنوب المغرب… وخاضوا غمار المعركة التاريخية الرهيبة بسيدي بوعثمان قرب مراكش 1912م.
عبد الرزاق الزايدي بن بليوط
رئيس مجموعة رؤى فيزيون الاستراتيجية
رئيس لجنة الأطر التجمعية داخل الحزب
عضو هيئة المهندسين التجمعيين