أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم الأحد خلال أشغال مؤتمر مغاربة العالم التجمعيين المنعقد بأبيدجان، على أن “الأحرار” يواصل مساره في الإنصات للمغاربة، بما فيهم الجالية المغربية، وذلك حتى يتسنى له معرفة أولوياتهم، مشيرا إلى أن الحزب وضع نصب أعينه أولويات تضم الشغل والصحة والتعليم وتكافؤ الفرص.
وبعد أن وجّه عزيز أخنوش عبارات الشكر لدولة الكوت ديفوار من خلال وزير الفلاحة الإيفواري الذي كان حاضرا في هذا المؤتمر، على حسن وحفاوة الاستقبال، ذكّر بأن جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لهذا البلد قال عنه “بلد عظيم، وكان دائما بجانبنا في القضايا العادلة”، وقال أيضا إن “الكوت ديفوار نموذج الأمل في غرب إفريقيا”.
وأضاف أخنوش مخاطبا الجالية المغربية بإفريقيا، خاصة منهم مغاربة الكوت ديفوار، أنهم في بلد بمستقبل زاهر، حيث ينعمون بالراحة وحسن الاستقبال وفرص للاستثمار، موضحاً أن هذا يرجع بالأساس إلى العلاقات الدبلوماسية والأخوية بين صاحب الجلالة والرئيس حسن واتارا، مسترسلا “نحمد الله على جلالة الملك وعلى العمل الذي يقوم به، وعلى علاقاته الوطيدة مع أفريقيا”.
وتابع أخنوش أن جلالة الملك قال إن إفريقيا يجب أن تثق في طاقاتها ومؤهلاتها حتى تتمكن من تحقيق التنمية في المستقبل، مضيفا “وأنتم مغاربة أفارقة، أتيتم لتبحثوا عن فرص الشغل، وأيضا لتساهموا في تنمية هذه البلدان، ما يعني أنكم اخترتم هذا البلد في الوقت يقرر كثيرون الهجرة نحو أوروبا بسبب وذلك لعدم وجود خيارات أخرى لديهم.
ويؤكد أخنوش على أن خطاب صاحب الجلالة خارطة طريق وبرنامج والتزام، معرباً عن سعادته لما يحققه مغاربة إفريقيا من نجاحات في بلدان إقامتهم، ومشددا على ضرورة مساعدة الآخرين مغاربة أو إفوريين في تحقيق نفس المستوى من النجاح أو أكثر.
وأردف أخنوش قائلا ” متيقن أن أي واحد منكم قبل أن يقرر الانخراط في الحزب أو الحضور اليوم، كان يطرح الكثير من الأسئلة حول السياسية، وما إن كانت ممارستها واتقانها رهين بدخول السجن”.
وأوضح أخنوش أن السياسة هي طرفين متوافقين، هي حسن الاختيار لمن يدبر شؤون المغاربة، هي الإنصات، والاقتراح والإشراك، وتحمل المسؤولية.
ودعا أخنوش مغاربة إفريقيا إلى طرح أفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم، وعدم الاكتفاء بمتابعة أوضاع المغرب من بعيد، والانخراط الفعلي في مسلسل القرب والإنصات الذي ينهجه الحزب، مشددا على أن “الأحرار” في حاجة لمعرفة أولويات لمغاربة واحتياجاتهم، عوض أصواتهم الانتخابية، حتى يتمكن أولا من إعداد برنامجه.
وفي هذا الإطار، أكد أخنوش أن الحزب تمكن من الاستشارة مع عدد كبير من المواطنات والمواطنين، تجاوز عددهم 15 ألف شخصا، كما تمكن من الإنصات لأزيد من 13 مناضل في الحزب، كما يواصل الآن سلسلة “100 مدينة في 100 يوم”، والتي بلغت نسبة شغالها 40 في المائة، مشددا على أن ما يريده المغاربة يريده الحزب أيضا، ويتعلق الأمر بالتشغيل والكرامة والصحة والتعليم، وتكافؤ الفرص.
من جهة أخرى أشار أخنوش إلى أن الحزب قدم تصوره حول النموذج التنموي الجديد للجنة الملكية الخاصة بذلك، داعيا الجميع إلى الاعتزاز بقيادة لحزب، التي كانت في مستوى التطلعات، حيث دافعوا عن طرح الأحرار المنبثق من القواعد، وقال “السياسة هي التنمية، أي أن الهدف في الأخير تحسين ظروف عيش المواطن”.
وبخصوص الشباب، أوضح أخنوش، أن فئة كبيرة تتابع دراستها وتأمل في مناصب شغل مستقبلا بأجر يضمن لها العيش الكبير، موضحاً أن الحزب ضمن سلسلة جولاته استمع إلى حاجيات هذه الفئة، التي أكدت على ضرورة تشجيع الاستثمار، وتشجيع المبادرات الفردية لإحتواء البطالة، بالمقابل يؤكد أخنوش على ضرورة انخراط ومشاركة هذه الفئة في السياسية بدءً بالتسجيل في اللوائح الانتخابية، والتعبير عن صوتها في الصناديق والترشح، وتتبع مدى إنجاز المشاريع والبرنامج.
ودعا أخنوش إلى الاشتغال من الآن، من أجل تكوين نخبة يمكنها تنزيل النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع ومسايرة التطور والنمو الذي تعرفه المملكة، واسترجاع الثقة، “لأنه بدون ثقة المواطن في السياسة والمؤسسات لا يمكن تحقيق أي شيء” يضيف أخنوش.
وفي سياق آخر، أشاد رئيس الحزب، بالدور الكبير الذي قام به يوسف شيري على رأس فدرالية الشبيبة التجمعية، قائلا إنه عمل جاهدا من أجل إنجاح الشبيبة وعزز دورها في الساحة السياسية المغربية.
واسترسل أخنوش أنه في حزب التجمع الوطني للأحرار، “لا أحد يتشبث بالمناصب بما فيهم أنا، نحن هنا لخدمة المواطنين، وكل واحد لديه دوره ووقته، إذا ما انتهى من مهمة يأخذ مهمة أخرى، وشيري أتعاطف معه بشكل كبير لأنه اشتغل معي بنكران ذات، وله مستقبل واعد وسنواكبه لتحقيق ذلك”.
Rni.ma