فيديو..الدكتور منير البودشيشي يدعوا المريدين في العالم إلى التعايش ويوجه رسائل

18 يناير 2020آخر تحديث :

إعداد:حساين محمد
رسائل توجيهية وجهها الدكتور مولاي منير القادري بودشيش،في كلمة خلال المجلس السنوي لمشيخة الطريقة القادرية البودشيشية،رحب في مستهلها بالفعاليات المنضوية تحت إطار اجتماع مجلس الطريقة، وفي مقدمتهم السادة المقدمين وأعضاء مجالس الزوايا والمدن والمتفقدين المحليين والجهويين من المغرب و خارجه، وأعضاء الهيئة العلمية وسائر أطر الطريقة.


وأوضح منير البودشيشي،أن هذا اللقاء السنوي المبارك يجتمع فيه مع فضيلة الدكتور مولاي جمال الدين حفظه الله، من أجل تقديم إطارٍ تقييميّ للعمل داخل الطريق المباركة واستشراف مستقبل هذا العمل من أجل تجويده وتحسينه، ووضع خارطة للطريق من أجل تحفيز الفقراء والمريدين و المريدات على العمل والجد والمثابرة والتفاني في خدمة الطريقة وسائر القيم الإسلامية والإنسانية النبيلة، ولا يخفى الدور الذي تضطلع به مشيخة الطريقة في هذا الباب وما تقوم به من جهود الإشراف و التنسيق في سائر الاعمال و الأنشطة، سواء فيما يرتبط منها بسير الثوابت والمرتكزات الخمس، أو ما يرتبط بالأنشطة الموازية داخل الطريقة من أجل متابعتها و تقويمها.

وكشف نجل شيخ البودشيشية،أن العمل داخل مجالس الزوايا والمدن ينبغي أن يتأطر بقيم الطريقة وبسائر الأخلاق المحمدية التي يحثّنا عليها الشيخ،وأنه لابد اليوم المرور إلى مرحلة جديدة نبتعد فيها عن كل مظاهر الخلاف وخلق جو من الألفة واللحمة فيما بيننا في جوّ تسوده المحبة والاحترام والتكامل، لأن خدمة الطريقة لا تكون إلا بهذه القيم؛ قيم المحبة والتآزر ودرء الأنانية، واجتثات نوازع البغضاء ومسبباتها، ولمّ الشمل وتوحيد الصفوف،والانخرط في العمل الجماعي والتتغاضى عن الهفوات والترفع عن سفاسف الأمور ونستر العورات،والابتعاد عن كثرة القيل والقال، والتأدب مع الجميع، فعلى هذه الأسس الأخلاقية ينبغي أن يتأسس العمل داخل الطريقة.

وأكد العلامة منير القادري أن المسؤول أو المقدم (المسير) لا بد أن يكون كما يقال بالعامية زنبيل و منديل و قنديل، زنبيل أي له قوة لتحمل الخلق و منديل يستر عوراتهم و يصبر على الأذى و قنديل يوجههم لشيخهم و إلى القيم الهادية و البانية بعيدا عن التسلط و الرياسة و يصير بذلك مثالا لقوله صلى الله عليه و سلم “المسلم هين لين كالسنبلة” كما يردد دائما السيد الوالد.وأن المسؤولية في الطريقة ليست تشريفا وإنما هي تكليف يتحمّل المرء فيه أمانته أمام الحق عزّ وجل. ولذا فإننا نشيد بجميع فعاليات الطريقة بأن يكونوا يدا واحدة، ولنعلم أن العمل كي يكون ذا فاعلية عليه أولا أن يتسم بالصدق والإخلاص، وأن تحدوه روح الجماعة.

وأضاف أن المغرب هو بلد قيم التعايش و المحبة و السلام عبر التاريخ و أصبح نموذجا بقيادة جلالة الملك محمد السادس لما يلعبه من دور في نشر هذه القيم في إفريقيا و في العالم و الطريقة القادرية البودشيشية لها دور كبير في ذلك حيث تعتبر مشتلا لترسيخ هذه الثوابت في الشباب و تشبتهم بوطنيتهم و بإمارة المؤمنين و مساهم أساسي في تنمية الرأسمال اللامادي و التنمية المستدامة و تنمية المغرب على جميع الأصعدة.

وشدد المتحدث على ضرورة استنهاض الهمم وتحفيز النفوس من أجل تجديد العهد مع الشيخ للنهوض بخدمة الطريقة داخل المدن وجميع جهات المملكة و باقي دول العالم وضخ دماء جديدة فيها، مواكبةً لهذا النهج التجديدي الذي تشهده الطريقة مع الشيخ المجدد سيدي جمال حفظه الله. ولا نغفل الإسهام الذي يمكن للطريقة والتصوف بشكل عام الإسهام به في التنمية، خاصة ونحن على أعتاب مشروع تنموي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ حفظه الله يولي عناية خاصة للتصوف وأهله، وذلك لما يضطلع به هذا المكون من دور فاعل وجوهري في صناعة الرجال، ومن هنا فقد كانت الطريقة من المسهمين الأساسيين في التنمية، خاصة مع ما تغرسه في النفوس من قيم إيجابية وتمسك بسائر الثوابت الدينية والوطنية للبلاد والغيرة على مقدساتها.

وختم مولاي منير كلمته بالتأكيد،أن النجاح والتألق يتحقق بروح التعاون والجماعة والتسليم و تجاوز التراتبية،وعدم التشبث بالرأي والتفاني في خدمة الطريق لوجه الله تعالى لا لحظ من الحظوظ النفسية، أو لغرض من الأغراض الشخصية، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وغير ذلك من القيم، فبدون هذه المقومات الروحية والأخلاقية لا يمكن النجاح،تحت القيادة الحكيمة لمولانا أمير المؤمنين،الضامن لوحدة واستقرار البلاد.


الاخبار العاجلة