قال الناقد الأدبي المغربي سعيد يقطين إن العرب يتعاملون مع الإعلام الرقمي بوصفه مجرد وسيط تكنولوجي فقط وليس باعتباره ثقافة ومعرفة وفلسفة وخيالا.
وأوضح، لدى تسييره الجلسة الأولى من ندوة “الإعلام العربي في عصر الإعلام الرقمي” مساء الإثنين الفائت بمكتبة بندر بن سلطان، أن الإعلام الرقمي لا يشكل إلا جزءا من الثقافة الرقمية، التي يمثل الشباب محركها الأساس وقوتها الدافعة.
ونص يقطين على ضرورة وضع هؤلاء الشباب في سياقاتهم الاجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية، وجعل هذا الإعلام الجديد يلعب دورا حيويا في إدماج الجميع في الثقافة الرقمية، التي ميز فيها ثلاث خصائص أساسية، تتمثل أولاها في الجانب الترابطي، الذي يشكل حسبه أهم خاصيات الفضاء الشبكي، إذ لا يمكن انطلاقا منه فصل ما هو سياسي عما هو اجتماعي وثقافي، وثانيها في الجانب التفاعلي، الذي يقلص المسافة بين المرسل والمتلقي، ثم ثالثها في الجانب التعددي المشخص في تعدد اللغات والوسائط والعلامات.
الأردني عصام سليمان الموسى، أستاذ الصحافة بجامعة اليرموك، قام بمسح تاريخي منذ اكتشاف الكتابة إلى ما يطلق عليه اليوم بالثورة الرابعة في الاتصال مع ظهور الأنترنت وانتشاره بشكل كاسح بداية من عام 2000. وعدد آثار هذه الثورة التي شملت فئات أوسع مما مسته سابقتها ممثلة في التلفزيون والإذاعة، حيث تم سحب البساط من تحت أقدام السلطوية، التي كانت تجعل للمعلومة مسلكا عموديا من فوق إلى أسفل، وهو ما أدى إلى بروز المواطن الصحافي، الذي تحول من متلق سلبي إلى منتج للخبر ومروج ومستهلك له انطلاقا من هاتفه الذكي.
هذا الواقع الجديد، يشرح المتخصص الإعلامي الأردني، مس بالطابوهات وخلخل المسلمات وطرح تحديات كبرى على النظام الرقابي العربي، مما حدا بعدد من البلدان العربية إلى شراء برمجيات للتجسس على مواطنيها من مستعملي الهواتف الذكية مثلما كشف موقع ويكيليكس. بيد أن أخطر التحديات حسب سليمان الموسى، يكمن في الخطر الذي يتهدد الهوية العربية على اعتبار أن هذه الثقافة الرقمية هي من صميم ما سماه بالاستعمار التكنولوجي وهي مرتبطة في العمق بالمركز الذي ينتجها ويؤثر من خلالها على الشعوب المستهلكة ومن ضمنها العرب.
وللحد من هذه التأثيرات القادرة على تشكيل الذهنية العامة وفق ما يبرمج له الآخر، دعا المتحدث الأردني إلى إيلاء أهمية للتنشئة الاجتماعية عن طريق غرس عناصر الهوية العربية، وتطوير أنظمة التعليم بالتركيز على برامج ومناهج تنمية العقل وملكات التفكير والنقد، والاستثمار في تكوين الإعلاميين باعتبارهم حائط الدفاع المتقدم عن الهوية والحرية في آن.
الجامعي والقاص المغربي عبد الخالق عمراوي اعتبر في ورقته التي عنونها ب”الإعلام العربي الرقمي بين المشروع والمنجز”، أن ما يسمى اليوم بالإعلام الآني استطاع سحب البساط من تحت الإعلام الرسمي، وكون لنفسه سلطة مضادة صارت تهدد السلطة التقليدية التي لجأت في بعض البلدان إلى منع الدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعية بهدف أن تبقى هي مصفاة الأخبار والمعلومات التي تهدد وجودها.
ورغم وعي العديد من الجرائد الورقية بسلطة هذا الوافد الجديد وإطلاقها لمواقع وصحف إلكترونية، فإن بعض الحكومات والهيئات الرسمية مازالت تراهن على آلية المنع ولا تريد أن تتنازل عن سلطها الإعلامية التقليدية لإدراكها أن الانتقال إلى الرقمنة يعد إشكالا سياسيا وليس ثقافيا، الأمر دفع بعبد الخالق عمراوي إلى وصف هذا السلوك بالعبثي في عصر العولمة الرقمية العابرة للقارات.
من جهته تحدث الكويتي ماضي عبد الله الخميس، الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، عن إيجابيات وسلبيات الإعلام الرقمي، إذ حدد الأولى في الكلفة القليلة قياسا بالإعلام التقليدي، والسرعة والانتشار والتفاعل بين الجمهور حيث صار الفرد وحده مؤسسة إعلامية من خلال هاتفه الذكي، أما السلبيات فمثل لها بالمس بحقوق الملكية والتأليف في ظل غياب قوانين في هذا المجال، وإشاعة الأخطاء ونشر الإشاعات مم يمس بمصداقية هذا الإعلام.
عبد العالي دمياني
وأوضح، لدى تسييره الجلسة الأولى من ندوة “الإعلام العربي في عصر الإعلام الرقمي” مساء الإثنين الفائت بمكتبة بندر بن سلطان، أن الإعلام الرقمي لا يشكل إلا جزءا من الثقافة الرقمية، التي يمثل الشباب محركها الأساس وقوتها الدافعة.
ونص يقطين على ضرورة وضع هؤلاء الشباب في سياقاتهم الاجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية، وجعل هذا الإعلام الجديد يلعب دورا حيويا في إدماج الجميع في الثقافة الرقمية، التي ميز فيها ثلاث خصائص أساسية، تتمثل أولاها في الجانب الترابطي، الذي يشكل حسبه أهم خاصيات الفضاء الشبكي، إذ لا يمكن انطلاقا منه فصل ما هو سياسي عما هو اجتماعي وثقافي، وثانيها في الجانب التفاعلي، الذي يقلص المسافة بين المرسل والمتلقي، ثم ثالثها في الجانب التعددي المشخص في تعدد اللغات والوسائط والعلامات.
الأردني عصام سليمان الموسى، أستاذ الصحافة بجامعة اليرموك، قام بمسح تاريخي منذ اكتشاف الكتابة إلى ما يطلق عليه اليوم بالثورة الرابعة في الاتصال مع ظهور الأنترنت وانتشاره بشكل كاسح بداية من عام 2000. وعدد آثار هذه الثورة التي شملت فئات أوسع مما مسته سابقتها ممثلة في التلفزيون والإذاعة، حيث تم سحب البساط من تحت أقدام السلطوية، التي كانت تجعل للمعلومة مسلكا عموديا من فوق إلى أسفل، وهو ما أدى إلى بروز المواطن الصحافي، الذي تحول من متلق سلبي إلى منتج للخبر ومروج ومستهلك له انطلاقا من هاتفه الذكي.
هذا الواقع الجديد، يشرح المتخصص الإعلامي الأردني، مس بالطابوهات وخلخل المسلمات وطرح تحديات كبرى على النظام الرقابي العربي، مما حدا بعدد من البلدان العربية إلى شراء برمجيات للتجسس على مواطنيها من مستعملي الهواتف الذكية مثلما كشف موقع ويكيليكس. بيد أن أخطر التحديات حسب سليمان الموسى، يكمن في الخطر الذي يتهدد الهوية العربية على اعتبار أن هذه الثقافة الرقمية هي من صميم ما سماه بالاستعمار التكنولوجي وهي مرتبطة في العمق بالمركز الذي ينتجها ويؤثر من خلالها على الشعوب المستهلكة ومن ضمنها العرب.
وللحد من هذه التأثيرات القادرة على تشكيل الذهنية العامة وفق ما يبرمج له الآخر، دعا المتحدث الأردني إلى إيلاء أهمية للتنشئة الاجتماعية عن طريق غرس عناصر الهوية العربية، وتطوير أنظمة التعليم بالتركيز على برامج ومناهج تنمية العقل وملكات التفكير والنقد، والاستثمار في تكوين الإعلاميين باعتبارهم حائط الدفاع المتقدم عن الهوية والحرية في آن.
الجامعي والقاص المغربي عبد الخالق عمراوي اعتبر في ورقته التي عنونها ب”الإعلام العربي الرقمي بين المشروع والمنجز”، أن ما يسمى اليوم بالإعلام الآني استطاع سحب البساط من تحت الإعلام الرسمي، وكون لنفسه سلطة مضادة صارت تهدد السلطة التقليدية التي لجأت في بعض البلدان إلى منع الدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعية بهدف أن تبقى هي مصفاة الأخبار والمعلومات التي تهدد وجودها.
ورغم وعي العديد من الجرائد الورقية بسلطة هذا الوافد الجديد وإطلاقها لمواقع وصحف إلكترونية، فإن بعض الحكومات والهيئات الرسمية مازالت تراهن على آلية المنع ولا تريد أن تتنازل عن سلطها الإعلامية التقليدية لإدراكها أن الانتقال إلى الرقمنة يعد إشكالا سياسيا وليس ثقافيا، الأمر دفع بعبد الخالق عمراوي إلى وصف هذا السلوك بالعبثي في عصر العولمة الرقمية العابرة للقارات.
من جهته تحدث الكويتي ماضي عبد الله الخميس، الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، عن إيجابيات وسلبيات الإعلام الرقمي، إذ حدد الأولى في الكلفة القليلة قياسا بالإعلام التقليدي، والسرعة والانتشار والتفاعل بين الجمهور حيث صار الفرد وحده مؤسسة إعلامية من خلال هاتفه الذكي، أما السلبيات فمثل لها بالمس بحقوق الملكية والتأليف في ظل غياب قوانين في هذا المجال، وإشاعة الأخطاء ونشر الإشاعات مم يمس بمصداقية هذا الإعلام.
عبد العالي دمياني