كتب مصطفى ياسين
أكد علماء التصوف وخبراء الدراسات الاستراتيجية والروحانيات أن خلاص العالم المعاصر من أزماته المادية والمعنوية، يكون بالتزام سُبُل المحبة والتعاون، وهو المنهج الذى يتّبعه الصوفية فى حياتهم،ويمارسونه فى زواياهم وخلواتهم.
وأشاروا إلى أن سلام العالم مرهون بإعداد وتربية وصناعة رجال السلام الذين يتخرجوا من مدارس المحبة والطمأنينة وليس مدارس التطرف والتعصب والتشدد.
وطالبوا بضرورة نشر الفكر الوسطى، سواء كان دينيا أو فلسفيا، بعيدا عن التعصب لفكر أو سلوك معين.
جاء ذلك قبيل ختام الملتقى الرابع عشر للتصوف، والذى يُعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وتقيمه الطريقة القادرية البودشيشية، برئاسة شيخها سيدى جمال الدين حمزة، بمنطقة مداغ، جهة وجدة المغربية، بالتعاون مع مؤسسة الملتقى، برئاسة د. منير القادرى البودشيشى، بعنوان “التصوف والتنمية.. دور البعد الروحى والأخلاقى فى صناعة الرجال”، فى الفترة من 6-12 فبراير الجارى.
حملت الجلسة العاشرة عنوان “التصوف.. البعاد التنموية والاقتصادية فى إفريقيا” برئاسة د. عبداللطيف شهبون- استاذ التعليم العالى بجامعة عبدالمالك السعدى، تطوان- وتحدث فيها د. زكريا لعروسى- بجامعة محمد الخامس، الرباط- عن “الرؤية الملكية التنموية ومشروع إفريقيا الجديدة.. نحو أنسنة التعاون جنوب- جنوب”.
وتناول د. فيكتور باليجا- بجامعة بومبى فابرا، برشلونة- الحديث حول “التصوف المغربى والتنمية”.
وكذا تحدث د. ساليو ناديى- جامعة الشيخ أنتا ديوب، داكار، السنغال- عن الزوايا الصوفية فى السنغال ودورها فى التنمية الاقتصادية والإنسانية وعقتها بأوروبا”.
أما د. جوان كارلوس لوبيز- جامعة التعليم الدولى ببرشلونة- فتناول العلاقة الروحية فى التصوف والأديان”.
واشار د. يوسو مانكيلا- جامعة عبدو مومنى، النيجر- إلى دور التصوف فى التنمية البشرية بالغرب الإفريقي”، وكان الشيخ قريب الله الناصر كبر- داعية بدار القادرية، نيجيريا- أكثر تحديدا بحديثه عن “دور الطريقة القادرية فى رفع مستوى اللغة العربية والعللوم الإسلامية بغرب أفريقيا”.
وخُصِّصت الجلسة الحادية عشر للحدث عن “التصوف والتنمية وأهدافها التربوية” برئاسة د. سليم علوان الحسينى- أمين عام دار الفتوى بأستراليا- وتحدث فيها د. خالد ميار الإدريسى- رئيس المركز المغربى للدراسات الدولية والمستقبلية بجامعة الحسن الثانى، الدار البيضاء- عن “التصوف ومصير الأجيال القادمة”.
وتناول د. أبريل ساسيدو ميدينا- جامعة تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية- عن الاختلافات بين الأديان فى الجوانب الروحية.
وقدَّم د. فاروق حسن- الباحث بجنوب أفريقيا- دراسة استطلاعية حول تعلم الخدمة الروحية كممارسات للتعلم التحويلى.
وتناول كريستيان سيادو- فرنسا- الروحانيات فى الأديان.
وأشار د. أرشد محمد- الباحث بجنوب أفريقيا- الى دور التصوف فى صناعة الرجال فى ضوء “إن الله جميل يحب الجمال”، وقدَّم د. عبدالله مشنون- إعلامى متخصص فى قضايا الجاليات المسلمة بإيطاليا- نماذج تاريخية مشرفة لدور التصوف فى التنمية، ودعّمه د. خالد سيف الإسلام- شيخ الطريقة القادرية ببوركينا فاسو- بعرض دور الشباب فى نهضة الأمة.
صناعة الرجال
وجاءت الجلسة الثانية عشر تحمل عنوان “التصوف والتنمية البشرية.. فن صناعة الرجال” برئاسة د. إسماعيل راضى- عميد كلية علوم، جامعة محمد الأول، رئيس مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية، وجدة- وتحدث فيها د. أحمد غانى- المتخصص فى أصول الفقه وقاصد الشريعة، المغرب- عن “المنهج الربانى فى صناعة الإنسان.. من الإنسان المغرور الى المذكور”، أما د. سينى مومنى- جامعة عبده مومنى، النيجر- فتناول صفة الإنسان الكامل عند الصوفية.
وتعرضت د. سعاد كعاب- جامعة محمد الخامس، الرباط- لبناء الكفاءات بين علم التصوف والتنمية البشرية.
فى حين تناول الشيخ رياض بازو- نائب رئيس الاتحاد العالمى للتصوف، لبنان- دور التصوف فى التنمية البشرية وفن صناعة الرجال.
واستحوذت محاضرة د. ميشيل شان- المتحدث الرسمى للبوذيين بفرنسا- على اهتمام الحاضرين جميعا، وقد أكد أن السلام يبدأ من الإنسان ذاته ثم يعكسه على باقى الموجودات فى العالم، والصوفي أو الروحى عليه أن يبدأ بنفسه حتى يعم السلام كل أرجاء العالم.
وجاءت “قيم الفتوة ودورها فى تنمية المجتمع” عنوانا للجلسة الثالثة عشر، برئاسة د. فوزى الصقلى- مدير مهرجان الثقافة الصوفية، فاس- وتحدث فيها د. بسمار أنتونى- جامعة ليبر، برشلونة- عن التنمية والدور الشخصى للفرد.
وتساءل د. محمد المصطفى عزام- جامعة محمد الخامس، الرباط-: ما الظن بتنمية دون هوية؟ ورد د. طاهر أوازيان- جامعة بن محمد السادس، كازبلانكا- بالحديث عن التصوف والعلوم الحديثة.
وأشارت د. أسماء رباعى- المجلس العلمى المحلى لمدينة فاس- إلى دور التصوف فى تنمية النسق الأخلاقى للفرد والمجتمع، وتناول د. إلياس بلكا- جامعة سيدى محمد بن عبدالله، فاس- “خُلُق القناعة فى عالم الاستهلاك المادى”. وتحدث د. كولين اورتز ماريا- جامعة المكسيك- عن التنمية الإنسانية عند الروحانيين.
وتطرق د. طارق بدوية- الأستاذ الجامعى بألمانيا- للتربية الوجدانية للمسلم وكيف نطوره؟ وأوضحت د. إلهام الحشمى- جامعة سيدى محمد بن عبدالله، فاس- قيمة الذكر الصوفى واثره فى صناعة الإنسان ومظاهر تنموية.
التنمية العالمية
ودارت محاور الجلسة الرابعة عشر، برئاسة الشيخ محمود الحوت- شيخ المدرسة الكلتاوية، سوريا- حول “التصوف والتنمية العالمية وتدبير الأزمات والصراعات” وتحدث فيها د. ربيع حسن العائدى- الأردن- عن التصوف والتنمية. ود. سمير حلوى- الرباط- حول الدور المحورى للتصوف فى التنمية.
وتناول كل من د. على عبدالله- شيخ الطريقة القادرية بالصين- د. مسيرة لطفى- باحثة فى علوم القرآن بالرباط- صفات “إمارة المؤمنين ودورها فى تنمية وتحصين الأمن الروحى عند المغاربة”.
وتناول د. سلمان شيستى- مدير المركز الصوفى بالهند- الحديث عن دور الصوفية وحماية المجتمعات فى القرن الـ21.
حوار الأديان
وجاءت “التنمية والأديان.. أفق للحوار والتعاون” عنوانا للجلسة الخامسة عشر، برئاسة د. محمد رفقى- مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة- وتناول د. عبدالصمد اليزيدى- المجلس الأعلى للمسلمين، ألمانيا- الحديث عن “الأديان والتنوع البيولوجى.. أفق للحوار والتعاون”، د. أحمد تميم- مفتى أوكرانيا- وتحدث عن دور التصوف فى تنوير الأفهام وحماية الإسلام.. النموذج الأوكرانى.
وتناول د. يوسف بن المهدى- جامعة عبدالمالك السعدى، تطوان- الحديث حول الحوار الدينى وتحديات التنمية.. من حوار العقائد الى حوار الحياة.
وأكدت د. ماجدة بنحيون- جامعة شعيب الدكالى، الجديدة- دور المحبة فى إثراء الحوار وصناعة تنمية وتعايش إنسانى.
وتحدث د. فريد الأصرى- جامعة سانت لويس، بروكسل- عن التنمية والتكنولوجيا عن المتصوفة.
أكد د. عماد أبو الرب- رئيس المركز الأوكرانى للتواصل والحوار، أوكرانيا- أهمية دور البعد الروحى والأخلاقى فى تعزيز ثقافة التعايش ونبذ الكراهية.
وتحدثت د. تسنيم فرناندز- المتحدث باسم منظمة التصوف بأمريكا- عن الصوفية والأديان العالمية.
وأكد د. محمد غانى- الباحث فى الفكر الصوفى، جامعة سيدى محمد بن عبدالله، فاس- ضرورة تضافر العقلى بالروحى فى مسألة الحوار الدينى من أجل التنمية.
وعرض د .جوزيف بوشا- الباحث بجنوب أفريقيا- لأفق الحوار والتعاون من أجل التنمية والأديان.
ومن المنتظر أن يختتم الملتقى فعالياته مساء اليوم بالتوصيات، ثم إحياء الليلة حتى صباح اليوم التالى بالذكر والأناشيد والمدائح النبوية، بحضور أعداد لا تقل عن خمسة آلاف مريد ومحب بل وروحانيين من أديان أخرى أو أتباع فلسفات بشرية.