حاوره: طارق بنهدا هسبريس
أفصح الفنان البريطاني العالمي سامي يوسف، الذي اعتبرته صحيفة “الغارديان” كـ”أشهر بريطاني مسلم في العالم”، أنه فعلا قام بأداء أغنية الفيلم الإيراني المثير للجدل “محمد”، الذي عمد فيه مخرجه مجيد ماجيدي إلى تجسيد شخصية رسول الإسلام، عليه الصلاة والسلام، معتبرا أن الأمر لا يحمل أية إساءة “لأن الفيلم يحكي عن طفولة الرسول فقط”، فيما أكد أنه إيراني المولد “لكني أرفض التقسيم على أساس المذهب الشيعي والسني”.
لا نملك سوى فيلم “الرسالة”
يوسف، الذي كان يتحدث لهسبريس ضمن حوار خاص، قال إنه انتهى من أداء أغنية الفيلم، مشيرا إلى أن الأداء الموسيقي يأتي بتنسيق مع الفنان “إي أر رحمان”، فيما أوضح أن المخرج مجيدي اتصل به العام الماضي لأداء الأغنية “فقبلت بدون تردد”، كما وصف سامي الفيلم الإيراني، الذي لم يخرج بعد على القاعات السينمائية، بـ”العمل الجيد الكبير”.
واعتبر “نجم الروك” الإسلامي، كما لقبته صحيفة “التايمز” البريطانية، “أن الفيلم يتحدث عن سيرة رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام”، نافيا أن يكون العمل ذاته يجسد شخصية الرسول كاملة “الفيلم يتحدث عن الرسول عليه الصلاة والسلام قبل عهد النبوة”، متأسفا كون الأمة الإسلامية لا تتوفر حاليا سوى على عمل تاريخي واحد هو “الرسالة” للراحل المخرج السوري مصطفى العقاد “في وقت نجد فيه مئات الأعمال التي تتحدث عن بوذا”.
أنا إيراني
“هل أنت إيراني بصراحة؟”، هكذا طرحت هسبريس على سامي يوسف سؤالاً ظلّ محطّ اختلاف بين أوساط مُعجبيه، حيث رد قائلا “أنا ولدت بطهران وأصلي من أذربجان وأنا مسلم بريطاني ولا أتوفر على جواز سفر أذري أو إيراني”، مضيفا “أنا مسلم ومتناسق مع ذاتي رغم هذا التنوع في تركيبتي”، فيما عرج على قضية الشيعة والسنة موضحا “التصنيف على مذهب الشيعة والسنة أخذ أبعادا خطيرة وغير مقبولة في هذا العصر، لذلك يجب أن ننأى بأنفسنا عنه”.
“أحب كل المسلمين كيفما كانوا شيعة أو سُنة.. رغم أني لا أتفق مع هذه التصنيفات التي هي عار على الأمة وتفرقة لم تكن في تاريخنا الماضي، لكنها تطورت في هذا العصر”، يورد سامي البالغ من العمر 35 سنة، مستنكرا حالات القتل والصراع الناتج عن الاختلاف على أساس مذهبي، على أن الأمر يستوجب الرجوع إلى التاريخ الإسلامي، “حيث كان هناك تآلف رغم الاختلاف.. فالإمام أبو حنيفة كان تلميذ ابن جعفر الصادق احد أئمة الشيعة”، على حد قوله.
مستعد لـ”دويتو” مغربي
ويتابع سامي متحدثا عن خياره الفكري “أنا لست شيعيا لكني حنفي”، معتبرا أن القول بالشيعة أو السنة كطائفة “خطأ”، قبل أن ينتقد التوجه الشيعي والسني الحالي بقوله “الشيعة الحاليون مثل السنة المعاصرين خلطوا الدين بالسياسة عكس السلف الصالح.. فأصبحنا اليوم أمام صراعات سياسية وليست دينية”، مضيفا “أحب كل الأمة بمختلف مذاهبها، وأحترم باقي الأديان السماويّة”.
وخلص سامي يوسف إلى أنّ عِلاج المشاكل في العالم الإسلامي “الرّجوع إلى التقاليد الإسلامية التي نستلهمها من كبار العلماء من السّلف الصّالح، فيما أعلن استعداده لإنتاج عمل فني مشترك يجمعه مع منشد مغربي، “آمل أن يكون هناك مشروع مع أحد المنشدين المغاربة يرتكز على تفعيل المقامات الموسيقية وإدماج الموروث الإسلامي العريق.. بعيدا عن البوب أو الروك كما يشاع عني”.
هذه آخر أعمالي
عن آخر ألبوم له، وهو السابع والذي اختار له عنوان “The Center” أي “المركز”، الذي قام بتلحينه إلى جانب كلمات سيد حسين نصر، مشددا على أن عمله الفني هذا يُقدم نموذجا لموسيقى روحية وعميقة، تجمع بين المؤثرات وألحان ممزوجة بما هو عربي تقليدي وغربي معاصر، إلى جانب الاستعانة بأشعار إسلامية قديمة وآلات موسيقية معروفة في عدد من مناطق العالم، بما فيها الشرق أوسطية والشمال افريقية وحتى الأوروبية.
جديد سامي في الفيديو كليب، شمل إنتاجه ضمن شركة “أندانتي ريكوردس” لـ”لا إله إلا الله”، حيث ظَهر سامي بجلباب مغربي وهو يغني وسط منشدين رفعوا الدفوف داخل قصر من تشييد إسلامي، وهو العمل الفني الذي علق عليه سامي يوسف كونه يجب المغرب وتاريخه الديني ومورثه الثقافي، “علاقتي بالمغرب عميقة لأنه بلد الأولياء الصالحين والعلم وثقافة ضاربة في عمق التاريخ الإسلامي وكذا تراث قديم صالح لكل زمان ومكان”.
أغاني سامي لم تتوقف عند قطع موسيقية وفيديو كليبات مصورة، بل بلغ تأديته لأغاني بعض الأعمال السينمائية، أبرزها الفيلم السينمائي القصير، الذي يورد قصة العالم المسلم ابن الهيثم، ضمن حملة “ألف اختراع واختراع وعالَم ابن الهيثم” الدولية، حيث ألّف سامي الموسيقى التصويرية المرافقة للفيلم، فيما يؤدي صوت شخصية ابن الهيثم الممثل خالد عبدالله بمشاركة الفنان العالمي الراحل عمر الشريف.