الألباب المغربية: عبد العزيز اغراز- مداغ
استقبل شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، الدكتور جمال الدين القادري مفتي الدكتور أحمد تميم الذي يشارك في الملتقى العالمي للتصوف الذي نظمته الطريقة القادرية البودشيشية بتعاون مع مؤسسة الملتقى والمركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، تحت شعار “التصوف والتنمية.. ودور البعد الروحي والأخلاقي في صناعة الرجال” وذلك من 06 إلى 10 نونبر 2019.
وأبرز مفتي أوكرانيا في كلمته دور الطرق الصوفیة الحقة في التأليف بين شعوب المسلمین بمختلف ثقافاتھم وإقامة بیئة واحدة أنتجت سلوكیات رفیعة أضحت تقالید وأعرافًا استمرت عبر الأزمان، وحافظت على مكانة الإسلام في المجتمعات، مشيرا إلى استمرار وظیفة الصوفیة الأخلاقیة، مما نھجا يتسم بالتعایش والأمن لأبناء المجتمعات ومن خلال الدعوة إلى العدل ونشر
الخیر. وأضاف الدكتور تميم أن صورة الوسطیة والاعتدال كانت ومازالت دومًا في البقاع التي انتشرت في ربوعھا الصوفیة الحقة.
إثر تحدث الدكتور احمد تميم، عن المنهج المتبع لنشر الدعوة الإسلامية في أوكرانيا، المنهج الذي يعتمد على التعريف بالقواسم المشتركة بين جميع الديانات السماوية، حيث أن ” أن سیدنا محمدًا دعا بما دعا إلیه عیسى وموسى وسائر النبیین”، مبرزا سمات الدعوة المتسمة باللين والرفق وعدم تكفير مرتكبي الرذائل والصبر عليهم، والدعوة إلى سبیل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتبیان الأخلاق الإسلامیة السمحة.
فبهذه الأخلاق يضيف مفتي أوكرانيا ازداد عدد المسلمين، حيث قارب المليونين.
وينظم هذا الملتقى في إطار أسبوع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، حيت قامت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ببرمجة أنشطة اجتماعية وعلمية وروحية؛ اجتماعيا انطلقت قافلة طبية متعددة التخصصات، لفائدة ساكنة إقليم بركان، شمال شرق المغرب.
وأكد مدير الملتقى الدكتور منير القادري بودشيش، في مداخلته، على أهمية الأخلاق لتحقيق التنمية ، مضيفا أن أي مشروع تنموي يفتقر إلى البعد الأخلاقي والروحي مآله التعثر والفشل. ومن تجليات ذلك حسب القادري ما تعانيه المجتمعات المعاصرة من أزمات نفسية، إضافة إلى تدمير النظام الايكولوجي والبيئي نتيجة الاستغلال المفرط للثروات.
وبين الدكتور منير القادري أن موضوع التنمية يحظى بأولوية كبرى على جميع المستويات العلمية والأكاديمية، في ظل النهضة التنموية التي بلغها عالم اليوم بفعل التقدم التكنولوجي، إلا أن ما يعاب على النهضة التنموية المعاصرة، حسب القادري هو تركيزها على الأبعاد المادية وإهمال الجانب الأخلاقي. ثم ابرز دور التصوف في مجال التنمية وما يمكن أن يقدمه من طاقات وقيم وآفاق، وتخليق للتنمية وجعلها في صالح الإنسان.
ووضح القادري أن النموذج التربوي النبوي كان نموذجا في بناء الإنسان والعمران. ثم بين دور شيوخ التصوف في بناء رجال أسوياء نفعوا مجتمعاتهم، حيث قدموا خطابا مبنيا على الأخلاق والإحسان والرحمة مستشهدا بقول حسن البصري ” الإحسان أن تعم ولا تخص كالشمس والريح والغيث” وكذلك قول الشيخ ابن عربي ” افعل الخير ولا تبالي فيمن تفعله تكن أنت أهل له” تطبيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم” اتق الله حيثما كنت واتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى يشارك أكثر من 120 باحثا وعالما من القارات الخمس.