الأناقة الفكرية والسلوكية، الابتسامة التي لا تخفي جديته وصرامته، هي ما يميز العلامة الفضيل الشيخ الدكتور مصطفى بنحمزة عن كثير من فقهاء ودعاة العصر، خصوصا الدعاة الذين احتضنتهم القنوات الفضائية والذين يطلون على المشاهدين بوجه عبوس قمطرير، وبأسلوب الترهيب والتخويف، وكأن الإسلام هو فقط «أهوال جهنم وعذاب القبور» وكأن عالم الدين يجب أن يكون متشائما ومخيفا. العلامة مصطفى بنحمزة يؤسس خطابه على إقصاء العنف بجميع أشكاله بما في ذلك عنف المحيى وعنف الخطاب.
«كل من يسمع عن العلامة مصطفى دون أن يتحدث إليه، أو على الأقل يستمع إليه، يعتقد أن العلامة مصطفى ليس برجل حوار. فالناس أحيانا يشكلون آراء وفق أهوائهم. العلامة مصطفى بنحمزة، على العكس من ذلك، له قدرة كبيرة على الاستماع لمن يخالفه الرأي، يترك له الفرصة ليعبر عن رأيه بكل حرية، حتى إذا تبين له أن المعنى قد وصل مبتغاه، يجيبه بتحليل عميق، دون تجريح أو تهجم، يبين له مضامين القوة في تحليله ولكن أيضا مكامن الخلل، يصحح له دون أن يفضحه، يوجهه دون أن يدفعه، ينصحه دون أن يأمره»4.
كان في قلب النقاش حول قضية مدونة الأسرة، عضو اللجنة الملكية ولم نسمع أبدا أنه تخاصم مع أحد، كان همه هو مناقشة الأفكار لا الأشخاص، فالرجل الفاضل لا ينزل من مستواه..