تدرك الأمم المتحدة أن الحكومات في إطار العمل التنموي عاجزة عن العمل منفردة وتحتاج إلى المشاركة المجتمعية من خلال التطوع والعمل الإحساني،فالمشاركة المجتمعية تضطلع بدور مهم في إيجاد التغيير العالمي المنشود.وللإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة،تقترح ذ.فاطمة الزهراء هوار “إذكاء الوعي بصعوبة التحديات،والدفع قدما نحو عمل جمعي محلي/جهوي/وطني في ما يتصل بقضايا التنمية المستدامة،وتعزيز الثقة بين المجموعات المتنوعة وبناء رصيد اجتماعي بينها،وتجاوز الحواجز الاجتماعية والثقافية وإيجاد مجتمعات أكثر اتساقا وتواؤما،وتعزيز المرونة من خلال العمل الجمعي،وتحسين الحس المجتمعي من خلال تعزيز مفاهيم المسؤولية المجتمعية”.
عبد الرحيم باريج جريدة المنعطف
استقبال وتمدرس وتوفير الاطعام والعلاجات طبية للأطفال المعاقين ذهنيا،هو النشاط الرئيسي لجمعية “صفاء” بمركزها النفسي التربوي للأطفال المعاقين ذهنيا،والتي تترأسها ذ.فاطمة الزهراء هوار سليلة عائلة هوار المعروفة جهويا ووطنيا بمبادراتها الإجتماعية وأعمالها الخيرية الواسعة التي يسهر عليها شخصيا كبير العائلة الحاج إدريس هوار وأبنائه..وتهدف جمعية “صفاء” إلى التمدرس وتأهيل الطفل وإدماجه في الحياة الاجتماعية والاعتماد على النفس،تأهيل الطفل لإدماجه في الحياة المهنية وفي مجال الشغل،والقيام بمشاريع مهنية لتوفير بدائل عن الشغل لفائدة المستفيدين من خدمات المركز.
ويقدم مركز جمعية “صفاء” عدة أنشطة،منها،أساسيات القراءة والكتابة والحساب،والأعمال اليدوية والإعلاميات والرياضة والمسرح والموسيقى،والرسم والتلوين والصباغة،وورشات حرفية في الحلويات وصناعة الشموع والبستنة،إضافة إلى خدمات شبه طبية كتقويم النطق والترويض الطبي والمواكية النفسية.وتعمل الجمعية مع عدة شركاء كوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ومنسقية التعاون الوطني،والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية،ومؤسسة فرنسا.
وتميز موسم 2018/2019 بعدة أنشطة مختلفة،منها التمدرس والأنشطة الموازية (طوال الموسم الدراسي استفاد أكثر من مائة طفل من حصص تربوية ومواكبة في مجال التعليم والتمدرس،التواصل والتفاعل الاجتماعي،تحت إشراف مجموعة من الأطر التربوية ذوي كفاءات واختصاص في كيفية التعامل مع الأطفال المعاقين ذهنيا.كما استفاد الأطفال تحت اشراف الأطر التربوية من مجموعة من الأنشطة الموازية تتمثل في الأعمال اليدوية وترفيهية كالرسم والتلوين والمسرح والموسيقى والإعلاميات،ومن مجموعة من الأنشطة الرياضية).ومن (الورشات التكوينية) في الحلويات،حيث سهر المركز على تكوين مجموعة من الأطفال ذكورا وإناثا من فئة عمرية متقاربة من 15 الى 20 عاما تقريبا في مجال تحضير الحلويات تحت إشراف المؤطرة شويطر لطيفة بمعية حلواني متخصص في هذا المجال وبتمويل من مؤسسة فرنسا.وفي (البستنة) قام المؤطر يوسف مهراج بمجهودات كبيرة من أجل تكوين فئة من الأطفال وتعليمهم مبادئ وتقنيات البستنة داخل المؤسسة.وفي (الشموع) يتوفر المركز على ورشة خاصة بصناعة الشموع تشرف عليها المؤطرة رزانتسيفا نتاليا والتي سهرت على تكوين مجموعة من الأطفال في مجال صناعة الشموع بشراكة مع مؤسسة المعاق الدولية،ون خلال هذه التكوينات تسعى الجمعية والشركاء المتدخلون في هذه المجالات الى تقوية قدرات ومهارات المستفيدين من أجل تأهيلهم و إدماجهم في الحياة الاجتماعية.ومن أجل الرفع من مستوى الخدمات التي يقدمها المركز لهذه الفئة من الأطفال،حرصت الجمعية على تنظيم حصص في مجال تقويم النطق والترويض الطبي وحصص في المواكبة والدعم النفسي لمجموعة من المستفيدين من أطفال المركز.وقد نظم مركز صفاء العديد من الأنشطة تنوعت بين ما هو ثقافي،رياضي،اجتماعي وتربوي،كما قامت بزيارة المركز العديد من جمعيات المجتمع المدني سواء في إطار تنظيم أنشطة لفائدة أطفال المركز أو في إطار شراكات.
وقد تم استقبال المركز لمؤسسة فرنسا،وهي مؤسسة شريكة للجمعية في مشروع المخبزة لتكوين الاطفال في مجال الحلويات.وتنظيم يوم خاص للحلاقة لفائدة الأطفال بالمركز بتعاون مع مدرسة إيريس للحلاقة بوجدة،والمشاركة في احتفالية وجدة عاصمة المجتمع المدني 2018 بمركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة،وتنظيم مهرجان رياضي ومنافسات في كرة القدم بمناسبة يوم المرحومة صاحبة السمو الأميرة للا أمينة بمشاركة جمعية الأمل ومدرسة “إيريس” بالإضافة إلى أطفال المركز،والمشاركة باجتماع داخل النسيج الجمعوي حول برمجة التداريب لموسم 2018/2019،وتنظيم ورشات للحلاقة لفائدة الاطفال بالمركز بتعاون مع مدرسة ايريس للحلاقة بوجدة،والقيام بتداريب رياضية استعدادا للمنافسات المحلية والوطنية التي سيشارك فيها أطفال المركز،وتنظيم يوم خاص بالمواكبة النفسية من تأطير الأستاذ طه جابر،والإحتفال بذكرى المولد النبوي مع أنشطة وورشات خاصة بهذه المناسبة،وزيارة جمعية “يس كرين”،والاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة،وزيارة مركز “نكمة” المتخصص في المواكبة النفسية والتنويم المغناطيسي للمركز،والمشاركة في السباق على الطريق المنظم من طرف مركز محمد السادس لرعاية المعاقين،ويوم رياضي احتفالي بمشاركة مدرسة “إريس” للحلاقة بمناسبة راس العام الميلادي 2019،وإستقبال الأطفال بمناسبة حلول العام الجديد (إنجاز ورشات يدوية بقاعة الحفلات)،ودورة تكوينية للأطر العاملة بالمركز تحت عنوان “مرشد تربوي لذوي الاحتياجات الخاصة”،نشاط رياضي خارجي بمشاركة تلاميذ مدرسة “إريس”،والاحتفال بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال وبمناسبة نهاية الأسدس الأول من الموسم الدراسي 2019/2018،والمشاركة في دورة تكوينية بالنسيج الجمعوي لفائدة الأطر الإدارية،ومباراة كرة القدم لفائدة فتيات المركز صفاء،ودورة تكوينية لفائدة أطر المركز “المعاملة النفسية السليمة للأشخاص في وضعية إعاقة”،الاحتفال باليوم العالمي للسلامة الطرقية ومشاركة أطفال المركز والأطر التربوية في الطواف الوطني للدراجات بمدينة وجدة،والاحتفال باليوم العالمي للمرأة،والتحضير لحفل تخليد اليوم العالمي للتثلت الصبغي 21 وإنجاز لوحات فنية ومسرحية من من أجل الحفل الذي نظم بمسرح محمد السادس وتكريم الرئيسة السابقة وبعض شركاء الجمعية.واستقبال مجموعة من طلبة العمل الاجتماعي من جامعة هوك سكول بهولندا،ويوم للاشطة داخل القاعة المتعددة التخصصات من تنشيط الكوتش باتول اجديد،ويوم خاص بالفلاحة داخل المركز للتحسيس حول أهمية البيئة وإنجاز ورشات للتشجير،واستقبال المركز لمجموعة من الجمعيات من فرنسا وهولندا،والمشاركة في يوم رياضي لكرة القدم بمركز محمد السادس للأشخاص المعاقين،وزيارة مدرسان وأربعة من طلبة العمل الاجتماعي ببلجيكا بزيارة مركز من أجل قضاء فترة من التدريب داخله،وتنظيم يوم مفتوح بمشاركة ج.”يس كرين مغرب” تنوعت أنشطته بين التشجير والتنشيط الفني الذي قامت به إحدى المجموعات الشبابية واستفاد منه كل الحاضرين،وحملة لتحاقن الدم.وتنظيم قافلة طبية متخصصة في طب العيون والأسنان والطب العام لفائدة أطفال مركز صفاء كما استفادت أمهات الأطفال من فحوصات طبية متخصصة.ومشاركة اطفال المركز في الالعاب الجهوية للأولمبياد الخاص المغربي،وفي مهرجان مسرح الطفل المعاق،وفي نشاط بكلية الطب والصيدلة بوجدة خلال الأيام المفتوحة للنقابة الجهوية للصيادلة حيث تم تكريم أطفال المركز.والاحتفال بنهاية العام الدراسي وتنظيم قافلة طبية وتوزيع نظارات لتصحيح البصر،واختتام دورة تكوينية وتنظيم حفل تخرج للفوج الأول من المرشدين التربويين لذوي الإحتياجات الخاصة بالجهة الشرقية.
لقد كان الموسم الدراسي 2018/2019 حافلا بالأنشطة المتنوعة سواء الخاصة بالتمرس أو الأنشطة الرياضية والثقافية،وقد كان لهاته الأنشطة الأثر الإيجابي على الأطفال،كما عبر أولياء الأمور عن ارتياحهم وسعادتهم،حيث استفادوا هم كذلك من مجموعة من الخدمات داخل المركز سواء في ما يتعلق بالإرشاد الأسري أو الإستفادة من القوافل طبية المجانية،كما شكروا كل الشركاء الداعمين وكل المشرفين على هذا العمل الخيري الذي يهدف إلى العناية بالأطفال في وضعية إعاقة،من أجل مساعدتهم وإدماجهم في المجتمع.
وهناك بعض الملاحظات على سير العمل داخل المؤسسة نتمنى أن يتم إيجاد حلول لها في المستقبل منها،التأخر الكبير في صرف منحة التعاون الوطني المخصصة للجمعية وهو ما يسبب لها ولطاقمها الإداري مشاكل كبيرة في التسيير،وتأخر صرف أجور العاملين بالمركز بسبب التأخر الكبير في صرف منحة التعاون الوطني في الوقت المحدد مما يأثر سلبا على نفسية الأطر العاملة بالمركزة مما ينعكس سلبا على جودة الخدمات المقدمة للأطفال،وإعادة النظر في منحة التسيير الخاصة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث أنها لا تكفي لتغطية بعض مصاريف الجمعية،إضافة لتخصيص منحة لدعم النقل لمساعدة المؤسسة على تقديم كل الخدمات الضرورية للمستفيدين وحتى يستفيد جميع الأطفال بالمركز.