اعداد:حساين محمد
من أخلاق وشيم الجاهل الإجابة قبل أن يسمع، والمعارضة قبل أن يفهم، والحكم بما لا يعلم،واقع نعيشه بوجود اقلام الفرقة والشتات منافقي العصر من يبيعون انفسهم بثمن بخس لضرب أعراض الناس،بإطلاق فرقعات أولها كذب وأخرها بهتان وظلم،والحياد عن الحق باتجاه الباطل، والتعدي على الحقوق والجور فيها والانحراف عن العدل.
أصحاب النفوس المنافقة وغير السوية التي تظلم دون أن تخاف مما قد يرافقه من تأثيرات سلبية،تصمت وتتمتع عند انغماسها في الامتيازات التي حصلت عليها باستغلال العمل الصحفي،”فلم يتحدث عندما كان له راتب إضافي،ولم ينطق عندما كان يتوفر على وسائل الدولة ويستغلها بدون موجب حق في عصر الجاهلية،زيد الشحمة فظهر المعلوف”،لكن أصبح مناضلا وصاحب مبادئ عالية عند ضبط فساده وتوقيفه عن همجيته وهدم مساره الحافل الذي شيد بلبنات التزنديق.
فما يأسف عليه هو أن البعض ممن لا يقدمون لهذا المجتمع أي فائدة ينتظرون فقط المناسبة لفتح أفواههم النجسة لقول الكذب والزيادة في الطين بلة ونشر الجهل وتوسيع دائرة الاحباط وتعميق السخط ونشر خطابات التطرف والكراهية،والسبب واضح وضوح الشمس وليس غامض غموض الليل وسأختصره في المثل المغربي الشعبي: “الفكرون يبغي يعيش فالتخرويض”.
يتفوه البعض بالقول أن دائرة الصحافة والإعلام عرفت التخمة بتواجد الكثير من المتطفلين و ووو،كأن من يتحدث ازداد من بطن امه صحفيا قحا،ولكن في الحقيقية البغض هو الدافع الأساسي،فما الجدوى من اعتبار نفسك صحفيا مهنيا وأنت تنشر الفاحشة والأكاذيب وتبتز كل من لم يستجب لطلباتك وحاجياتك الشخصية،فلا أظن أنك تعلم التعريف الحقيقي للمهنية،فالمعضلة الكبرى هي غياب أخلاقيات المهنة وليس المهنية.
هذه النماذج من البشر إذا تفجرت في مجتمعنا لحاجة في نفس يعقوب،فلا يمكن قطع دابرها إلا بتجاهلها «فلو كل كلب عوى ألقمته حجـراً لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار» لندع الحاسد لنار حقده التي لا شك ستأكله في نهاية المطاف،فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله؛ كل الجرائم تعقبها عقوبتها،إلاّ جريمة الحقد تسبقها عقوبتها على عكس كل الجرائم، والدليل شقاء دائم للحاقد،وعذاب لنفسه الدنيئة يتضاعف أضعافاً مضاعفة خاصة عندما يرى الناجح في نعمة من الله سبحانه جلت قدرته،الحاقد يموت بغيظه والمحسود على النعم يسمو بفضل الله ويعلو علواً كبيراً.