اعداد:حساين محمد
في البداية أقول ليس الكل وإنما البعض الكثير،واستهل بالتنويه بجدية ونزاهة بعض المؤسسات العمومية في التعاطي مع أشباه الصحفيين الذين لا يستحقون الذِّكر،ممن وقعوا في عمليات إجرامية وفضائح وفساد أخلاقي ويتبجحون بأنهم يعبِّرون عن آرائهم بحرية، وأنهم حياديون أو واقعيون، ويحملون رسالة السلام والمحبة، وينادون بحق المواطن في الحياة الكريمة، والعيش المشترك للجميع، وغير ذلك من العبارات التي تدغدغ الفقراءَ والبسطاء مما تعلموه من قاموس الهزيمة، والإحباط، والخداع و التخرويض، ولكن شاءت إرادة الله أن تُفضح هذه الزمرة المأجورة، التي تعمل لصالح بعض يوما بعد يوم… .
هكذا هي الصحافة بمنطقتنا، والتي عرفت التخمة الإعلامية،بعد السطو على حرفة الصحافة،من طرف الكثير ممن مهنة لهم وليس ممن لا مهنة لهم، كمصوري الأعراس والحدائق والعاملين في المقاهي فضلا عن السيدات والسادة الموظفات والموظفين،وغيرهم وغيرهن كثير…وهكذا رويدا رويدا لم تعد الصحافة هي التحقيق في القصص الخبرية والتحقق من صدقها،ومعرفة كيفية صياغتها ونشرها،دون التعرض لخصوصية أو حقوق الغير.
ولأن الشرفاء والقابضين على الجمر وزارعي ثقافة الأمل والذين لا يبيعون كلاما مكرورا وتغطيات بائرة بدريهمات أو مشروبات روحية ولو كانت بهم خصاصة،هؤلاء الشرفاء لازالوا متواجدين في مهنة الصحافة-بكل أصنافها – الشريفة النزيهة،إنهم رسل الكلمة الصادقة،محرري الخبر الموضوعي والمتوازن،صحافيون يقتطعون من أرزاق أسرهم ووقتهم لتنوير الرأي العام بالخبر النزيه والحيادي والمستقل في أفق خدمة مجتمع المعرفة والمعلومة والديمقراطية الحقيقية.
فمع الأسف نجد بعض المسؤولين من منتخبين وسامين، هم أول المشجعين للفساد الإعلامي والصحفي بطرق مباشرة أوغير ذلك،بمحاولة التقرب واستدعاء كل من قام بتنزيل التهم عليهم والتعامل معه بآدب واحترام وتقدير ومنحه امتيازات من مبالع مالية ومحلات تجارية والمساندة في الحصول على منازل وأراضي بقدر رمزي،فكيف تتكلمون بوجه وتتعاملون بوجه آخر؟.
كفاكم نفاقا ودجلا فلم نعد نرغب في نفاقكم لا سماعا ولا قراءة ولا مشاهدة فنفاقكم الذي يتميز بالاسلوب المتطور في التدجيل وقلب الحقائق وتغييرها اصبح امرا يشمئز منه المواطن لدرجة كبيرة . ولم يعد بمقدورنا السكوت على هذا النوع من الرأي فهناك الكثير من الرجال الذين لا يهمهم الا الوطن ولا شيء سوى الوطن واقلام ليست مخصصة للتدخل السريع وافواه لا تنطق الا بالحق.