نجم البودشيشية يسطع باسبانبا في ندوة دولية

7 مايو 2019آخر تحديث :
نجم البودشيشية يسطع باسبانبا في ندوة دولية

اعداد:حساين محمد
نظمت جمعية الدليل للثقافة association ADALIL Cultura i Espritualalitat بشراكة مع جمعية بوينتو(قنطرة) للتواصل الثقافي association PUENTO de communicacion Itercultural و بتنسيق مع مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ندوة تحت عنوان: التصوف و قيم السلم و العيش المشترك ، ببرشلونة يوم 26 أبريل 2019، جمعت نخبة من الباحثين والأكاديميين، بمشاركة الدكتور جوردي دلكلو أستاذ الفلسفة و الموسيقى و مؤلف لعدة كتب منها كتاب : البعد العلاجي للسماع الصوفي، 2011 – دار النشر مندلاي
و الذي أكد في مداخلته على أهمية البعد الجمالي و الفني في تغيير صورة الإسلام و التواصل الناجح في الغرب (مع الإنسان الغربي) و مشاركة السيد عمر فان دير بروك دكتور في الفيلولوجيا الذي أكد على أهمية قيم السلم و التعايش كثمرة للتربية الروحية، كما حضر الندوة العديد من المهتمين و المفكرين من دول أوروبا كالأستاذ أرنو أوليفاريس كونزي.
وقد ساهم الدكتور الأستاذ مولاي منير القادري في هاذه الندوة بورقة تمحورت حول ” القيم الروحية للإسلام ووظيفتها في تعزيز السلم المجتمعي و أهمية النموذج المغربي ” الذي أكد فيها على أن الرهان التنموي و تقريب الحظارات يحتم علينا ضرورة تعزيز القيم الروحية و الأخلاقية للإسلام ، لأنها تقوم بدور التغيير الذي يستهدف السلوك والتكوين، غايتها خلق ثقافة متعددة تصون قيم التعايش و الاختلاف و المواطنة من خلال القيم الكونية التي نتقاسمها مع الآخر كيفما كان جنسه أو لونه أو دينه أو لغته أوهويته مع إستحظاره لعلماء صوفية مغاربة كبار كانوا نماذج للقيم الروحية و الأخلاقية و نماذج لمواطنة عالمية أينما حلوا و أرتحلوا بأخلاقهم و سلوكهم كالشيخ أبوا الحسن الشاذلي و الشيخ أحمد زروق و الشيخ إبن عربي و غيرهم ……
وقد تطرقت الندوة إلى محاور مركزية يمكن أن نجملها في الوقوف عند مفهوم القيم و أهمية الأخلاق، والتساؤل عن مبررات الحديث عن القيم و البعد الأخلاقي و الروحي في التواصل و التفاعل مع الأخر وتعزيز هاذه القيم في المجتمع من خلال المؤسسات التربوية والثقافية و الروحية، ودورها في مأسسة الحديث عن القيم، و تخللتها وصلات من السماع تفاعل معها الحاضرون و خصوصا المواطنين الإسبان الذين أشادوا بهذا البعد الجمالي و الفني في الإسلام و خصوصا التصوف من أجل ملأ الفراغ الروحي ( الذي يعيشه الغرب)و تأثير السماع الصوفي على النفس و الشعور بالراحة و الطمأنينة القلبية، فالسماع الصوفي ما هو إلا جسر من جسور التواصل الناجع مع الغرب .
كما نظمت على هامش الندوة عدة ورشات تأكد على أهمية التصوف و أهمية بلورة إستراتيجية وقائية للشباب تروم حفظهم من الإنزلاق وراء الأفكار المتطرفة و الهدامة على عكس مقاصد الإسلام المبنية على الرحمة و الأخلاق و الوسطية و الإعتدال فجاءت محاور الورشات كالآتي: التربية الجمالية و الأخلاقية للشباب و علاقتها بمكافحة التطرف، أهمية البعد الجمالي للتصوف في التواصل مع الأخر و خصوصا في الغرب، ضرورة بلورة إستراتيجية مستقبلية للنهوض بالبعد الجمالي و الروحي للتصوف.
وقد أختتمت فعاليات هاذه الندوة بتسلم الدكتور مولاي منير لدرع الإمتنان عرفانا و تقديرا من لدن الفاعلين الجمعويين بإسبانيا لمجهوداته المتواصلة في نشر الثقافة الصوفية و قيم الإسلام الوسطية و الإعتدال الداعمة لمبادئ العيش المشترك و نشر ثقافة السلام.
كما قامت الطريقة القادرية البودشيشية يومه السبت 27/4 بإحياء ليلة روحية حضرها المئات من المريدين و بعض الضيوف المميزين كما عرفت حضور مجموعة من الطر ق الصوفية بإسبانيا و آئمة مساجد بإسبانيا و مريدين من كل من بلجيكا فرنسا و إنجلترا و إيطاليا.
تم في هاذه الليلة التركيز على أهمية ثوابث الهوية الدينية المغربية و إلقاء درس حول أهمية الذكر كغذاء للقلوب و مدارسة ما تقوم به الطريقة القادرية البودشيشية و شيخها مولاي جمال الدين و مشيختها من نشر تعاليم إسلام التسامح و الرحمة و المحبة
كما وجه الدكتور مولاي منير القادري في هاذه الليلة المباركة بحضور مريدي الطريقة و ضيوف كالدبلوماسي عبد الله بوسمار و أساتذة كالدكتور عمر فان دير بروك و مجموعة من العلماء و الخطباء و مرشدي المساجد في إسبانيا كلمة أكد فيها على أهمية البعد التزكوي في نشر أخلاق الإسلام و ترسيخ التربية الأخلاقية و قيم التعايش و أهمية الذكر في غذاء الروح و تصفية القلوب و تهذيبها و ذكر فيها بمبادئ الطريقة المبنية على الكتاب و السنة، و منهجها الذي يعتمد على الذكر و قراءة القرأن و إحترام الأخر و إتباع الشريعة المحمدية وحث الدكتور مولاي منير الحضور الكريم من مريدي الطريقة على إعتبار أنفسهم سفراء لإسلام الوسطية و الإعتدال و المحبة و العمل على تغيير وجه الإسلام الذي كلما ذكر في الغرب إلى و ألحقت به تهم العنف و التطرف و هو بعيد عنها كل البعد، فالإسلام الحقيقي هو إسلام الرحمة و الأخلاق والمسلمون لا بد لهم بأخلاقهم و معاملتهم اليومية أن يبرهنوا على وسطية و توابت الإسلام المعتدل و حث كذالك مولاي منير الحضور من المغاربة أن ينشروا الإسلام المغربي إسلام الوسطية و الإعتدال و ثوابت الهوية الدينية الوطنية المغربية تحت رعاية أمير المؤمنين صاحب الجلالة نصره الله.
كما عرفت هاذه الليلة الإدلاء ببعض الشهادات لعدد من الحاضرين تمحورت حول أهمية إسلام الإعتدال و الرحمة و أهمية الذكر و الصحبة و أهمية تعزيز سبل التعايش السلمي في المجتمعات و شهادات تناولت إسلام القيم الروحية العالمية التي تحملها هاذه الطريقة و باقي الطرق الصوفية و ما يقوم به التصوف و تساهم به الطريقة القادرية البودشيشية في التربية الصوفية للمسلم إبن وقته و أهمية الصحبة في الله و شهادة الدبلوماسي عبد الله بوسمار الذي تحدت عن أهمية التصوف و ما يعكسه من حقيقة الإسلام و دوره في نشر القيم الأخلاقية من أجل المساهمة في تغيير نظرة الغرب عن الإسلام و حث عن ضرورة تنظيم مثل هاذه اللقاءات و الليالي و الندوات و المحاضرات لتنوير الرأي العام و مواجهة الإسلاموفوبيا.
و قد شمل برنامج الليلة كذالك إلقاء كلمتين باللغة الإنجليزية و الإسبانية تناولت البعد الروحي و الإنساني و التزكوي لبناء شخصية المسلم المتوازنة إقتداءا بنموذج المربي الأول و الرسول الأكرم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم و توظيف جوانبه صلى الله عليه وسلم الإنسانية و الروحية و الإحسانية التي تظهر حقيقة الإسلام، و إعتبار أن التصوف هو مقام الإحسان و أن إصلاح الفرد لا يتأتى إلا عن طريق إصلاح قلبه و التأسي بالصحبة الصادقة في الله. و قد تخللت هاذه الليلة وصلات سماع و مديح نبوي مع ختم لسلك القرآن و صحيح البخاري و كتاب الشفا و أذكار خاصة
كما لا ننسى أن نشير إلى أن مريدات الطريقة في إسبانيا و بعض دول أوروبا كان لهن موعد مع ليلة خاصة بهن جمعت بين قراءة القرأن الكريم و الذكر و دروس في مبادئ الطريق و منهجها المحمدي و أهمية الصحبة و ثمرتها في نشر الأخلاق و إسلام الوسطية و الإعتدال و ما للمرأة من مكانة في الإسلام و حضور في المجتمع و دورها في نشر هاذه القيم الأخلاقية والروحية.
و لا يفوتنا الإشارة أن الليلة الكبرى للرجال عرفت إسلام العديد من الإسبان و انخراطهم في الطريقة، و اختتمت هاذه الليلة الربانية برفع الدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالحفظ و التأييد و لكلا البلدين بالأمن و الأمان و لجميع المسلمين بالسلم و السلام و بالخير للبشرية جمعاء.














الاخبار العاجلة