متابعة:حساين محمد
استرشادا بالعناية الملكية السامية لتراث فن الملحون، عملت أكاديمية المملكة المغربية منذ نشأتها على حماية تراث فن الملحون و تطويره جمعاً لنصوصه و تحقيقاً لمواده و دراسة لتراثه و تكريما لأعلامه، فأصدرت معلمة الملحون التي أشرف عليها المرحوم محمد الفاسي، وموسوعة الملحون التي أشرف على لجنتها عضو أكاديمية المملكة المغربية الأستاذ عباس الجراري، باعتبار أن الملحون سجل للذاكرة الثقافية والاجتماعية والفنية للمغاربة و ديوانهم بغير منازع، والذي يعد إرثا حضاريا متميزا ووعاء قيمياً ووطنياً و إنسانياً فريداً، ما دعا أكاديمية المملكة المغربية إلى عقد ثلاث ورشات؛ بكل من تارودانت، أزمور و أرفود، تعريفا بالأبعاد الوطنية والحضارية لهذا التراث و نشرت أحد عشر ديواناً لشيوخه و نظمت أياماً دراسية لتجلية إبداعاته لغهً وفنًّا وموضوعاً.
ونظمت احتفالية لسنة 2017 بمقر الأكاديمية تحت عنوان »نزهة الخاطر بصدور الديوان العاشر » جمعت الوجوه المضيئة لفن الملحون من الباحثين و الشعراء و المنشدين، قدمت الأكاديمية فيها هذا التراث بعروض فنية راقية و لوحات تشخيصية متطورة، وأداءات إنشادية متميزة، اعتبرت بذلك محطة فنية حداثية لتراث فن الملحون، ما دعا أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية السيد عبد الجليل لحجمري، إلى عرض مثل هذه الاحتفالية في المدن المغربية الأخرى، فكانت مدينة وجدة بما تحتضنه مدارسها الفنية والثقافية من جهود محمودة، المحطة الثانية في نسختها المتطورة لـ »الملحمة الملحونية » تزامنا مع صدور الديوان الحادي عشر للشيخ أحمد سهوم، لتحمل هذه الاحتفالية الثانية عنوان » نزهة الخاطر بصدور الديوان الحادي عشر » التي ستقام يوم السبت 27 أبريل 2019، ابتداء من الساعة الثامنة مساء، بمسرح محمد السادس، الكائن بساحة 3 مارس، بوجدة.