عزيز بن حريميدة صوت العدالة
المناصب و النفوذ تزول ولا تبقى سوى القيم و الأخلاق و الدكتور محمد عبد النباوي الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس وكيلا عاما للملك لدى محكمة النقض ورئيسا النيابة العامة بالمغرب ، نموذج حي لهاته القيم و مكارم الأخلاق التي قلما تجتمع في أي مسؤول فأنا اليوم لن أتحدث عن مساره المهني ولا عن إنجازاته و شواهده التعليمية بقدر ما سأتطرق لشيمه وخصاله الحميدة وأخلاقه الكريمة التي وجب على كل مسؤول يريد أن يلقى ربه بأحسن حال أن يتحلى بها، فهو ذلك الإنسان العادي المحب لكل الناس، الذي لا يعرف الكره أو النفاق الطريق إلى قلبه.
المتميز بروحه الطيبة ، المتفاني والمخلص في عمله إلى أبعد الحدود، الذي يتألم ويحزن على أي شيء يحصل لغيره من الناس.
فهو المسؤول الذي يشعر بالشقاء والخيبة إذا ما خيب ثقة أحد ما،والذي يكره الكذب والاحتيال والظلم والنفاق وما أكثر هذه الأمور في حياتنا الحاضرة مع الأسف الشديد.
المسؤول الذي تؤلمه دمعة في عين طفل يتألم، ويتألم لمعرفته بأن إنسان ما يتألم بصمت ،وخصوصاً إذا كان هذا الإنسان بريئاً لا ذنب له يدفع ثمن طيش وأخطاء الآخرين فيسارع لإنصافه.
ورغم مسؤولياته العديدة و إنشغالاته المتعددة فهو مازال ذلك الإنسان الذي يفرحه معاشرة الناس والأصدقاء، والذي يطمئن عنهم دائماً ويسأل الله أن تكون الأمور سائرة معهم على أحسن ما يرام دائماً وأبداً،إنه الإنسان الخلوق والنزيه على الدوام.
إنه محمد عبد النبوي نموذج المسؤول الذي يحتضن من هم تحت إمرته و يمد لهم يد العون و النصح بكل بشاشة و سعة صدر،نموذج المسؤول الغير متسرع والمتريث في اتخاذ أي قرار سواء أكان قرار مهم أو عادي وذلك لكي يضمن نتيجة مؤكدة وصولاً إلى قرار سليم.
ميزاته الصدق والإخلاص والتفاني في سبيل خدمةوطنه بكل تجرد وأمانه، وهو المسؤول الذي يضع نصب عينيه خدمة وضمان حقوق المواطنين وحفظ كرامتهم ، المتبعد كل البعد عن مظاهر البذخ والترف، القريب من هموم المواطن.
هو نموذج المسؤول الذي لا يعزل نفسه داخل جدران مكتبه، الذي لا يضع الستائر في سيارته لكي لا يرى الحقيقة على الأرض.
كل من عاشر هذا الرجل يقر أنه فعلا نموذج المسؤول المتفرد الغزير في عطاءاته وحبه للآخرين، الغني في رؤيته للأمور عن كثب والمتعمق في أي مضمون يخوضه، والحائز على الوسامة في أي بيان، والبارع في خياله وتنبؤه للمستقبل، والمتميز في رقته لتصوير الأشياء على حقيقتها ، القادر على اختيار المعاني والكلمات المناسبة واللائقة في أي مناسبة وجد فيها.
المسؤول الذي تفيض شخصيته بشاعرية متميزة في احترام وحب الآخرين، المبتعد عن الأنانية وحب الذات.
المسؤول الصادق بكل أفعاله وأقواله والجرئ في كل خطواته والمبدع في عمله، الخلاق النادر، الإنسان الذي يداوي بجرأته وصدقه عتمات الظلام والجهل والتخلف.
إنه المسؤول الذي يعيش إنسانيته بكل ما لهذه الكلمة من معنى ومضمون بمعزل عن أي معطيات أخرى.
محمد عبد النبوي لن نبالغ إذا قلنا أنه نقش إسمه بأحرف من ذهب بين العظماء في حقل القضاء و الذي يحق لكل متتبع لسيرته أن يتخذه قدوة له في حياته ويتعلم الكثير من نجاحاته .