كلمة السيد الوالي في حفل اختتام فعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية ، والتي تلاها بالنيابة السيد الكاتب العام للولاية
الكلمة الخاصة باختتام فعاليات
وجدة عاصمة الثقافة العربية
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
– السيد وزير الثقافة والاتصال؛
– السيد رئيس الأليسكو؛
– السيدات والسادة معالي الوزراء؛
– السيدات والسادة اصحاب السعادة السفراء؛
– السيد نائب رئيس مجلس جهة الشرق؛
– السيد المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق؛
– السيد نائب رئيس مجلس عمالة وجدة أنكاد؛
– السيد رئيس جماعة وجدة؛
– السيد الوكيل العام للملك والسيدات والسادة ممثلي الهيئات القضائية؛
– السيدات والسادة رؤساء الأجهزة الأمنية؛
– السيد رئيس جامعة محمد الأول؛
– السيد رئيس المجلس العلمي؛
– السيدات والسادة البرلمانيون والمنتخبون؛
– السيدات والسادة رؤساء المصالح اللاممركزة؛
– السيدات والسادة الفنانون والمثقفون؛
– السيدات والسادة ممثلو المجتمع المدني؛
– السيدات والسادة ممثلو المنابر الإعلامية؛
– ضيوف مدينة وجدة الكرام؛
Nos chers invités Africains et européens
– حضرات السيدات والسادة؛
– أيها الحضور الكريم
باسم السيد والي جهة الشرق الدكتور معاذ الجامعي، أود بداية، أن أرحب بكم جميعا وبالجمهور الكريم والمتميز الحاضر معنا اليوم في هذا الحفل البهيج لاختتام فعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية.
فقبل حوالي سنة من الآن، أعطيت انطلاقة احتفاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية، بعد أن وقع عليها الاختيار لاحتضان هذا الحدث من طرف اللجنة الدائمة للثقافة العربية.
وقد نظمت هذه الاحتفاليات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، عرفانا بأهمية الحدث ورمزيته الكبيرة في مد جسور التواصل بين الأقطار العربية وتحقيق إشعاع ثقافي عربي.
أصحاب المعالي والسعادة؛
حضرات السيدات والسادة؛
ستسجل وجدة بمداد الفخر والاعتزاز وبكل معاني الحب والوفاء للوطن العربي الكبير حملها للواء الثقافة العربية طيلة سنة، وهي المدة التي امتزجت فيها شرايين ثقافتنا العربية الغنية والرحبة.
فعلى مدار سنة كاملة، نظمت لقاءات وأمسيات وسهرات وتظاهرات ثقافية شملت مختلف أنواع الفنون والثقافة، سافرت بنا إلى ربوع وأقطار العالم العربي الحبيب، وجلنا من خلالها مختلف دروب الثقافة العربية الغنية والمتعددة الروافد.
وعلى مدار سنة كاملة احتضنت وجدة بكل حفاوة وحرارة ضيوفها العرب الكرام، الذين اكتشفوا فيها مدينة ضاربة في القدم، ذات زخم تاريخي كبير، وتراث إنساني وحضاري وثقافي عظيم، وحاضرا كله حيوية، ومستقبلا واعدا بإشراقات وآفاق رحبة تمزج بين ما هو ماض أصيل وما هو حاضر حديث.
وعلى مدار سنة كاملة، كانت وجدة مزارا للمثقفين ومحجا للفنانين وقبلة للمبدعين، لتحتفل وإياهم بالثقافة العربية في مختلف أصنافها: شعرا وأدبا، كلمة ورسما، طربا وموسيقى، فكرا وإبداعا، نحتا وعمارة وصناعة تقليدية.
وجدة عاصمة الثقافة العربية، كانت أيضا فرصة لضيوفنا العرب للاطلاع على ما تشهده المدينة من تنمية بفضل المبادرة الملكية السامية لتنمية جهة الشرق والتي مكنت، إضافة إلى البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من إنجاز عدد مهم من المشاريع والبنيات الثقافية، يبقى أهم شاهد عليها هذا المسرح، مسرح محمد السادس، الذي يعتبر تحفة فنية وثقافية ومعمارية غاية في الروعة والجمال.
وإن اهتمام جلالة الملك نصره الله بالشأن الثقافي وإحاطته على الخصوص لفعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية بالرعاية السامية، ضمن مكونات هذه المبادرة، لدليل على ما تحظى به الثقافة من شأن عظيم في حياة المملكة المغربية وشعبها الشغوف بالعلم والمعرفة وبمختلف أوجه الثقافة.
أصحاب المعالي والسعادة؛
حضرات السيدات والسادة؛
إن لكل لقاء فراق، وكما التقينا قبل سنة، فإننا نفترق الآن، نفترق ونحن نستحضر اللحظات الجميلة والرائعة التي قضيناها معا طول سنة كاملة، لكن نفترق أيضا والدموع تغالبنا، نفترق ونحن غير قادرين على تحمل لوعة الفراق بعد لحظات فرح عشناها وتقاسمناها معا، لكن ما عسانا أن نفعل، فهي سُنَة اللجنة الدائمة للثقافة العربية بأن تحمل كل سنة مدينة عربية لواء الثقافة العربية.
ها نحن نودع سنة كاملة على تعرش وجدة كعاصمة للثقافة العربية، ملتقيات متعددة بألوان مختلفة ومتكاملة. مؤسسات وطنية ودولية ساهمت في إنجاح هذا العرس الثقافي البهيج.
تقول المقولة الشهيرة : الثقافة هو ما يتبقى في ذهن الإنسان عندما ينسى كل شيء.
ونحن عندما نودع هذا الحدث الهام، سوف لن ننسى ما أثث ونقش بمداد من ذهب هاته الأيام، فمن بين ما يفوق 700 تظاهرة ثقافية سوف لن ننسى بكل تأكيد تظاهرة بريد المغرب، والملتقى العربي السادس بإصدار طوابع بريدية تؤرخ لحدث وجدة عاصمة للثقافة العربية. لن ننسى أهم التظاهرات في مجال المسرح، والرسم، والشعر، والغناء، سوف لن ننسى الأيام الفلسطينية، والمصرية، والتونسية والجزائرية، والندوات الفكرية المتميزة لأكاديمية المملكة والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، والرابطة المحمدية لعلماء المغرب، وغيرها من التظاهرات العديدة والمتنوعة.
أصحاب المعالي والسعادة؛
حضرات السيدات والسادة؛
بعد لحظات سيسدل الستار على فعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية، لكن لن يسدل الستار على الحركية الثقافية الكبيرة التي خلقتها هذه الفعاليات، والتي تشكل رصيدا مهما سنعمل على تثمينه لإعطاء انطلاقة جديدة للشأن الثقافي بوجدة، التي ستعمل على مد جسور تعاون ثقافي متين ومستدام بينها وبين حواضر أقطار الوطن العربي، بما يحقق التلاحم الثقافي بينها، وللتأكيد على ما يجمعنا من أواصر القرابة والتراث والماضي والحاضر والمستقبل المشترك.
وبفضل الرعاية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لهذه الأرض الطيبة ستتواصل محطات التنمية لتشمل جميع المجالات لتكريس دور مدينة وجدة كقطب تنموي واعد وكمدينة رائدة في الحركة الثقافية.
في هذه الأمسية سيسدل الستار على احتفاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية، لكن لن يسدل الستار على الثقافة العربية كرافد من روافد الثقافة العالمية والحضارة الإنسانية، إذ سيسلم مشعل عاصمة الثقافة العربية إلى مدينة بورتسودان السودانية التي ستكون عاصمة للثقافة العربية ابتداء من هذه اللحظة.
فالشكر كل الشكر لجميع الأطراف التي ساهمت في إنجاح هاته السنة الثقافية، وفي مقدمتهم السيد وزير الثقافة والاتصال الدكتور محمد الأعرج، والسادة رؤساء المجالس المنتخبة، والسيد رئيس الجامعة، والسيد رئيس المجلس العلمي والسادة رؤساء المصالح الأمنية وغيرها من الشخصيات من ذكرت ومن نسيت.
الشكر موصول كذلك لكل البلدان العربية التي ساهمت بتراثها ولوحاتها الفنية وبحضورها للتعريف بفنها وهويتها العربية، ولكافة الشركاء كبريد المغرب، وأكاديمية المملكة، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، والرابطة المحمدية لعلماء المغرب وغيرها من المؤسسات، وللجمهور الوجدي الذي واكب وأثث بحضوره هذا العرس الثقافي العربي الكبير، ونساء ورجال الإعلام ولكل الفنانين الذين ساهموا، وحتى الذين لم نتمكن من إدراجهم خلال هاته السنة، نظرا لوفرة المواد وضيق الوقت.
وأخيرا وليس آخرا، الشكر كل الشكر للجنة الدائمة للثقافة العربية والمنظمة العربية، على اختيارها مدينة وجدة لأن تكون أميرة الثقافة العربية.
وكل النجاح والتوفيق لمدينة بورتسودان السودانية، عاصمة الثقافة العربية بعد وجدة.
عاشت الثقافة العربية، وعاش الوطن العربي.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير لأمتنا ولوطننا العربي. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.