التقوى خير الزاد،وخير اللباس،ووصية للأولين والآخرين،وهي العدة في الشدائد،والعون في الملمات،ومهبط الروح والطمأنينة،وهي متنزل الصبر والسكينة،الأمة الاسلامية تستقبل بكل فرح وشوق في الأيام القليلة المقبلة شهر له فضائل عظيمة ومزايا عديدة لم تكن لغيره من الشهور فهو سيد الشهور إنه شهر رمضان.
شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار،هو مدرسة الأجيال وميدان المسارعة واستباق الخيرات،هو شهر التقوى وهي الحكمة الجامعة في الصيام،قال الله تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،فالله عزوجل بين من هذه الأية الكريمة الحكمة من الصيام وهي التقوى،يقول أهل التفسير في شرح هذه الأية ،أن الصيام من أكبر أسباب التقوى،لأن فيه امتثال أمر اله تعالى ونهيه،فمما اشتمل عليه من التقوى أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوهما،التي تميل إليها نفسه،متقربا بذلك إلى الله،راجيا بتركها ثوابه فهذا من التقوى،ومنها أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه،لعلمه باطلاع الله عليه،فالصيام يضيق مجاري الشيطان،فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم،لاكن بالصيام يضعف نفوذه،وتقل منه المعاصي،ففي الغالب الصائم تكثر طاعاته والطاعات من خصال التقوى،ومنها أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذلك مواساة الفقراء والمعدمين.
لكل عبادة في الإسلام تؤدى على وجهها المشروع،أو بمعناها الحقيقي آثار في النفوس تختلف باختلاف العابدين في صدق التوجه،واستجماع الخواطر،واستحضار العلاقة بالمعبود،فللصوم حكما باهرة،وأسرار بديعة،وآثار على الفرد والجماعة،فمازال المسلمون يستفيدون من دروس شهر رمضان النافعة وينالون بركاته المتنوعة،ولعلى أجلى تلك الدروس وأعظم درس التقوى.
حساين محمد