احتضنت قاعة ” ميرادور” بمدينة الحسيمة ، مؤخرا، ليلة روحية تحت عنوان : ذكر وفكر احتفاء بقيم المحبة والمواطنة والسلام ، من تنظيم الطريقة القادرية البودشيشية، حيث كانت قاعة ” ميرادور” ممتلئة عن آخرها بالضيوف، ومريدي الطريقة القادرية البودشيشية من مدينة الحسيمة .
وقد حرص المنظمون على تنويع فقرات هذه الليلة الروحية، من خلال تسطير برنامج متكامل، ناطق في أغلبه بالريفية، ضم مداخلات علمية وكلمات تربوية تخللتها وصلات من المديح النبوي والسماع الصوفي، حيث انطلق برنامج اللية مباشرة بعد صلاة العصر من خلال قراءة سلك القرآن الكريم وصحيح البخاري والشفا ، إضافة إلى الأذكار التي امتدت إلى صلاة العشاء ، ليتناول الكلمة بعد ذلك الأستاذ ابراهيم بنلمقدم وهو باحث في العلوم الإسلامية، في موضوع التصوف وقيم المواطنة، مبرزا انطلاقا من مجموعة من الأحاديث والآيات القرآنية، المكانة التي أعطاها الإسلام للوطن، حيث جعل حب الأوطان والوفاء لها والغيرة عليها من الإيمان،فالشعور بالمواطنة هو بعد من أبعاد الإنتماء إلى الدين، أعقبتها مداخلة ثانية حول موضوع إسهامات الصلحاء والصوفية في إرساء الأمن الروحي والسلم الإجتماعي بمنطقة الريف للدكتور بلقاسم الجطاري ، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمدة الأول وجدة،والذي بين أن الصوفية والصلحاء لهم دور أساسي في الإسهام في تنمية المجتمع في منطقة الريف ،وتحسين أحواله وخدمة البلاد والعباد،حيث اعتبروا مصدر الأمن والسلام الاجتماعي ، فيما تمحورت المداخلة الثالثة حول دور التصوف في إصلاح الفرد والمجتمع للدكتور عبد اللطيف شهبون، أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي تطوان،أبرز فيها دور الذكر والتوجه في السلوك إلى الله وتحقيق التزكية وإصلاح الفرد والمجتمع، وبالتالي خلق أفراد فاعلين في المجنمع ومواطنين مخلصين وأوفياء لبلدهم، متخلقين بأخلاق الإسلام المتجسدة في الرحمة والمحبة.
وقد أجمعت هذه المداخلات ،التي كانت في أغلبها بالريفية مما زاد في تفاعل الحضور معها، على الدور الريادي الذي لعبه التصوف وشيوخه والصلحاء في إرساء قيم المحبة والسلم والتمسك بثوابت الهوية المغربية بمنطقة الريف ، و تتخللت المداخلات وصلات من المديح النبوي والسماع الصوفي حركت قلوب الحاضرين وشنفت مسامعهم .
يذكر أن هذه اللية الروحية ، عرفت حضور كل من شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور سيدي جمال الدين القادري بودشيش ونجله الدكتور مولاي منير القادري، وعدد من الضيوف من داخل الإقليم وخارجه، وفي الختام توجه الحاضرون بالدعاء لأمير المؤمنين وللبلاد ولسائر الأمة الإسلامية.
اعداد:حساين محمد