وجدة…مؤسسة الملتقى تخلق الحدث بندوة التصوف وثقافة الاسلام

24 أكتوبر 2018آخر تحديث :
وجدة…مؤسسة الملتقى تخلق الحدث بندوة التصوف وثقافة الاسلام


اختتمت يوم السبت 20 أكتوبر 2018 بمدينة وجدة فعاليات الدورة الثانية للمعرض المغاربي للكتاب، الذي عرف حضور مهما لعدد من المثقفين والمبدعين وكذا الناشرين ،كما سجل إقبالا كبيرا من طرف الزوار سواء من داخل المغرب أو من خارجه..

وقد كان لافتا في هذه الدورة الحضور المتميز والوازن لمؤسسة الملتقى، التي يرأسها الدكتور مولاي منير القادري بودشيش ،نجل شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، سواء من خلال تنظيمها لمعرض المؤسسة بشراكة مع وكالة تنمية أقاليم جهة الشرق ،الذي لقي إقبالا كبيرا من زوار المعرض، و حضر افتتاحه الى جانب رئيس المؤسسة الدكتور مولاي منير القادري بودشيش ،كل من وزير الاتصال والثقافة، ووالي جهة الشرق، والسفير الفرنسي المعتمد بالمغرب ،وتم من خلاله التعريف بأنشطة المؤسسة المتنوعة ،وإبراز مساهماتها سواء العلمية والفكرية أو الاجتماعية، من خلال الارتقاء بالفرد والمجتمع ،ونبذ فكر الغلو والتطرف، كما تم عرض إصدارات المؤسسة من كتب ومجلدات تعرف بالتربية الصوفية..

وإلى جانب معرض مؤسسة الملتقى ،نظمت هذه الأخيرة ندوة علمية تحت عنوان : التصوف و ثقافة السلام, بمشاركة مجموعة مهمة من الدكاترة و الباحثين من داخل المغرب و خارجه, حيث استهل الدكتور مولاي منير القادري بودشيش – رئيس مؤسسة الملتقى و مدير الملتقى العالمي للتصوف، وأستاذ التعليم العالي بجامعة دوفين بفرنسا لمادة المالية الإسلامية، وعضو المجلس الأوربي للعلماء المغاربة ….- هذه الندوة بكلمة افتتاحية تطرق فيها لمفهوم الثقافة و دورها في تحقيق التنمية الإنسانية, مبرزا الدور الهام للثقافة العربية الإسلامية في تطوير الحضارة الغربية, كما بين أن التطرف المادي الذي تعيشه المجتمعات المعاصرة, سببه إقصاء البعد الروحي و الأخلاقي و التزكوي مما أدى إلى فقدان الإنسان لتوازنه و أمنه و استقراره حيث أصبحت القيم مجرد سلع استهلاكية من أجل مصالح كبرى لذلك كان التصوف هو أنجع وسيلة لحماية هوياتنا الثقافية و قيمنا الأخلاقية من هذه العولمة المادية التي تحاول ابتلاع الثقافات الجهوية و الوطنية بمميزاتها و خصوصياتها العريقة مما يستلزم تظافر الجهود من أجل خلق مشترك إنساني و كوني, بمشاركة جميع مكونات هذا العصر تحت رعاية السلم و الإحترام و التعايش و السلام, و هو ما تعمل مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف على خدمته.

وقد كان موضوع المداخلة الأولى : أخلاقيات السلام, للدكتور حكيم فضيل الإدريسي –عضو بالمجلس العلمي بالدار البيضاء و رئيس شعبة الدراسات العربية بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالدار البيضاء- بين فيها المصدر الإلهي للسلام و اتصاله بصفة الرحمانية, موضحا أن التصوف هو الأسلوب العملي لتحقيق السلام, فالتجربة السلوكية الصوفية قائمة على التعامل مع الآخر رغم اختلافه و على عدم الإنكار عليه و إصدار الأحكام الجاهزة ضده .
أما المداخلة الثانية باللغة الفرنسية للدكتور ميشيل تاو شان – الرئيس المؤسس لمنتدى التفكير في قضايا الأمم والحاصل على خمس دكتوراه – تطرق خلالها لموضوع LES VERITES NOBLES DE L’ISLAM DANS LA CULTURE DE PAIX حيث أبرز انطلاقا من تجربته الشخصية أن القيم النبيلة للإسلام من الرحمة و الحكمة و الكرم… -و بحكم طبيعتها المطلقة و قابليتها للتطبيق- قد ساهمت و بشكل كبير في تطوير المعارف الإنسانية و دعم التكنولوجيات المستقبلية و الأهم من ذلك تحقيق السلم و السلام.

كما كانت المداخلة الثالثة أيضا باللغة الفرنسة للفنان العالمي عبد المالك – فنان, كاتب و مخرج فرنسي من أصل كونغولي- تحت عنوان ART, SOUFISME SOCIETE ناقش من خلالها مساهمة الفن في نشر قيم التصوف الداعية للسلم و السلام و نبذ التعصب و التطرف, باعتبار الفن قناة تواصلية مهمة بين المجتمعات الإنسانية.
ليتناول الكلمة بعد ذلك الدكتور محمد بنيعيش –أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم الإنسانية بوجدة- من خلال مداخلته : ضبط النفس و مسالك التحلم لتحقيق السلم و السلام عند الصوفية. والتي تطرق من خلالها لتبيان الآليات التطبيقية الصوفية خلال الممارسة التربوية من أجل تحقيق السلم و السلام

واختتمت هذه الندوة العلمية بمداخلة للدكتور بلقاسم الجطاري –أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم بوجدة- تحت عنوان: إسهامات الصلحاء و الصوفية في إرساء الأمن الروحي و السلم الإجتماعي بمنطقة الريف, أوضح من خلالها الدور المتميز لشيوخ التصوف في حل النزاعات و تحقيق السلم و السلام بهذه المنطقة.
اعداد:حساين محمد

الاخبار العاجلة