بعد أداء أذان صلاة الجمعة بالطريقة المغربية، في قلب المسجد الكبير للعاصمة السنغالية داكار، تطرق الخطيب في حضور الملك محمد السادس، والأمير مولاي إسماعيل، والرئيس السنغالي، ماكي سال، إلى ما سماها الخيرات التي تحف زيارة العاهل المغربي إلى السنغال.
وقال خطيب المسجد الكبير بداكار، إنه بحلول ملك المغرب ضيفا كبيرا على دولة السنغال، هلت ألوان اليمن والبركة، وحفت نسائم البشر، وازدهرت بوجوده مشاريع النماء والزيادة”، واصفا العاهل المغربي بأنه “ملك صالح مصلح مقتد لنهج سلفه الكرام” وفق تعبيره.
وتحدث الخطيب، الذي بدت عليه ملامح الحماسة، عن معالم الأخوة في الله، والمحبة التي توجد بين أناس تعاقدت قلوبهم على الحب والوفاء، ضاربا المثال بالعلاقة بين المغرب والسنغال، وتحديدا بين الملك محمد السادس والرئيس السنغالي، ماكي سال، مصداقا لقول الرسول “كونوا عباد الله إخوانا”.
ودعا خطيب الجمعة الله أن يحيط هذه الأخوة بين المغرب والسنغال، قيادة وشعبا، والداعين إليها، بكل أسباب الحفظ والصون، قبل أن يرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يرزق العاهل المغربي النصر والسلامة في حله وترحاله.
وذكر المتحدث، الذي خصص الجزء الأول من خطبته لموضوع مغفرة الله لعباده، بأن أهل داكار لا زالوا يذكرون بكل فخر زيارة الملك الراحل، الحسن الثاني، للسنغال، وإشرافه على تدشين وافتتاح هذا المسجد العامر سنة 1964، في عهد الرئيس السنغالي، ليوبولد سنغو.
ويعد مسجد دكار الكبير من أهم المباني الدينية بالسنغال، ويقع في منطقة أللي بيب غويي فال، وتم تصميمه من قبل عدد من المهندسين المعماريين الفرنسيين والمغاربة، وهو مزين ومزخرف من الداخل ومن الخارج، وهو في تصميمه يشبه معماريا المساجد المغربية الكبرى.
ويقف المسجد الكبير بدكار، الذي صنف تراثا تاريخيا، شاهدا على تميز التعاون المثمر والخلاق بين المغرب والسينغال البلدان اللذان يقدمان نموذجا لشراكة عريقة ومتميزة على مختلف الأصعدة.
ويعكس هذا المسجد، من خلال واجهته الخارجة، النموذج المعماري المغربي، الذي يبدو جليا وشاهدا على مستوى الخبرة وهندسة البناء الرائعة التي تميز مساجد المملكة. ومن الداخل هناك أيضا تشابه كبير للمسجد مع العديد من المساجد في المدن المغربية.
ويتميز المسجد، الذي يجسد تمسك السينغاليين بالدين الإسلامي السمح، بمئذنة يفوق طولها 67 مترا. ويتوفر، إلى جانب قاعة الصلاة، على قاعات للدروس وتعليم اللغة العربية، كما يتضمن هذا الصرح الديني الكبير مقر المعهد الإسلامي لدكار، الذي تأسس عام 1974.