عقد السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال،صباح اليوم ندوة صحفية حول فعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018،تميزت بكلمة تفضل بها والتي كشف من خلالها أن تتويج وجدة كعاصمة للثقافة هو تكريم لجل المثقفين بها،ومنعرجا يجعلها منارة وقبلة للسياحة وللصناعة الثقافية.
إليكم كلمة السيد الوزير.
بسم الله الرحمان الرحيم
أستهل هذا اللقاء الإعلامي بالترحيب بكل المنابر الحاضرة وبشكر كل وسائل الإعلام التي تواكب بعناية خاصةحدث “وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018 “.
نعقد هذا اللقاء قبيل افتتاح فعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018 المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أبدأهابالتذكير بالمعطيات التالية:
1-سياق اختيار وجدة عاصمة الثقافة العربية
كما هو معلوم، استضافت بلادنافي الفترة الممتدة بين 28 و30 نوفمبر 2017، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ملتقى صياغة رؤى للعمل الثقافي العربي بتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وقد جاءت هذه الاستضافة في سياق تنفيذ توصية الدورة العشرين لمؤتمر وزراء الشؤون الثقافية بالوطن العربي، القاضية بتثمين احتضان المملكة المغربية لهذا الملتقى، في مرحلة تاريخية دقيقة تحتل فيها الثقافة موقعاأساسيا في السياسات العمومية لمحوريتها في تأهيل الرأسمال البشريوتعزيز السلم الاجتماعي وترسيخ الحقوق الثقافية وتعزيز التنمية المستدامة.
تدارس هذا الملتقى الموقع الجديد للثقافة في أفق صياغة رؤى توحد العمل الثقافي العربي المشترك وتستثمره لتعزيز الجسور الجامعة للكيان العربي من خلال القواسم الثقافية والسمات الروحية والفكرية واللغوية المشتركة بين الشعوب العربية. كما شكل مناسبة لاستعراض مكاسب التجربة المغربية الرائدة في تدبير التنوع الثقافي، في ضوء ترسيخ دستور المملكةلتنوع روافد الهوية الوطنية الموحدة، وللحقوق الثقافية ولآليات الديموقراطية التشاركية ولقيم الانفتاح على ثقافات العالم.
وقد ثمن هذا اللقاء المكانة الرائدة للمملكة المغربية في جعل الشأن الثقافي رافعة للتنمية البشرية والانسجام الاجتماعي مما جعل منها على مر العصور، أرض السلام والمحبة والتسامح. كما اعتمد أعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربية، المنعقدة في ختام هذا الملتقى، مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018 بالإجماع.
2- تعريف الحدث:
تعتبر فعاليات عاصمة الثقافة العربية من أهم البرامج الثقافية التي تنظم دوريا بالأقطار العربية تحت إشراف الوزارة الوصية وبتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(ألكسو).
ويعد الاحتفاء بالعاصمة الثقافية مناسبة لتكريس البعد الثقافي للتنمية من خلال تنظيم العديد من الفعاليات ذات الصلة بتأهيل البنية التحتية الثقافية وتنشيط الحركة الثقافية بالمدينة المحتفى بها، والعمل على النهوض بالعمل الثقافي العربي المشترك وتفعيل الاتفاقيات الثنائية بين الدول العربية وإيلاء المِلْكية الفكرية الأهمية القصوى لمواجهة المخاطر والتحديات المرتبطة بترويج الصناعات الثقافية وبالمبادرات التجارية للمنتجات الثقافية وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص والأفراد على رعاية الثقافة والإبداع.
3- لماذا وجدة ؟
عرف المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، تحولات عميقة على جميع المستويات، حيث عرف تأهيل المدن تطورا ملحوظا ينبني على تصور مندمج للمعطيات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما أن مشروع الجهوية الموسعة ماض في جعل الجهات وحدات متكاملة في تدبير مختلف المعطيات الجهوية والاستجابة لمختلف حقوق المواطنة وتطلعات المواطنين.
ومن هذا المنطلق، فإن اعتماد وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018، يجد مبرره في كونها عاصمة للجهة الشرقية للمملكة المتجهة من جانب الموقع الجغرافي أولا نحو الامتداد الحضاري المغاربي والعربي لبلادنا. وتأتي باقي الاعتبارات الثقافية والاقتصادية لتعزيز هذا التتويج، إذ عرفت الجهة الشرقية في إطار العناية الملكية، جهدا استثماريا كبيرا جعلها تتميز ببنية ثقافية وحضرية تؤهلها لاحتضان أحداث ثقافية دولية من جهة، وتجعلها من جهة ثانية منصة لاستعراض منجزات بلادنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بها، ومن جهة ثالثة مناسبة لإبراز فعالية المشروع التنموي الوطني في تجسيد الديمقراطية المجالية على أرض الواقع.
هذا بالإضافة إلى ما تزخر به الجهة من مؤهلات أخرى بشرية وفلاحية وتنوع ثقافي وفني وتراثي وطبيعي وتعدد لغوي، تجسد الغنى الخلاق للأبعاد الحضارية المغربية.
يعتبر هذا الحدث إذن فرصة متجددة لإبراز الفعالية المتواصلة لسياسات بلادنا سواء في التدبير المجتمعي أو في التواجد المتميز على المستوى الدولي، كما أن رصيد الدينامية المغربية على المستوى الإفريقي، كفيل بإعادة تقديم صورة المغرب للعالم العربي في شكل أكثر غنى وأوسع تمثُّلا.
4–مكونات وأهداف البرنامج العام لوجدة عاصمة الثقافة العربية:
o تنظم التظاهرة من 13 أبريل 2018 إلى 29 مارس 2019،بمدينة وجدة ومدن الجهة الشرقية تحت شعار: وجدة الألفية عنوان الثقافة العربية.
oحدد عدد الأنشطة المبرمجةفي حوالي 910، موزعة على ما يلي:
-المهرجانات وتضم 24 فعالية بمجموع 280 نشاط.
-الندوات والملتقيات الفكرية وتضم 34 فعالية بمجموع 340 نشاط.
– الأيام الثقافية العربية وتضم 5 فعاليات بمجموع 40 نشاط
-المعارض وتضم 11 فعالية بمجموع 180 نشاط.
– العروض المسرحية وتشتمل على 22 نشاط
– العروض الفنية وتضم 6 فعاليات بمجموع 28 نشاط.
– الإنجازات الفنية وتضم 3 فعاليات بمجموع 20 نشاط.
oعدد الدول المشاركة بلغ 16 بلد عربي بالإضافة لأكثر من 10 دول أجنبية.
oعدد المشاركين سيبلغ 1200 فنان، مفكر ومبدع.
oتاريخ الافتتاح 13 أبريل 2018 بحضور عدد مهم من الشخصيات السامية العربية والوطنية والدولية.
o الاختتام سيكون يوم 29 مارس 2019 بحضور عدد مهم من الشخصيات السامية، مع إعلان ميثاق وجدة للعمل الثقافي العربي وتسليم وزير الثقافة والاتصال لمشعل عاصمة الثقافة العربية لمعالي وزير الثقافة السوداني بمناسبة اختيار مدينة بورتسودان عاصمة للثقافة العربية لسنة 2019.
oتنظيم هذه الاحتفالية يتم بتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)وبتعاون وتنسيق مع ولاية الجهة الشرقية، جماعة وجدة، مجلس الجهة، المجلس الإقليمي، الجماعات الترابية بالجهة، وكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية، وبشراكة مع القطاعات الحكومية والمؤسسات التالية: الداخلية، التربية الوطنية، التعليم العالي، السياحة والصناعة التقليدية، الخارجية والتعاون الدولي، الأوقاف والشؤون الإسلامية، أكاديمية المملكة المغربية، بريد المغرب، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وكالة المغرب العربي للأنباء، المركز السينمائي المغربي، المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، المكتب الوطني للسكك الحديدية، دار الصانع، أرشيف المغرب، المكتبة الوطنية، مسرح محمد الخامس…
5- أهداف البرنامج:
-تشريف الالتزامات العربية للمملكة المغربية.
-إبراز الصورة الحضارية لبلادنا من خلال برامج وأنشطة ثقافية تنظمها الوزارة وقطاعات حكومية ومؤسسات أخرى.
-إبراز وتثمين المجهود الاستثماري الهام في البنيات التحتية لاسيما المنجزات الثقافية بالجهة الشرقية؛
-جعل مدينة وجدة والجهة الشرقية قبلة للعمل الثقافي العربي ولأبرز الوجوه الثقافية والفنية على امتداد سنة كاملة؛
-خلق إشعاع ثقافي وإعلامي جهوي ووطني وعربي ودولي يمكن من إبراز الجهة الشرقية كمجال ثقافي نموذجي؛
-إطلاق مبادرات ثقافية على الصعيدين الوطني والعربي؛
-تعزيز الوقع الثقافي للأنشطة الثقافية المتفرقة التي تنظم بالجهة وفق رؤية ثقافية جامعة؛
-إشراك أكبر عدد ممكن من الفعاليات المدنية بالجهة خصوصا منها الجمعيات والهيئات الثقافية في مكونات البرنامج العام؛
-تدشين أو إعطاء انطلاق مشاريع بنيات تحتية ثقافية.
وينتظر أن تجعل هذه الفعاليات وجدة والجهة الشرقية وبلادنا منارة ثقافية طيلة سنة كاملة، حيث أن الجمهور المستهدف بأنواعه المتعددة من مباشر ومشاهد وجمهور وسائل التواصل الاجتماعي والجمهور النخبوي والجمهور المستمع، حدد في حوالي 40 مليون. كما سيعرف المغرب حضور مسؤولين ومثقفين ومبدعين وفنانين من مختلف الأقطار العربية، ومنابر إعلامية وطنية وعربية ودولية.
شكرا لكم.
اعداد:حساين محمد