نظمت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية و الهيئة العلمية،السبت المنصرم،بمقر الزاوية الأم بمداغ، ندوة بعنوان: الفتوة و صنائع الأمور في إطار سلسلة ندوات اختار لها الدكتور مولاي منير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى، إسم اللقاءات الصوفية بمذاغ : علم و عمل.
أشغال الندوة التي عرفت حضور أساتذة و مختصين في الشأن الصوفي و العلوم الإسلامية و الإنسانية وأيضا مشاركة المئات من المريدين و المريدات جلهم من الأوروبيين المعتنقين حديثا للإسلام و الجالية المغاربية بأوروبا، تميزت بمداخلة تحت عنوان الفتوة الروحية أخلاق إسلامية بين الأمس واليوم: تأريخ، تعريف و تأصيل للمفاهيم ألقاها الدكتور مولاي منير القادري أبرز فيها جوانب مشرقة من حياة الصحابة في عصر النبوة الي عصر المجاهدة و اهل الصفة مع تحليل واقعي لوضع الفتوة في عالمنا المعاصر.
واعتبر مولاي منير أن الفتوة جمعت مكارم الأخلاق من عفو و إيثار و حماية الضعيف و نكران للذات و كرم و سخاء، كما قال الجنيد: إنها كمال و قال إبن القيم : هي إستعمال الأخلاق الكريمة مع الخلق (مدارج السالكين).وإن الفتوة عند الصوفية تطبيق عملي للأخلاق الكريمة و السجايا الفضيلة التي بدونها لا معني للتصوف أو للصوفي الساعي إلى تحقيق الكمال الخلقي تأسيا بسيد الخلق عليه أزكى الصلاة و السلام لقوله صلى الله عليه وسلم إنما بعتت لأتمم مكارم الأخلاق.
تحليل أعقبه تفاعل إيجابي من لدن الحضور الغفير من مريدين و مريدات الطريقة أطرا و أستاذة و طلبة
هذا و عرفت الندوة إلقاء الأستاذ نبيل المرازي مدير الجامعة الرقمية للمالية الإسلاميةunufi و خبير في الشان الديني بفرنسا و حوار الأديان مداخلة تحت عنوان الفتوة و مضاهرها في المجتمع الفرنسي ناقش فيها التأثير الإيجابي لمفهوم الفتوة في تلميع صورة الإسلام المعتدل في أوروبا و دور المسلمين عن طريق البعد الروحي الأخلاقي في إبراز قيم الإسلام و التعايش و تقريب الحظارات
وقد جاءت مذاخلة الأستاذ مولاي أحمد الرحالي باحث في قانون الأعمال و متخصص في المالية التشاركية تحت عنوان الاقتصاد الإسلامي رافعة إجتماعية و تضامنية ناقش فيها سبل تعزيز سنن التأزر و التعاضد بين كل أطياف المجتمع على إختلاف دياناتهم و أصولهم
تلا هذا حصة من الأسئلة أظهرت إهتمام الحضور الكبير بعقود المالية الإسلامية من مرابحة للتأمين التكافلي إلى القرض الحسن
و في الأخير اكد الدكتور مولاي منير القادري –نجل شيخ الطريقة و رئيس اللجنة العلمية في ختام هاذه الندوة و تفاعلا مع أسئلة مريدي الطريقة من الأجانب المسلمين أن حب الأوطان من الإيمان فكل مريد مرتبط قلبيا بوطنه الأم و مرتبط روحيا بالمغرب البلد المصدر لإسلام الاعتدال و قيم الوسطية و السلام و التعايش تحت قيادة
صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده لنكون سفراء لإسلام الرحمة و الأخلاق و محبة الخير للجميع و إحترام الأخر لنعكس حقيقة الإسلام و أخلاقه الفاضلة.
اعداد:حساين محمد