من دولة سريلانكا الواقعة شمال المحيط الهندي جنوب شبه القارة الهندية، في جنوب آسيا إلى عاصمة المغرب الشرقي وجدة،حيث حل بها هذا الأسبوع وفدا يضم خبراء في الاجتماع ،لعقد لقاء مع العالم المغربي فضيلة الدكتور مصطفى بنحمزة،رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة،وعضو المجلس العلمي الأعلى،ومجلس العلماء الأفارقة،وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي،حول مدونة الأسرة.
الوفد الذي يتكون من ريتشارد ريوك رئيس مجموعة العمل الدولية في سريلانكا لأجل السلام والعدالة، وعضو الأمانة العامة لمنظمة العفو الدولية ;الاستاذ أمير فايز المحامي والكاتب والناشط الحقوقي ;الاستاذ رؤوف زين،صحافي محرر مجلة “مراجعة عالمية International review ” ،استهل زيارته بلقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور بنحمزة،صباحخ اليوم أمس السبت 17 فبراير 2018،بمركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية،بحضور الدكتور سمير بودينار رئيس المركز والدكتور عبد الرحيم بودلال مدير المركز والدكتور عبد الله منار مدير معهد البعث الإسلامي.
تناول فضيلة الدكتور فلسفة النظام التشريعي للأسرة في الإسلام من حيث تحقيقه لمبدأ العدل، واتسامه بالمرونة في تغير الأحكام بحسب الزمان والمكان وتغير الأحوال.ومن هنا حتمية التغير الذي يجنب أي صراع بين النص ومصلحة الإنسان أو بين القرآن والمرأة، خاصة وأن رؤيته إليها وحديثه عنها حديث راق للغاية، يحفظ لها مكانة عالية جدا، تتعارض مع الفهوم التي تعمم دلالة بعض الأحاديث الواردة في حالات خاصة على وضع المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
وعن سياق إصلاح مدونة الاسرة المغربية واللجنة التي عينها جلالة الملك محمد السادس نصره الله،لهذه الغاية، شدد فضيلته على التنوع في مكونات اللجنة بين علماء وقانونيين وحقوقيين، اشتغلوا جميعا وفق المبدأ الذي أكده أمير المؤمنين في الموضوع وهو أنها لن تحل حراما ولن تحرم حلالا.
كما نوه إلى أن لكل مواطن مغربي أن يحتكم في شؤونه الشخصية إلى دينه، والدليل على ذلك وجود مدونة لليهود المغاربة مصدرها شريعتهم، كما أن مدونة الأسرة مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية وفق المذهب المالكي.وأن مدونة الاسرة أبقت على كثير من المبادئ والأحكام السابقة دون تغيير (من المادة 321 إلى 400) مثلا،كما أن هذه المدونة تتسم بقدر كبير من التفصيل لجوانب كثيرة من الحياة الأسرية لذلك بلغت موادها أربعمائة مادة.
وفي موضوع شرعية التوثيق، تحدث فضيلة الدكتور مصطفى بنحمزة عن تحقيقه اليوم لمصلحة كافة أفراد الأسرة وخاصة المرأة والأبناء.
وهذا مؤشر إلى أن مدونة الاسرة المغربية تستجيب للرأي الفقهي المالكي الذي يتفاعل إيجابيا مع مستجدات الفرد والمجتمع. دون انغلاق على رأي واحد باعتباره الشريعة الإسلامية والدفاع عنه دون تروي.
وأفاد فضيلة العلامة أن الأصل في الأشياء الاباحة. ونفقهاء التشريع مطالبون باختيار الأيسر لقدرته على تحقيق مصلحة الناس وفق طاقتهم.حيث عقد فضيلته مقارنة بين مدونة الاسرة المغربية وبين غيرها من قوانين الأسرة في عدد من الدول المسلمة ومن بينها (قانون الاسرة الخاص بمسلمي سريلانكا)، مبينا سبقها في عدد من المجالات.
وقد عبر الوفد عن إعجابه الكبير بالتجربة المغربية في مجال تقنين الحقوق والواجبات في إطار مدونة الاسرة. وتطلعهم للاستفادة من هذه التجربة الرائدة على مستوى العالم الإسلامي.
اعداد:حساين محمد