بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
– السيد رئيس مجلس عمالة الداخلة
– السيد رئيس مجلس عمالة وجدة أنكاد
– السيدات والسادة أعضاء مجلسي عمالتي الداخلة ووجدة أنكاد
حضرات السيدات والسادة، كل باسمه وصفته.
اسمحوا لي بداية أن أرحب بكل حرارة بإخواننا الكرام، أعضاء مجلس عمالة الداخلة رئيسا ونوابا ورؤساء لجان وأعضاء في مدينة وجدة عاصمة جهة الشرق، وأن أتمنى لهم مقاما طيبا بيننا.
وتعد هذه الزيارة لإخواننا مبادرة جد محمودة نفتخر بها هنا بجهة الشرق ونعتز بها أيما اعتزاز لما تشكله من توطيد لأواصر المحبة والروابط بين جميع المغاربة تحت شعار الله الوطن الملك، وكشاهد على التلاحم المتين بين المجالات الترابية للمملكة وكافة مكونات الشعب المغربي من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، وعلى ما يربطنا جميعا من نضال مشترك، نضال على درب التنمية والتطور، تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، بعد نضال استرجاع أراضينا وبناء وطننا تحت قيادة الملكين المجاهدين جلالة المغفور له محمد الخامس، وجلالة المغفور له الحسن الثاني، أكرم الله مثواهما.
حضرات السيدات والسادة؛
لقد عرفت أقاليمنا الجنوبية طفرة تنموية كبرى منذ استرجاعها في سبعينيات القرن الماضي، وقد تم تسريع وتيرة التنمية بها منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عرش أسلافه الميامين سنة 1999.
وحاليا فإن أقاليمنا الجنوبية على موعد مع ثورة تنموية غير مسبوقة، تتم أجرأتها من خلال النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، وهو مشروع تنموي ضخم، سيفتح آفاقا واعدة لكافة المناطق الجنوبية للمملكة، على مختلف الأصعدة، سيما منها الاقتصادية والاجتماعية والبنيات التحتية والتجهيزات الأساسية.
وإن هذا النموذج التنموي هو مصدر فخر واعتزاز لكل مغربي، وتأكيد على مغربية الصحراء وعلى المضي قدما في تنميتها في إطار الجهوية المتقدمة التي أرساها الدستور الجديد كخيار للتدبير اللامركزي والمجالي.
واسمحوا لي، السيد الرئيس، إخواني الأفاضل، بأن أقول لكم بأن جهة الشرق تعرف هي الأخرى نهضة تنموية غير مسبوقة بفضل المبادرة الملكية السامية التي أسس لها خطاب 18 مارس 2003، وستكون جهتنا عموما وعمالة وجدة أنكاد على وجه الخصوص جد فخورة من خلال استثمار تجاربتهما وما راكماه منذ هذا التاريخ من معرفة وخبرة ورصيد في المشاريع التنمية، لتضعها رهن إشارة جهتكم، وكذا أن ننهل من تجاربكم التنموية وخبرتكم في العديد من المجالات، وسنعمل جاهدين على تحقيق هذا المبتغى الذي نعتبره واجبا وطنيا، نبحث في أقرب وقت ممكن عن السبل الكفيلة بتنزيله على أرض الواقع.
كما أننا تواقون لنسج علاقات تعاون وشراكة متينة معكم، فالصحراء الحاضرة بقوة في وجدان كل مغربي، نريدها أن تكون حاضرة بقوة بجهة الشرق ذات الخصوصية المميزة والموقع الجيو-استراتيجي، من خلال إنجازات تشهد على حضور ووجود جهة الداخلة وادي الذهب، معنا هنا بعاصمة جهة الشرق، خصوصا في ما يتعلق بالتراث والثقافة الحسانية.
حضرات السيدات والسادة؛
إننا ننتمي إلى وطن واحد ومغرب واحد، هدفنا جميعا تنميته وتحقيق كل ما هو خير له ولشعبه الأبي، تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.
وإننا كلنا مجندون لنكون أول المدافعين عن مغربية الصحراء، التي أكد جلالة الملك حفظه الله في الخطاب الأخير للمسيرة الخضراء بأنه لا حل لها “خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه ومبادرة الحكم الذاتي التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها”.
وفي الختام أجدد شكري وامتناني لجميع إخواننا بمجلس عمالة الداخلة على زيارتهم لنا وأتمنى لهم مقاما طيبا بين أهلهم وذويهم بجهة الشرق.
وفقنا الله لما فيه خير بلادنا تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.