هوية بريس – إبراهيم الوزاني
في حديثه عن مطالب الحقوقيين بإلغاء عقوبة الإعدام، قال الشيخ مصطفى بنحمزة إن “حديث الحقوقيين عن ضرورة إلغاء عقوبة الإعدام، كأننا بنا نتحدث عن مشكلة قائمة تبحث عن حل لها، في حين أن المشكل الحقيقي الذي يعرفه المغرب، هو غياب الأمن والهجوم على حياة أفراده، فنحن أمام جيش مستعد للقتل، يعتدون على الناس لأتفه الأسباب، وهم من نطلق عليهم المشرملين الذين أصبحوا قوة مخيفة في المجتمع، أصابته بالشلل، إذ لم يعد يملك المواطن الجرأة للخروج وحيدا ليلا، وحتى لو تعلق الأمر بالسفر، فبالأحرى أن يكون مصحوبا بزوجته وأفراد عائلته، هذه هي المشاكل التي يجب وضع حد لها”.
وأوضح رئيس المجلس العلمي بوجدة في حوار له مع يومية “الصباح” أن “الواقع الذي أغفل عنه هؤلاء (يقصد المطالبين بإلغاء عقوبة الإعداء)، أن الناس يعدمون بلا قانون وبلا أحكام، من قبيل عصابات عاثت فسادا، ومع ذلك نجد من يسالم أفرادها ويدافع عنهم”.
وأضاف عضو المجلس العلمي الأعلى “حسب اعتقادي أن المطالبة بإلغاء الحكم بالإعدام لا تتماشى مع مبدأ الحق في الحياة، إذ كيف يعقل أن يتورط شخص في قتل الناس، ومع ذلك يطالب بألا يقتل، في نظرك هل هذا منطقي؟
كما أستغرب حديث الحقوقيين عن المساواة للدفاع عن المحكومين بالإعدام، في حين أن جوهرها موجود في القصاص، فعندما نقول: “النفس بالنفي، والسن بالسن..”، فهذه قمة المساواة، ورسالة واضحة أن الفرد يستحق الحياة ما دام لم يعتد على حياة الآخرين”.
كما أكد الشيخ بنحمزة أن “الإعدام، هو ما يقع حاليا من قصف الناس بأسلحة الدمار الشامل والجرثومية والكيماوية، بل حتى الدول التي تتمسك بإلغاء عقوبة الإعدام وبالحق في الحياة، تصنع تلك الأسلحة لقتل الشعوب”.
واعتبر الشيخ بنحمزة أن المطالبين بإلغاء عقوبة الإعدام يتموقعون في الموقع الخطأ إذ يجعلون أنفسهم مكان أقرباء القتلى، والحق عند أولياء المقتول هم من يقرر تنفيذ القصاص في حق القاتل أو العفو عنه.
ومثل لبيان فداحة هذا المطلب، أنهم يدافعون عن أمثال “سفاح تارودانت”، الذي اغتصب أطفالا وقتلهم، وتساءل مستنكرا “هل الضحايا حشرات لا قيمة لهم على وجه الأرض، حتى يقتلوا مرة ثانية بعدم القصاص من قاتلهم؟!”.