بسط السيد محمد صديقي الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات،خلال لقاء ترأسه الأسبوع المنصرم بوجدة مع فلاحي المنطقة حول شجرة اللوز،وضعية القطاع الفلاحي على الصعيد الوطني وجهة الشرق بالخصوص،متطرقا للانعكاسات الاجابية التي نتجت عن مشروع تنمية قطاع اللوز بجهة الشرق،وكانت كلمته على الشكل التالي:
السيد والي الجهة الشرقية،
السيد رئيس الغرفة الفلاحية لجهة الشرق،
السيدة رئيسة التعاون في سفارة بلجيكا بالمغرب،
السيدة الممثلة المقيمة بالمغرب للتعاون التقني البلجيكي،
السادة ممثلي وزارة الإقتصاد والمالية،
السيدات والسادة المديرين،
السادة رؤساء الجمعيات وممثلي الجمعيات المهنية،
حضرات السيدات والسادة،
• أود في البداية أن أنقل إليكم تحيات معالي السيد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، والتنمية القروية والمياه والغابات.
• فباسمه، أود أن أعرب عن سروري و اهتمامي العاليين بالمشاركة اليوم في هذه الندوة التي ستنكب على مناقشة الإنجازات المهمة الي تم تحقيقها في قطاع اللوز والتفكير في سبل تنمية هذه السلسلة. هذا اليوم الدراسي الذي يجمع العديد من الفاعلين (من خبراء و مسؤولين ومهنيين و فاعلين) من مختلف مناطق المملكة، وخصوصا المنطقة الشرقية،للمشاركة وتبادل التجارب و الخبرات في هذا القطاع.
• اتقدم بشكري الجزيل للسيد الوالي و السادة العمال على حضورهم افتتاح هذا اليوم. و امتناني على الدعم الذي يقدمونه لمصالح و زارة الفلاحة في جميع اقاليم و عمالات الجهة الشرقية و وقوفهم على مشاريع المخطط الجهوي الفلاحي.
• أرحب ترحيبا حارا بشركائنا (السفارة والتعاون التقني البلجيكي)من مملكة بلجيكا في المنطقة الشرقية. وأود بهذه المناسبة أن أشيد بالتعاون الممتاز بين المملكتين وخاصة في القطاع الفلاحي والقطاعات ذات الصلة. وقد اتخذ هذا التعاون العديد من الأشكال التي كان لها تأثير إيجابي كبير في دعم استراتيجية التنمية الفلاحية وتنمية المناطق القروية في المغرب.كما سنتعرف اليوم، على الاثار الإيجابية على سلسلة اللوز التي هي موضوع اتفاق للتعاون من خلال مشروع PROFAO في المنطقة الشرقية.
• أود من جهة اخرى أن أرحب بالمهنيين (جمعيات وفلاحين)الذين قدموا من المنطقة الشرقية و المناطق الأخرى المنتجة للوز.
• هذه الندوة، التي تنظم لأول مرة في الجهة الشرقية، هي فرصة غير مسبوقة لإثارة النقاش حول سلسلة اللوز على المستوى الوطني بصفة عامة، وفي الجهة الشرقية بصفة خاصة و التي أعطيت لها أهمية عالية في إطار مخطط المغرب الأخضر، من خلال تنفيذ المخطط الفلاحي الجهوي.
حضرات السيدات والسادة،
• كما تعلمون، فقد جعلت المملكة المغربية من استدامة النظم الفلاحية والغذائية اكثر من أمنية للمستقبل، بل ضرورة الحاضر، من خلال رؤية “مخطط المغرب الأخضر” الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك نصره الله وأيده في سنة 2008، لتنزيل استراتيجية أفقية للتنمية الفلاحية؛ للرفع من الإنتاج والإنتاجية، وتثمين المنتجات الفلاحية واستشراف أسواق جديدة، وكذلك دمج تنمية دخل الفلاحين وخصوصا الصغار منهم،وحمايتهم ضد المخاطر المناخية من خلال التأمين الذي تعمل الوزارة على تعميمه وتنويعه.وبفضل مخطط المغرب الأخضر، عززت بلادنا أمنها الغذائي عبر انفتاح محكم يسمح بتعزيز موقعها واستغلال الفرص المتاحة في الأسواق الدولية.
• و في ضرف 9 سنوات منذ انطلاقه، أثر مخطط المغرب الأخضر،بشكل ملموس على حياة الساكنة القروية من حيث تحسين الدخل و على المستهلك المغربي عبر تعزيز وتنويع تموين السوق الوطني.
• وعلاوة على التأثير المتنامي للقطاع الفلاحي على الاقتصاد الوطني، فإن دوره في تحقيق الاستقرار وتحسين الظروف المعيشية في المناطق القروية أمر بالغ الأهمية.فلقد تغير المشهد الفلاحي ودخلت فلاحتنا في نظام جديد مقاوم و اكثر قدرة على التاقلم و التكيف، كما يتضح من نتائج السنتين الماضيتين.فلقد سجلت سنة 2015 إنتاجا قياسيا للحبوب مع ان كمية الأمطار كانت متوسطة ولكن متوزعة بشكل جيد مما يدل على استخدام التكنولوجيا وتظافر الجهود من طرف المهنيين مدعومين بمواكبة مصالح الوزارة.من جهة اخرى كانت سنة 2016 أكثر المواسم جفافا في تاريخ 50 سنة الماضية، حيث أن إجمالي الناتج الداخلي الخام الفلاحي انخفض بنسبة 7٪ فقط، في حين كان الانخفاض بين 50 إلى 60٪في ظروف مماثلة قبل مخطط المغرب الأخضر. وهذا مؤشر وجيه لتاقلم القطاع الفلاحي.
حضرات السيدات والسادة،
• من أجل تنزيل مخطط المغرب الأخضر، اتخذت الوزارة مقاربة”سلسلة القيمة” كمنهجية وخيارا استراتيجيا لتنمية سلاسل الإنتاج الفلاحي. وهكذا، فقد تم إنجاز عدة مشاريع تهم الأشجار المثمرة، في إطار برامج تنويع الزراعات، كما نسجل بلوغ الأهداف المسطرة منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر.
• وفي هذا الإطار، فإن سلسلة اللوز تحتل المرتبة الثانية على الصعيد الوطني بعد سلسلة الزيتون بمساحة تفوق 166000هكتار منها 135000هكتار في المناطق البورية و 32000 هكتار مسقية. وتتموقع أحواض إنتاج اللوز اساسا في جهات فاس-مكناس، سوس ماسة، و الجهة الشرقية، وهو ما يمثل أكثر من 50٪ من المساحة الوطنية وما يعادل 70٪ من متوسط الإنتاج الوطني.
• ويقدر متوسط إنتاج اللوز غير المقشر في المواسيم الثلاثة الماضية، بنحو 104000 طن، بمردودية متوسطة تقارب 0.8 طن / هكتار. وتتراوح المردودية بين 0.1 طن / هكتار و 9 طن / هكتار وتختلف من منطقة إلى أخرى حسب اهمية الموارد المائية.
• يتم تسويق نصف الإنتاج الوطني من اللوز دون أي تحويل أو تثمين، حيث لايتم تحويل سوى 29٪ فقط من المنتوج والباقي يوجه للاستهلاك الذاتي.
• أما فيما يخص التنظيم المهني للسلسلة، تعتبر الفدرالية المغربية لمنتجي اللوز “FeMaPA”آهم التنظيمات التي جعلت من تطوير هذا القطاع مهمتها الأساسية، من خلال إعادة تأهيل وتوسيع المساحات المزروعة وضمان جودة وتثمين أمثل للإنتاج.
حضرات السيدات والسادة،
• تمثل مساحة الأشجار المثمرة في المنطقة الشرقية حاليا33٪ من المساحة الإجمالية الوطنية، مقابل 28٪ فقط في سنة 2008. و يحتل اللوز حاليا مساحة إجمالية قدرها 24700 هكتار، شهدت تطورا ملحوظا بلغ69٪ بين عامي 2008 (14600 هكتار) و 2017 (24700 هكتار).
• تعتبر الإنجازات مهمة للغاية منذ انطلاق المخطط الفلاحي الجهوي.فإلى جانب ارتفاع المساحات، عرف الإنتاج كذلك نموا بنسبة 13٪ بين عامي 2008 (16000 طن) و 2016 ( 18000 طن)، فيما تم تحسين المردودية ب 67 ٪ بين عامي 2008 (0,6 طن للهكتار) و 2016 (1 طن للهكتار).
• أما فيما يخص خلق فرص الشغل، فقد سجل قطاع اللوز نموا يقدر بأكثر من 85٪ ( أي 270,000 يوم عمل في 2008 مقابل 500,000 في 2016).
• فهكذا يعتبر قطاع اللوز في هذه المنطقة مكونا أساسيا للبرنامج الجهوي الفلاحي من خلال تنفيذ 31 مشروعا في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر،بمساحة إجمالية قدرها 14650هكتار بين عامي 2010 و 2017، باستثمار بلغ 302مليون درهم لصالح 6528مستفيد.
• هذه الإنجازات سوف تمكن من تعزيز الجهود الرامية إلى تحسين دخل الساكنة بما في ذلك صغار الفلاحين والنساء القرويات، وبالتالي، تحسين ظروفهم المعيشية في هذه المنطقة الحدودية .
حضرات السيدات والسادة،
• لي اليقين على أن أشغال وتوصيات هذه الندوة، ستساهم في تعزيز اسس تطوير هذا القطاع ، وسوف نتتبع بكامل الانتباه لخلاصات و توصيات اشغالكم.
• وأخيرا، أود أن أشكر جميع المشاركين في إثراء النقاش ومنظمي هذه الندوة على حسن التنظيم وتوفير شروط نجاحها.
• أتمنى كل النجاح لهذه الندوة من أجل التفكير في سبل تطوير هذا القطاع الواعد للمنطقة الشرقية.
شكرا على اهتمامكم
والسلام عليكم ورحمة الله
الاخبار العاجلة