بمناسبة اليوم العالمي للغابات الذي يحتفى به في 21 مارس من كل سنة، تنظم المديرية الجهوية للمياه والغابات و محاربة التصحر للشرق يومه الأربعاء 15 مارس 2017، قافلة للصحافة لفائدة صحفيي الجهة الشرقية.
هذه القافلة، تندرج في اطار مخطط التواصل والاعلام الذي تعتمده المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، لفائدة الصحفيين من اجل تحسيسهم بمبادئ التدبير المستدام للموارد الطبيعية و الوظائف المتعددة التي تلعبها الغابات الى جانب الجهود المبذولة من أجل تثمين و تنمية الموروث الغابوي.
تلعب الغابات بجهة الشرق دورا حيويا على المستوى البيئي و الاقتصادي و الاجتماعي مع توفير مجالات للترفيه. و بالرغم من احتواءها على ثروة نباتية و حيوانية و تنوع بيولوجي جد مهم، تخضع الغابات بالجهة لضغوط ناتجة بالأساس عن أنشطة الانسان، التغيرات المناخية و متطلبات التنمية.
نظرا لهذه الخصائص و الاشكاليات المطروحة، تجد الجهة الشرقية نفسها في مواجهة خطر التصحر الناجم عن تعدد أشكال التدهور الذي تعرفه البيئة بشكل عام و عن التهديدات التي تتربص بالغابات بصفة خاصة. اذ تتطلب هذه الاشكالية اهتماما خاصا بهدف حماية و توسيع رقعة الغطاء النباتي بالمجال الغابوي.
تعمل المديرية الجهوية للشرق في إطار البرنامج العشري للتنمية الغابوية و محاربة التصحر لجهة الشرق 2015-2024، و الذي يتوافق مع اهداف الاستراتيجية الوطنية للمندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر و المتمثلة في ضبط جريان المياه السطحية و الحد من التعرية بالأحواض المائية، حماية السدود و البنيات التحية العمومية و المساهمة في الحفاظ على التوازن الرعوي – الغابوي لصالح الساكنة المحلية، مع تقوية و تنمية الطاقة الانتاجية للمجال الغابوي و تثمين المساحات المشجرة في اطار مشاريع التهيئة الحضرية. بالاضافة الى المساهمة في تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية.
و في هذا السياق، ترتكز تدخلات المديرية الجهوية للشرق على 5 محاور استراتيجية:
• التجهيز و المحافظة على المجال الغابوي: الى يومنا هذا، تم تامين أزيد من 95% من المجال الغابوي، و برمجة فتح و صيانة المسالك الغابوية على مسافة 1940 كلم، تهيئة نقط الماء، انشاء أبراج للمراقبة و تجهيزات للوقاية من حرائق الغابات، …
•اعادة احياء المنظومات الايكولوجية و محاربة التصحر: قامت المديرية الجهوية ببرمجة أشغال تشجير ما يزيد عن 82.500 هكتار، بما في ذلك من عمليات التشجير، تخليف الغابات، تحسين المراعي، صيانة محيطات التشجير و محاربة زحف الرمال.
• حماية التنوع البيولوجي: و يهم البرنامج مساحة تقدر ب 200 ألف هكتار موزعة على 11 موقع ذو أهمية بيولوجية و ايكولوجية بالجهة الشرقية.
• تثمين الموارد الغابوية، اشراك الساكنة المجاورة في التدبير الغابوي و المساهمة في تحسين ظروف عيشها.
• تهيئة الغابات الحضرية و الشبه الحضرية : يخص هذا البرنامج تهيئة و تجهيز هذه الفضاءات بالبنيات التحتية المخصصة لاستقبال الزوار و تعزيز دور الحزام الأخضر الغابوي المحيط بالمدن، تطوير و تثمين الوظائف الترفيهية للغابات الحضرية، و تحسيس الرأي العام بأهداف حماية و المحافظة على الغابات كمكون رئيسي للبيئة.
على المستوى الاجتماعي : بالإضافة إلى 900 ألف يوم عمل التي يوفرها هذا البرنامج، تستفيد الساكنة المحلية المنظمة في شكل جمعيات أو تعاونيات رعوية من تعويضات عن الحرمان من حق الرعي و الذي تمنحه المندوبية السامية لصالح 18 جمعية موزعة على مساحة 9640 هكتار. و قد وصلت حصيلة التعويضات إلى 2.4 مليون درهم برسم سنة 2016-2017، تستثمر من طرف المستفيدين لإنجاز مشاريع تنموية محلية و أنشطة مدرة للدخل.
الى جانب هذا البرنامج العشري تساهم المديرية الجهوية ايضا في انجاز مشاريع مندمجة للتنمية مع باقي الشركاء المؤسساتيين و المحليين بالجهة الشرقية في اطار تشاركي.
خلال هذه الزيارة الميدانية المؤطرة من طرف أطر المياه و الغابات للمديرية الجهوية للشرق، قامت قافلة الصحافة بزيارة مشاريع التنمية الغابوية و محاربة التصحر على طول المحور “وجدة – جرادة – عين بني مطهر – بوعرفة” و التي تهم :
1- تهيئة الأراضي المتدهورة : لتوعية الصحفيين بالأدوار التي تلعبها الهضاب العليا في المجالات البيئية، الاقتصادية والاجتماعية وأهمية الحفاظ عليها وحمايتها بالاضافة الجهود المبذولة في مجال محاربة التصحر، مع زيارة ميدانية ل:
•محيطات التشجير التي تشكل حزاما أخضرا على طول الطريق المؤدية من عين بني مطهر الى بوعرفة و حاجزا ضد التصحر و زحف الرمال.
•محيطات تحسين المراعي بالنجود العليا و التي تلعب دورا هاما في إعادة تأهيل النظم الرعوية المتدهورة و توفير احتياطات علفية إضافية تساهم في تخفيف الضغط على المراعي الطبيعية.
•محميات البذور التي تشكل خزانا للبذور الرعوية اللازمة للتخليف و تجديد المراعي وتنويع الأصناف العلفية المحلية و كذا الحفاظ على التنوع البيولوجي.
2-الشراكة وتثمين الموارد الطبيعية : زيارة التعاونيات (النسوية و الرعوية والخاصة بالنباتات الطبية و العطرية) التي تستفيد من عقود شراكة مع المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر، لتسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين اشراك الساكنة في التدبير المستدام للموارد الغابوية و تحسين ظروفهم المعيشية من خلال خلق أنشطة مدرة للدخل.
وفي هذا الصدد تجدر الاشارة ان جهة الشرق تتوفر حاليا على 11 تعاونية لاستغلال و تثمين نبتة الآزير مما يساهم في خلق مناصب شغل لأزيد من 500 منخرط و 4.500 من الساكنة المحلية خلال موسم الجني بأقاليم فجيج، جرادة وتاوريرت. بالإضافة إلى التعاونيات النسوية بتندرارة لتثمين الحلفاء والصوف، و كذا التعاونيات الرعوية.
وبهذه المجهودات القيمة والتضحيات الجسلم التي يقوم بها نساء ورجال المياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة،أقدم لهم من هذا المنبر تحية شكر وتقدير.
حساين محمد