كلمة السيد عبد الرزاق الكورجي،الكاتب العام لولاية جهة الشرق عمالة وجدة أنكاد،في الندوة الدولية حول موضوع: “الديبلوماسية الدينية وتحديات الأمن والاستقرار الإقليميين” المنظمة من طرف جامعة محمد الأول بوجدة.
“بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
– السيد رئيس جامعة محمد الأول؛
– السيد نائب رئيس مجلس جهة الشرق؛
– معالي المستشارين والوزراء وضيوف وجدة الكرام؛
– السيد رئيس الرابطة المحمدية للعلماء؛
– السيد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بوجدة؛
– السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة؛
– السيد رئيس مجلس عمالة وجدة أنكاد؛
السيدات والسادة البرلمانيين والمنتخبين؛
– السيدات والسادة عمداء ومدراء المؤسسات الجامعية؛
– السيدات والسادة الأساتذة والباحثين؛
السيدات والسادة ممثلي وسائل الإعلام؛
حضرات السيدات والسادة كل باسمه وصفته.
أود في البداية أن أرحب بكافة السيدات والسادة الحاضرين في هذا الجمع المبارك، سواء المغاربة منهم، أو القادمين من مختلف البلدان الإفريقية والعربية الصديقة والشقيقة.
كما أنتهز هذه المناسبة لأنوه برئاسة جامعة محمد الأول، والقائمين على هذا الملتقى العلمي الهام، على كافة المجهودات التي يبذلوها من أجل تحقيق مزيد من الإشعاع لجامعة محمد الأول وبالتالي لجهة الشرق ، وأثني على حسن اختيار موضوع هذه الندوة، بما له من أهمية بالغة في محيطنا الإقليمي والدولي، ويتعلق الأمر بالدبلوماسية الدينية، التي تعتبر وجها مشرقا من أشكال الدبلوماسية.
وكما يعلم الجميع فإن الدبلوماسية الدينية لبلادنا تعرف حركية واسعة وملفتة خاصة لدى عدد من الدول الإفريقية الصديقة والشقيقة، أو ما يصطلح عليه إعلاميا وسياسيا بأصدقاء المغرب الأفارقة، الذين تربطهم بالمغرب علاقات تضرب في عمق التاريخ وتنبني على الاحترام والتقدير والتعاون المشترك.
حضرات السيدات والسادة؛
إن الزيارات الملكية الميمونة للعديد من الدول الإفريقية وبعدها التنموي والديني والإنساني لخير شاهد على تطور التعاون بين بلدان القارة الإفريقية في إطار التعاون جنوب جنوب، وعلى الوعي المشترك على قدرة دول إفريقيا على تطوير نفسها بنفسها والاعتماد على ذاتها وإمكاناتها الخاصة لتستدرك تأخرها وتلحق بركب التقدم.
إن الأهمية التي أضحت تحظى بها القارة الإفريقية لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده ومعه كافة الشعب المغربي، أصبحت تجسد اليوم على أرض الواقع من خلال العديد من المبادرات والبرامج والاتفاقيات الاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بالدفع بعجلة النمو، وفك ارتهان القارة وارتباطها واتكالها على الدول الغربية ، من خلال تعزيز التعاون جنوب-جنوب، الذي أكد جلالة الملك على أهمية القصوى في عدة مناسبات.
حضرات السيدات والسادة؛
إن ما يتميز به المغرب في المجال الديني باعتبار جلالة الملك أميرا للمومنين، والنموذج الديني المتفرد الذي يعتمد الوسطية والاعتدال وإشاعة قيم التسامح والتآخي بين الشعوب والحضارات، جعلت بلادنا تتبوأ مكانة خاصة ومتميزة بين دول العالم، تسعى العديد منها أن تنهل من مرتكزات هذا النموذج من خلال تكوين الأئمة والوعاظ والمرشدين والقيمين الدينيين بهذه البلدان وتبادل الزيارات بين علمائها وعلماء المغرب.
وللتذكير فإن الامتداد الروحي للمغرب في إفريقيا على وجه الخصوص يرجع إلى عدة قرون من خلال الزوايا والطرق الصوفية المغربية المتجذرة في هذه البلدان والتي تضفي على العلاقات مع شعوب وحكومات الدول الإفريقية بعدا أكثر قوة، تنضاف إلى ذلك مختلف المبادرات الرامية إلى تمويل والإسهام في بناء المساجد بعدد من الدول الإفريقية، و توزيع أعداد كبيرة من المصحف المحمدي الشريف، إلى غير ذلك من أشكال التعاون في المجال الديني.
وموازاة مع ذلك، فإن إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بتاريخ 25 يونيو 2015، يشكل لبنة أخرى تروم توحيد جهود علماء المغرب وباقي الدول الإفريقية لخدمة كل ما يهم الدين الإسلامي الحنيف، والحفاظ على وحدته وصد التيارات المتطرفة، وحماية العقيدة الإسلامية السمحة والوحدة الروحية للشعوب الإفريقية، ومد جسور التعاون وتبادل الخبرات، وتعزيز الروابط التاريخية والدينية والحضارية بين بلادنا وباقي البلدان الإفريقية.
حضرات السيدات والسادة؛
إن عالم اليوم، وخصوصا منه العالم الإسلامي والقارة الإفريقية، محتاجون، أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون وتكثيف الجهود من أجل دحض التيارات التضليلية والأفكار الهدامة التي تحض على العنف والكراهية والتطرف والإرهاب.
وإذا كان للمقاربة الأمنية دورها في هذا الشأن، فإنها وعلى الرغم من أهميتها، ليست كافية، وبذلك يتعين أن تتعزز بكافة الجهود التي تهدف إلى تعزيز الأمن الروحي، خصوصا في ظل تنامي خطابات ومحاولات التحريض والتطرف والإرهاب.
لذا فإن للدبلوماسية الدينية دور كبير في هذا الخصوص، وفي استكمال الدبلوماسية الرسمية والمؤسساتية، من خلال تكثيف التعاون والتعاضد واللقاءات الرسمية والمؤسساتية والفكرية، التي يندرج ضمنها هذا الملتقى العلمي الذي يلامس مختلف تمظهرات وتجليات هذه الدبلوماسية.
وفي الختام، أتمنى لضيوفنا مقاما طيبا، وأن تكلل أشغال هذا الجمع المبارك بالتوفيق والنجاح.وفقنا الله لما فيه خير بلادنا، وخير بلدان القارة الإفريقية، تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده”.