تكريسا للتوجهات الملكية بخصوص التنشئة الثقافية والمعرفية للطفل المغربي والرامية إلى تمكينه من تعليم حداثي يحترم الثوابت الوطنية ويحصن الشخصية المغربية من الاستلاب والتنكر للقيم، نظمت الجمعية المغربية للتعليم الأصيل الجديد لجهة الشرق بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق يوما درسيا حول التعليم الأصيل تحت شعار “التعليم الأصيل دعامة أساسية لتحقيق الإنصاف والارتقاء بجودة التربية والتكوين يوم الأربعاء فاتح مارس 2017، وقد جاء في الكلمة الافتتاحية للأكاديمية شكر وترحيب بالحضور الكرام كل باسمه وصفته، وعلى رأسهم العلامة الدكتور الشاهد البوشيخي المنسق الوطني لجمعيات العلماء المتابعة لملف التعليم الأصيل الجديد.
إن النهج التواصلي الذي ما فتئت الأكاديمية تنهجه وتمارس أنشطتها في ضوئه وعلى هداه والمتمثل في إفساح المجال أمام المبادرات التربوية الهادفة والجادة التي تعرب عنها بين الفينة والأخرى جمعيات المجتمع المدني الهادفة إلى الرفع من المردودية الدراسية لتلامذتنا، ومنها الجمعية المغربية للتعليم الأصيل الجديد لجهة الشرق التي تربطها بالأكاديمية اتفاقية شراكة وتعاون. وفي هذا السياق يكون هذا اليوم الدراسي حول التعليم الأصيل الجديد فرصة لتأمل وضع وواقع هذا النوع من التعليم الذي راهن دائما على تحقيق مجموعة من الأهداف المرتبطة بالهوية الإسلامية والخصوصية الثقافية، وكذا تكريس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته والتربية على المواطنة والتشبع بروح الحوار والتسامح وقبول الاختلاف، صون وحدة البلاد وحمايتها من كل أشكال التفسخ والتفكك والتطرف والتفرقة العنصرية. هذه المحاور كلها تؤكد جدوى هذا النوع من التربية والتكوين، وأهميته في تأكيد خصوصية الإسلامية للمغرب، والحرص على استمرارية هذه الخصوصية في ظل تصور جديد لهذا النوع من التعليم باعتباره قسيما ومكونا من مكونات النظام التربوي العام.
وكانت الكلمة الثانية للعلامة الدكتور الشاهد البوشيخي فرصة للتعرف على هذا النوع الجيد من التعليم االرسمي العام التابع لوزارة التربية الوطنية في صورته الجديدة وفرصة لتعميم خيره العظيم، بما أن ربما هذا اللقاء هو الأول بهذا الشكل لابد من الإشارة إلى هذا التعليم الأصيل عمره 17 عاما، جمعيات علماء المغرب عينت لجنة تمثلها في متابعة هذا الملف الذي مر بمراحل إلى أن وصل إلى التعليم الأصيل الجديد الذي هو في الأصل تعليم عام مع زيادة ختم القرآن، فالتلميذ يختم القرآن كله وليس مطالبا بحفظه لأن الهدف هو الختم والأستاذ في التعليم الأصيل مطالب بتقديم المادة للطفل بحسب مستواه. حتى يعلم التلميذ تلك الكليات الضخمة التي يتحدث عنها القرآن لأنها إن استقرت في قلبه تعصمه بكثير من البلايا التي تواجه في حياته، وبعد ذلك كانت الكلمة للأستاذ عبدالرزاق العمراني رئيس قسم التعليم الأصيل بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني حيث أشار إلى أن تنظيم هذا اليوم الدراسي يعكس طموح اللجنة الجهوية المشتركة للتعليم الأصيل بأكاديمية جهة الشرق، إلى أن يتبوأ التعليم الأصيل الجديد باعتباره قسيما للتعليم العمومي وقطبا ضمن الأقطاب لتي تنتظمها المنظومة التعليمية بالمملكة المغربية مكانته اللائقة في سياق الحراك التعليمي الجديد، الذي أرست أسسه وحددت مستلزماته الرؤية الاستراتيجية 2015/2030 في أفق تجسيد مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء وذلك انطلاقا من اقتناعها الراسخ (أي اللجنة) بامتلاك التعليم الأصيل، بفضل اختارته وخصوصية منهاجه لمقومات الإسهام الفعال في الوفاء بتحقيق تلك الأهداف. وأضاف الأستاذ في كلمته أن التعليم الأصيل الجديد بإمكانه أن يستجيب بتفوق ونجاعة لمطلب تجسيد “نموذج بيداغوجي قوامه التنوع والانفتاح والملاءمة والابتكار” وكانت مداخلة مجموعة مدارس القلم الخصوصية بأكادير عبارة عن شريط فيديو قدمت فيه تجربة المدرسة في احتضنها للتعليم الأصيل الجديد وقد كانت تجربة متنوعة بين مسابقات حفظ القرآن تجسيد موسم الحج وطوافه وكذا تجسيد ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة. بعد ذلك إنطلقت أعمال الورشات حيث توزع الحضور إلى ثلاث وشات، الأولى خاصة بإرساء التعليم الأصيل الجديد وتوسيع قاعدته بجميع مديريات الجهة الشرقية وخاصة البنية التحتية والموارد البشرية وترأسها المدير الإقليمي لمديرية وجدة أنجاد ، الورشة الثانية خاصة بمتابعة برامج التعليم الأصيل الجديد، النظر في الجوانب البيداغوجية للتعليم الأصيل الجديد من حيث طرق التدريس، المقررات، وتكوين الأساتذة، والورشة الثالثة والأخيرة ارتكزت على شراكات التعليم الأصيل.واختتم اليوم الدراسي بتقديم جملة من التوصيات منها وعد والتزام من المديريات الإقليمية على إرساء التعليم الأصيل الجديد وتوسيع قاعدته بالمؤسسات التابعة لها على أن تمنح لها فرصة للتشاور والتنسيق مع المصالح التابعة لها مصلحة التخطيط مصلحة الموارد البشرية ومصلحة الشؤون التربوية، كما تم الإجماع على توطين التعليم الأصيل الجديد ضمن مصلحة الشؤون التربوية، على أن تكون هناك عمليات مكثفة للتعبئة والتحسيس والمواكبة لضمان نجاح التجربة.
إعداد:حساين محمد