الدبلوماسية الملكية تفك “العقدة التاريخية” للمغرب مع إفريقيا الشرقية

24 أكتوبر 2016آخر تحديث :
الدبلوماسية الملكية تفك “العقدة التاريخية” للمغرب مع إفريقيا الشرقية

fb_img_1477342498197
لاول مرة منذ اعتلائه العرش، يقوم الملك محمد السادس بزيارة إلى دول شرق إفريقيا من أجل تطوير علاقات المغرب مع هذه البلدان، في وقت كان يركز فيه على العلاقات الاقتصادية والسياسية، وحتى الثقافية، مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والغرب الإفريقي.

ويبدو أن المدخل الاقتصادي سيكون أبزر آليات التحرك المغربي نحو الشرق الإفريقي، وهو ما برز خلال الأنشطة الرسمية التي قام بها الملك محمد السادس خلال زيارته إلى رواندا؛ حيث تم التوقيع على 19 اتفاقية، من بينها اتفاقيات حكومية، وأخرى للفاعلين الاقتصاديين والقطاع الخاص بالبلدين. وتهم هذه الاتفاقيات قطاعات مختلفة شملت الفلاحة والإسكان والتكوين المهني، والقطاع المالي والضريبي والبنكي، والتكنولوجيات الجديدة، والملاحة الجوية، والسياحة، والطاقات المتجددة؛ وذلك من أجل تعزيز الإطار القانوني الذي يؤطر التعاون بين البلدين.

توجه المغرب نحو الشرق الإفريقي، وتحديدا تجاه البلدان الأونغلوساكسونية في القارة، يواجه عددا من التحديات، خاصة في ما يرتبط باعتراف مجموعة من هذه الدول بـ”الكيان الوهمي” لجبهة البوليساريو.

في هذا الإطار، يرى الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية أحمد نور الدين أن المغرب يواجه على الخصوص تحدي سحب هذه الدول اعترافها بالكيان الوهمي؛ ذلك أنه من أصل 54 دولة في القارة الإفريقية، توجد 13 دولة لا تزال تعترف به، أغلبها ينتمي إلى منطقة شرق إفريقيا، في حين إن الملك محمدا السادس، وخلال رسالته الموجهة إلى القمة الإفريقية الأخيرة بكيغالي، دعا إلى ضرورة تصحيح الخطأ التاريخي بعد الاعتراف بـ”الدولة الصحراوية”.

أما التحدي الثاني، بحسب نور الدين، فهو اقتصادي محض، ويسير في صالح المغرب، من خلال العمل على تحقيق تنمية اقتصادية؛ ذلك أن منطقة شرق إفريقيا يصل عدد سكانها إلى 300 مليون نسمة، كما أنها أكثر دينامية من الناحية الاقتصادية بعد جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى تركز عدد من الأنشطة الاقتصادية هناك لدول مثل الصين والهند.

وتابع الخبير في الشؤون الإفريقية أن المغرب يتوفر على عدد من الشركات التي لها تجربة كبيرة في مجالات هامة كالفوسفاط والأبناك والبناء والأدوية والاتصالات، ويمكن الاستفادة من نسب النمو التي تحققها دول شرق إفريقيا، مستشهدا على ذلك بمضاعفة التجاري وفا بنك لأرباحه من خلال فروعه بإفريقيا.

أما عن مسألة منافسة قوى اقتصادية إفريقية للمغرب في هذه المنطقة، خاصة جنوب إفريقيا ونيجيريا، أوضح أحمد نور الدين أن المبادلات التجارية بين شرق إفريقيا وباقي الدول الإفريقية لا تتجاوز 14 في المائة، ما يعني أن المغرب لن يكون منافسا لأية دولة بالقارة، في حين إن الاقتصاد النيجيري هو اقتصاد أحادي يعتمد على البترول فقط، ما يجعل هذا البلد يبحث عن استثمارات.
هسبريس
fb_img_1477342498197

الاخبار العاجلة