صوصي علوي: الانزلاقات السياسية تهدد استقرار وتماسك المغرب

23 سبتمبر 2016آخر تحديث :
صوصي علوي: الانزلاقات السياسية تهدد استقرار وتماسك المغرب

alaoui_176996529
حذر أمين صوصي علوي، الأستاذ الباحث في مجال صناعة الرأي العام، من انقسام المجتمع المغربي إلى تيارين؛ أولهما يقوم على المرجعية الدينية، وآخر علماني يريد أن يبعد الدين عن الشأن العام؛ وذلك بمناسبة الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر المقبل.

وقال صوصي علوي، في ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام، اليوم الجمعة بالرباط، بعنوان “المشهد الانتخابي لاقتراع 7 أكتوبر”، إن “تردي الخطاب السياسي يخلق مشاكل غير واقعية، لكنها تصبح واقعا قسريا على المواطن”، محذرا مما أسماه “الخطاب العدائي الذي يمكن أن يحول المجتمع إلى جبهتين، يحارب بعضهما بعضا”.

ونبه الأستاذ الباحث في مجال صناعة الرأي العام، في الندوة ذاتها، إلى أن “استسهال هذا الأمر قد يجعل الواقع المغربي قابلا للاشتعال”، مشيرا إلى أن “مراكز الدراسات والأبحاث وصناعة الرأي في الخارج تستعمل معطيات وأرقام لدفع الرأي العام إلى توجه معين؛ وهو ما لم يستثن منه المغرب”.

“المغرب تأثر بهذا الواقع، ما أنتج صراعات وهمية يعيشها المواطن، أنتجت خوفا مجتمعيا يمكن أن يؤدي إلى انقسام المملكة إلى قسمين، أولهما يتركز حول الدين، والآخر حول تطرف علماني يعادي الدين”، يقول الباحث ذاته، الذي أبرز أن هذا الواقع “سينتج انزلاقات خطيرة تهدد تماسك المجتمع المغربي”، مضيفا: “لذلك على الأحزاب ألا تستغل هذا الظرف الانتخابي لسلك هذا الوضع السهل، الذي يشكل خطرا على المجتمع”.

وأكد الأستاذ الجامعي في فرنسا أن “الخطاب الحالي الذي تعرفه الساحة السياسية، من قبيل مواجهة أخونة الدولة، يخرج الحالة المغربية من الاستثناء الذي تعيشه إلى حالة أخرى لا يمكن التحكم فيها”، مبرزا أن “صورة المغرب تحتاج إلى من يحافظ عليها ويدفع بها نحو التحسن”.

وحول طبيعة الصراع السياسي في المملكة، والذي يعتمد على الإعلام بشكل رئيسي، قال صوصي علوي: “السلوك الموجود في المغرب سلوك دولي، وهو إيقاع فرضته آليات “البروباكندا” العملاقة، لأن الصورة وتناول القضايا الكبرى تحددهما المؤسسات الكبرى التي فرضت هذا النمط على المؤسسات الصغرى”، مسجلا أن “الوسائل التي تشتغل في المجال الرقمي ليست بعيدة عن هذا الحقل، ومنها ما يتعامل مع دول كبرى، وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأوضح الباحث في “البروباكندا”، في هذا الاتجاه، أن “المغرب ليس بعيدا عن هذا الجو”، وأن “هذه الآليات تقوم على الفوضى الخلاقة”، مبرزا أن “هذه الفوضى كسرت أفقية السمعي البصري، وخلقت حرية وهمية؛ لأن تداول المحتوى غالبا ما يكون نتيجة ضغط وانتقاء بعناية”، حسب تعبيره.

صوصي علوي، وبعدما أكد أن الدارسين لـ”البروباكندا” يبعدون الشأن الداخلي عن السياقات الدولية، قال: “نحن نعيش زمن تردي الخطاب السياسي، بسبب الخروج من القطبية وتفرد الولايات المتحدة بالإعلام، والمفاهيم.. تمت أمركة الشأن السياسي العالمي”، معتبرا أن هذا الوضع “أنتج نوعا من الشعبوية، واللعب بالجمهور، وهو ما يتم التخطيط له عن طريق مكاتب دراسات”.

وفي هذا الصدد، قال صوصي علوي: “المغرب متأخر في هذا الشأن، وهو أمر إيجابي؛ لأن أمركة العالم لا تأخذ إلى الخير دائما”، منبها إلى أن “هناك إسقاطات على المشهد السياسي، بمساهمة من وسائل الإعلام، عن طريق تركيز انتباه المواطنين على بعض القفشات والفضائح؛ وهو ما أخرج المشهد السياسي من جديته”، على حد قوله.
هسبريس – محمد بلقاسم
alaoui_176996529

الاخبار العاجلة