احتضن المركز الوطني للتخييم بالسعيدية،يوم الأربعاء 20 أبريل 2016، فعاليات اليوم التحسيسي لمقاربة ظاهرة الشغب داخل الملاعب الذي نظمته المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بتعاون مع مصالح عمالة إقليم بركان، تحت شعار ‘‘ لا للشغب، نعم للتسامح، معا لترسيخ قيم المواطنة ‘‘ وقد ترأس فعاليات هذا اليوم، السيد عبد الحق حوضي، عامل الإقليم، وذلك بحضور حوالي 1000 مشارك يمثلون المجالس المنتخبة والسلطات المحلية والإدارية وفعاليات المجتمع المدني وبعض الجمعيات الرياضية إضافة إلى رواد المخيم من فئة اليافعين .
ويأتي تنظيم هذا اليوم التحسيسي الأول من نوعه في سياق تنامي ظاهرة الشغب في الملاعب الوطنية، ومحاولة مقاربة هذه الظاهرة من زوايا مختلفة رصدتها ثلة من الشخصيات التي أغنت برنامج هذا اليوم التحسيسي بمداخلات قيمة، ويتعلق الأمر بما يلي:
مداخلة فضيلة الدكتور محمد حباني ، رئيس المجلس العلمي المحلي ببركان حول موضوع شغب الملاعب : العلاج وسبل الإحتواء.
مداخلة الأستاذ محمد قرطيطي، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم حول موضوع تداعيات وانعكاسات شغب الملاعب على المشهد الرياضي.
مداخلة الدكتور عبد الله العلوي أبو إياد، أستاذ بالمعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة، حول موضوع عنف الملاعب بين نصوص القانون ومتطلبات التحصين والعلاج ، مقاربة سيكوقانونية.
مداخلة الأستاد محمد بويولي، نائب وكيل جلالة الملك لدى المحكمة الإبتدائية ببركان حول موضوع ظاهرة الشغب من منظور قانوني.
مداخلة العميد رابح الداودي، ممثل المصالح الإقليمية لأمن بركان حول موضوع الإجراءات المتخذة من طرف المصالح الأمنية للحد من ظاهرة الشغب.
مداخلة ريس عصبة الشرق لكرة القدم حول موضوع الإجراءات المتخذة من طرف الجامعة الملكية المغربية لمواجهة شغب الملاعب.
هذا وقد أجمعت هذه المداخلات، التي تناولت الموضوع في أبعاده السلوكية والنفسية والقانونية والدينية، على أن هذه الظاهرة التي تعد ظاهرة جديدة وغريبة عن ثقافتنا وتقاليدنا وأجوائنا الاحتفالية والفرجوية في الفضاءات الرياضية، قد أخذت أبعادا خطيرة، إذ أصبحت تشكل خطرا يهدد تطور كرة القدم وروحها التنافسية، ولكون الشغب لم يعد يقف عند حدود الملاعب الرياضية ٬ والمساس بممتلكات الغير خارجها٬ بل يتعدى ذلك كله إلى إزهاق أرواح بريئة، فضلا عن مساسه بالأمن العام وهو ما يدعونا جميعا لطرح أكثر من سؤال عن الأسباب والدواعي الحقيقية لمثل هذه السلوكات وبحث مكامن الخلل وسبل معالجتها.
كما خلصت هذه المداخلات إلى أن المقاربتين القانونية و الأمنية غير قادرتين لوحدهما على استئصال جذور هذه الظاهرة، وأن الأمر يستدعي العمل وفق مقاربة شمولية.
وفي هذا السياق ينبغي التأكيد على العناية الخاصة التي توليها السلطات الإقليمية والمحلية والأمنية لموضوع الشغب داخل ملاعب مدينة بركان وذلك بتبني إستراتيجية محددة المعالم وتشكيل لجنة إقليمية تحرص على عقد إجتماعات تستهدف اتخاذ كافة الترتيبات الأمنية الإستباقية قبل وخلال وبعد إجراء المقابلات، ضمانا لسلامة الجمهور الرياضي وحفاظا على ممتلكات الأفراد.
و من أهم التوصيات التي خلصت إليها هذه الندوة:
* ضرورة التركيز على عنصر التربية داخل المؤسسات التعليمية باعتماد برامج تتناول هذا الموضوع، والاهتمام في نفس الوقت بالتربية خارج هذه المؤسسات بمساهمة الجمعيات، وذلك بهدف تكريس قيم التسامح والاحترام وتمكين الناشئة من اكتساب مهارات لولوج معترك الحياة والعيش بتوازن مع باقي أفراد المجتمع.
* فتح قنوات التواصل بين الأفراد.
* إعداد برنامج وطني للتربية على قيم المواطنة، وتعزيز هذا البرنامج ببرنامج محلي يروم إعداد إستراتيجية محلية تجعل من الرياضة قاطرة للتنمية.
* تنظيم لقاءات محلية تعكف على دراسة هذه الظاهرة.
وقد تميزت فعاليات هذا اليوم التحسيسي بتنظيم معرض لرسومات تعبيرية حول ظاهرة شغب الملاعب، كما تميز البرنامج أيضا بتنظيم حفل فني وتربوي من تنشيط أطفال المخيم تمثل في عرض لوحة إيمائية تعبيرية وأناشيد ووصلات شعرية وعرض مسرحي.
وقد توج هذا اليوم بتوقيع اتفاقيتي شراكة الأولى من نوعها على الصعيد الوطني للتصدي لظاهرة الشغب، الأولى وقعت بين المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والثانية وقعها كل من السيد عامل إقليم بركان والمديرة الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة ببركان والكاتب العام لنادي النهضة الرياضية البركانية لكرة القدم والكاتب العام للجامعة المغربية لكرة القدم ورئيس عصبة الشرق لكرة القدم، كما أختتم هذا اليوم بتقديم بعض الهدايا الرمزية للمشاركين وتوزيع جوائز على الفائزين في مسابقة الرسم وتكريم بعض الموظفين التابعين للمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة والذين أحيلوا على التقاعد وذلك اعترافا بتفانيهم إبان حياتهم الوظيفية. كما تمت تلاوة برقية الولاء المرفوعة باسم المشاركين في أشغال هذه الندوة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.