لماذا يزعجهم مصطفى بنحمزة؟

29 فبراير 2016آخر تحديث :
لماذا يزعجهم مصطفى بنحمزة؟

DSC06931
كل المؤشرات تثبت أن القادم من الأيام ستعرف حربا إعلامية ضد معلمة المغرب الدكتور مصطفى بنحمزة، شخصية عصية على الفهم والترويض… استطاعت أن تجمع بين العديد من الأطياف الفكرية والمعرفية والسياسية، وأن تقدم الإسلام الحقيقي بالفرادة المغربية المؤسسة على عناصرها الثلاثة دون غلو أو تطرف، فكان المخرج هو سيادة جو من الاعتدال الفريد بالجهة الشرقية بالرغم من حساسيتها الجغرافية والسياسية (الجهة من أقل المناطق تواجدا للمتطرفين الذين يرحلون للقتال في سوريا أو العراق حسب الإحصائيات الرسمية)…

وكان المخرج هو انصهار المفكر والأكاديمي في الهموم اليومية للمجتمع والتفكير الإجرائي في قضاياه (ومن هنا ظهور مشاريع اجتماعية وفكرية رائدة وطنيا ودوليا)… وكان المخرج هو وحدة المشروع الوطني التي آمن بها العلامة بنحمزة وتوحدت في دائرته الاختلافات السياسية والحزبية…

لذا فهو مزعج لهم. مزعج لإيمانه حتى النخاع بمشروعه ودفاعه الدائم عن لغة الضاد، فكلنا يتذكر الحروب التي خاضها ضد الفرنكفونيون في المجلس الاقتصادي والبيئي، وحروبه الصادحة ضد مشروع التلهيج، وضد كل مس بلغة القرآن بنفس الدفاع عن هوية الوطن وثوابته. لذا كان من المنتظر أن يستفيق فيلق التحكم ليهاجم العلامة بنحمزة خاصة بعد التغييرات التي عرفها حزب التحكم وطنيا، مادام الشيخ يشكل حصنا ضد تسرب هذا التيار إلى دوائر العلم الشرعي، وجدارا ضد شرعنته محليا ووطنيا.

وآخر صيحات الهجوم وفي نفس الأسبوع أمران:

ينشر موقع من المواقع المتناثرة خبرا مفاده أن الشيخ هاجم الأستاذ عصيد في اجتماع تم عقده يوم الأحد 21 فبراير بالمجلس العلمي لوجدة، بهدف تقييم أداء الأئمة والمرشدين في الجهة الشرقية للمملكة،

وفي نفس الوقت يسرب “أصحاب الحال” شريطا قديما لدروس الأستاذ لأكثر من عشرين سنة، عقدين من الزمن في سياق مختلف ومقصد مختلف يؤولونه على أنه هجوم على الأمازيغية. ويتسارع المقتاتون على مائدة التحكم لترديد الكلام دون حتى سماع الشريط.

فحين استضافته في بيته العامر بوجدة للدكتور أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والأستاذ محمد الشامي رئيس كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب في لقاء أخوي راق وبحضور العديد من أعيان المدينة، سألني أحد الأساتذة عن رأيي في مخرجات اللقاء، فقلت أن جوهر اللقاء هو الانتماء الوحدوي للوطن، وأن الجواب من قبل فيالق التشظي سيأتي فيما بعد، لأن مشروع بنحمزة الوحدوي مزعج لعقول تقزيم الهويات.

لذا يبدو أن الشيخ مزعج وسيظل مزعجا لكل فيالق التحكم والتشظي. لكن لهؤلاء نقول: سيبقى مشروع بنحمزة وتندثر كل مشاريع التجزئة بأي لون اصطبغت وبأي لباس تدثرت. لأنه ببساطة مشروع المغرب في حقيقته.
د. فؤاد بوعلي

الاخبار العاجلة