و.م.ع
تضم جهة الشرق، فضلا عن إقليم بركان الذي يعتبر المنتج الرئيسي للحوامض بالجهة، مناطق أخرى لزراعة حوامض ذات أهمية كبيرة؛ منها سهل صبرا بإقليم الناظور.
ويمتد هذا السهل الخصب، الذي يتواجد على مستوى جماعة أولاد ستوت، المحاذية لمدينة زايو، على مساحة تقارب 5600 هكتار، وتهيمن عليه زراعة الحوامض، التي تغطي حوالي 55 في المائة من هذه المساحة المسقية.
ويتعلق الأمر بـ 3100 هكتار مخصصة لهذا النوع من الأشجار، الموزعة على 1100 هكتار خاصة بالفواكه الصغيرة، و2000 هكتار مخصصة لبرتقال “نافيل”.
وتتميز زراعة الحوامض في سهل صبرا بتنوعها، حيث يتم إنتاج العديد من الأصناف؛ وعلى رأسها “نافيلينا”، الذي يتميز بعدة خصائص، لاسيما النضج المبكر؛ حيث تبدأ عملية جني المحصول مع مطلع يناير حتى نهاية فبراير، وكذلك بمردوديتها العالية التي قد تصل إلى 40 طن في الهكتار.
وأكد أحمد العمراني، مهندس متخصص في الهندسة القروية بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، في تصريح للقناة الإخبارية (24 M) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التنوع يحظى باهتمام كبير لدى الوسطاء والتجار، لأنه يلقى إقبالا كبيرا من قبل المستهلك، بالنظر إلى خصائصه الغذائية، ومذاقه اللذيذ وجودته العالية.
وأشار أيضا إلى مساهمة زراعة الحوامض على مستوى سهل صبرا المسقي في الدينامية الاقتصادية للجهة عبر خلق فرص شغل تصل إلى ما يناهز 246 ألف يوم عمل سنويا.
وأضاف السيد العمراني، أن هذه المنطقة تساهم أيضا في الإنتاج الإجمالي للحوامض بالجهة، بحجم إنتاج يتوقع أن يصل إلى 50 ألف طن هذه السنة، وذلك بفضل التدبير الجيد للموارد المائية، علما أن حصة كبيرة من مياه الري موجهة لزراعة الحوامض.
وتجدر الإشارة إلى أن الإنتاج من الحوامض، على مستوى حوض ملوية، من المرتقب أن يصل، خلال الموسم الفلاحي 2021 – 2022، إلى نحو 460 ألف طن، وذلك وفقا لأرقام صادرة عن المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق.
وسجل حجم الإنتاج المرتقب زيادة بنسبة 10 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي، مكونة من 205 ألف طن من الكليمنتين، بمردودية تقدر ب 20,10 طن في الهكتار، و159 ألف طن من النافيل، بمردودية تقدر ب 24,8 طن في الهكتار.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه التقديرات تبقى رهينة بالظروف المناخية التي ستعرفها المنطقة في الأيام والأسابيع القادمة وذلك علاقة بالتساقطات المطرية وتحسن مخزون المركب المائي من مياه السقي.
وفي هذا الصدد، ولمواجهة الظروف المناخية الصعبة، وشح المياه على صعيد المركب المائي لملوية، اتخذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، عدة إجراءات لعقلنة تدبير توزيع مياه السقي؛ من بينها ترشيد توزيع حصص مياه السقي بمختلف مناطق الإنتاج التابعة للدائرة السقوية لملوية؛ وذلك بتزويد المنتجين بمياه السقي خلال أهم مراحل نمو الأغراس والفاكهة.
وتهم هذه الإجراءات أيضا التشغيل المستمر لمحطتي الضخ بالضفتين اليمنى واليسرى لملوية، علما أن المساحة المسقية بالري بالتنقيط، التي تمثل 80 في المائة من مجموع المساحة المغروسة بالحوامض، تتواجد بها أحواض لتخزين المياه؛ مما يساعد على تنظيم محكم لعملية السقي.
وبالنسبة للدائرة السقوية لملوية، فقد بلغت المساحة المغروسة بالحوامض 21.600 هكتار؛ مكونة من 65 في المئة من الفاكهة الصغيرة. وتمثل هذه المساحة 17 في المئة من المساحة الوطنية المغروسة بالحوامض.
ولقطاع إنتاج الحوامض آثار جد إيجابية في تنمية الاقتصاد المحلي والوطني، على مستوى هذا الحوض المسقي، حيث يدر قيمة مضافة تقدر بـ 1,2 مليار درهم، التي تمثل 23 في المائة من القيمة الإجمالية للقطاع النباتي؛ مما يمكن من توفير ما يزيد عن 2,8 مليون يوم عمل سنويا على صعيد الضيعات ومحطات التلفيف. هذا بالإضافة إلى مساهمته في جلب العملة الصعبة.