و.م.ع
ألقى مدير الخزانة الملكية بالرباط، أحمد شوقي بنبين ، اليوم الأربعاء، الدرس الافتتاحي الأول للمركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية تحت عنوان “الكتاب العربي المخطوط في دول إفريقيا جنوب الصحراء”.
ويعلن هذا الدرس الافتتاحي عن الانطلاقة الفعلية لهذا المركز الذي تم إنشاؤه حديثًا داخل جامعة محمد الأول بوجدة، والذي يهدف إلى أن يكون فضاء للبحث الأكاديمي المتخصص في الموضوعات المتعلقة بالقارة الأفريقية، في أفق تعزيز البحث الإفريقي وتعزيز مهارات الأطر والباحثين المتخصصين في هذا المجال.
واعتبر السيد بنبين، في محاضرة الدرس الافتتاحي، أن موضوع الكتاب العربي المخطوط في إفريقيا جنوب الصحراء يعتبر “أرضا بكرا” غير مكتشفة بالرغم من جهود الباحثين، ولا سيما المستشرقين الغربيين، التي تم بذلها على مدى العقود الماضية.
وأشار في المقام الأول إلى أنه يجب الحديث عن “كتاب مخطوط” وليس عن مجرد “مخطوط”، بالرغم من أن هذه التسمية الأخيرة تعتبر عامة، موضحا أن الكتاب العربي المخطوط يشكل جزءا من التراث العربي المخطوط الذي يعد أغزر وأكبر تراث في العالم، لعدة أسباب من بينها على الخصوص انتشار رقعة الإسلام واللغة العربية وشيوع استعمال الحرف العربي لكتابة لغات الشعوب الإسلامية.
وأضاف المحاضر أن هناك عددا من مناطق الظل في تاريخ الكتاب العربي المخطوط بدول إفريقيا جنوب الصحراء، معربا عن الأسف لغياب أي مشروع مشترك بالعالم العربي لدراسة ونشر هذا التراث، المهدد بالاندثار والذي لم يحظ بذات القدر من الاهتمام الذي أولاه المستشرقون والباحثون للكتاب العربي المخطوط بشمال إفريقيا.
في كلمة بهذه المناسبة، توقف رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، ياسين زغلول، عند أهمية هذا الدرس الافتتاحي الذي يتماشى مع نشاط المركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية، الذي يعتبر فضاء أكاديميا يروم المساهمة في تقوية المبادرات المغربية الموجهة نحو القارة الإفريقية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وسجل أن اللقاء مناسبة للإشادة بالمبادرات المتخذة في هذا السياق وفق مقاربات جديدة تقوم على الجاذبية الاقتصادية والبحث العلمي والتبادل الثقافي والحضاري والشراكة المتضامنة رابح – رابح.
في تصريح للصحافة، اعتبر وسام شهير، المسؤول عن المركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية، أن إحداث المركز يشكل جزءا من سلسلة مبادرات جامعة محمد الأول بوجدة، لاسيما إحداث اتحاد جامعات دول غرب إفريقيا (2018) ومقره بوجدة، وإحداث مسلك حول “الدراسات الإفريقية” ابتداء من الموسم الجامعي 2021 – 2022.
من جهته، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد شيات، أن هذا الدرس الافتتاحي مناسبة للربط بين تاريخ إفريقيا وحاضرها، والعلاقات المغربية المتميزة والتاريخية مع إفريقيا، على عدة مستويات، من بينها الثقافية والإنسانية والسياسية والاقتصادية، وأيضا لتعزيز سياسة الانفتاح على إفريقيا.
وجرى هذا اللقاء بحضور، على الخصوص، والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنكاد، معاذ الجامعي، والأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، سيدي محمد رفقي، ورئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، مصطفى بنحمزة، وعدد من الشخصيات.