اعداد:حساين محمد
ساهم الباحث الأردني الدكتور ربيع العايدي، في النسخة الثالثة عشر من فعاليات “ليالي الوصال في زمن كورونا، ذكر وفكر”، التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، بشراكة مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال، وذلك مساء السبت 25 يوليو 2020، وعرفت مشاركة علماء من داخل المغرب وخارجه.
حاول العايدي في مداخلته رد بعض الشبهات التي تثار حول المنهج العرفاني، وأكد أن المنهج العرفاني الصوفي إنساني بامتياز، موضحا أن التصوف يقدر الإنسان بل ويعمل على تزكية النفس البشرية انطلاقا من قوله تعالى “ولقد كرمنا بني آدم”، فعلة التكريم -يقول العائدي- لا تتعلق بالشكل ولا اللون ولكن بكونه إنسانا.
وأبرز أن المنهج العرفاني الصوفي يتميز بخاصية قادرة على قبول الآخر والانفتاح عليه، مشيرا إلى أن ما يحاول البعض ترويجه كون المنهج الصوفي مأخوذ من المسيحية والهندية والبوذية فهذا الكلام لا نمرره على إطلاقه فإن التشاركية بين الأديان والطوائف أمر لا ينكره أحد، وقد عبر عن هذه التشاركية والتشابه ربنا سبحانه وتعالى “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم”، فهناك تشابه بين الأديان ولكن مع هذا التشابه نؤمن بأن الدين الاسلامي له الخصوصية والخاتمية.
وأضاف أن من يتوهم أن التصوف مأخوذ من التشيع أو هو طريق إلى التشيع ؟ فإن هذا التوهم باطل جملة وتفصيلا، فإن التصوف يختلف في المضمون والشكل عن التشيع، إذ التصوف يؤمن في الاعتقاد بمذهب أهل السنة الاشاعرة، وفي الفقه نجد أن علماء الصوفية يتمذهبون بواحد من المذاهب الأربعة، وأما من حيث الشكل فليس في التشيع طرق صوفية البتة، واستنتج أن مصدر التصوف هو الكتاب والسنة.
ونبه إلى أن الطرق الصوفية كانت وما زالت عبر التاريخ صمام الأمان الذي يحفظ من خلاله عقيدة أهل السنة “الاشاعرة” والمذاهب الفقهية، مع علمنا أن هناك بعض التصرفات التي أبعدت هذا المنهج عن روحه ومعناه.
وتحدث عن “دعوى سقوط التكاليف الشرعية”، مؤكدا أن علماء الصوفية قاطبة يؤمنون بأنه لا طريق للقرب من الله تعالى إلا من خلال العبادات الشرعية، مستشهدا بقول إبن عربي عن شخص يزعم أنه وصل وقد سقطت عنه التكاليف الشرعية، قتل : وصل إلى سقر اي جهنم.
وختم مداخلته بتوجيه الشكر والتقدير لشيخ الطريقة القادرية البودشيشية، الدكتور جمال الدين القادري، كما نوه بالمجهودات الكبيرة التي يقوم بها الدكتور مولاي منير القادري الذي استطاع أن يعطي العرفان والتصوف في المغرب والعالم الإسلامي كافة، صورة حضارية عصرية إنسانية.