2019: سنة التظاهرات التي تمزج بين التنمية والإشعاع الترابي

Mohammed27 ديسمبر 2019آخر تحديث :
2019: سنة التظاهرات التي تمزج بين التنمية والإشعاع الترابي

و.م.ع بقلم: عز الدين القاضي
شهدت جهة الشرق ،التي تتميز بموروثها الثقافي والحضاري الغني وبموقعها الجغرافي الاستراتيجي من خلال انفتاحها على البحر الأبيض المتوسط شمالا والواجهة المغاربية شرقا، سنة 2019 تنظيم سلسلة من اللقاءات والأحداث الكبرى الجهوية والوطنية والدولية التي جعلت منها قبلة بارزة.
وسعيا منها إلى إبراز المؤهلات الطبيعية والبشرية المتميزة التي تزخر بها وكذا البنيات التحتية الهامة التي تم إنجازها في إطار المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، استقبلت هذه الجهة عدة تظاهرات ثقافية وسوسيو – اقتصادية تندرج في إطار التعبئة القوية للدفع قدما بتنمية التراب وتعزيز انفتاح وإشعاع الجهة على المستوى الدولي.
وتميزت الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2019 ببرمجة فعاليات الحدث الكبير “وجدة عاصمة الثقافة العربية” ( 13أبريل 2018 – 29 مارس 2019 ) الذي تميز بتنظيم مئات الأنشطة الثقافية والفنية والملتقيات والندوات والمهرجانات الوطنية والدولية، بمشاركة أزيد من 1200 مبدع وفنان.
وجرى تدشين نصب تذكاري تخليدا لحدث “وجدة عاصمة الثقافة العربية للعام 2018″، بمناسبة اختتام فعاليات هذه التظاهرة الثقافية، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
واحتفت هذه التظاهرة، على مدى عام كامل، بالموروث الثقافي الوجدي الغني والمتنوع، لاسيما عبر العروض الحية والمعارض الفنية واللقاءات الأدبية والملتقيات العلمية، ما مكن من إبراز موروثها الثقافي المادي واللامادي وعزز مكانتها على الصعيدين العربي والدولي.
كما احتضنت جهة الشرق أشغال المنتدى الدولي للتعاون والشراكات المحلية الذي اختتمت أشغاله بمدينة السعيدية بإقرار ميثاق للتعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية.
وأكدت هذه الوثيقة المرجعية، التي نوه المشاركون في المنتدى بمضامينها، أن التعاون اللامركزي يعد بمثابة شراكة متضامنة بين الجماعات الترابية، واصفة اتفاقيات التعاون بين الجماعات الترابية بمختلف البلدان والجماعات الترابية المغربية، ولاسيما بجهة الشرق، بالمثمرة والنموذجية التي تشمل مختلف المجالات.
كما استضافت مدينة السعيدية (إقليم بركان) تظاهرات أخرى من بينها النسخة الأولى من “المؤتمر الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكية” الذي ناقش تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها في التنمية المستدامة، وكذا النسخة السادسة من المعرض الجهوي الفلاحي للمنتجات المحلية المنظم تحت شعار : “المنتجات المحلية رافعة للتشغيل والتنمية المحلية الشاملة”.
من جهة أخرى، نظمت بمداغ (إقليم بركان) فعاليات الدورة الرابعة عشرة للملتقى العالمي للتصوف، بمشاركة ما يزيد عن 120 من العلماء والأساتذة الباحثين المحليين والدوليين.
وتميزت هذه النسخة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار ” التصوف والتنمية : دور البعد الروحي والأخلاقي في صناعة الرجال” بخمسة أيام من التبادل والنقاش المكثف، بالإضافة إلى تنظيم، للمرة الأولى، معرض لآثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وعلى مستوى إقليم فكيك، الذي يزخر بواحدة من أجمل الواحات بالمغرب، تحقق حلم لطالما راود ساكنة المنطقة الذين عبروا مرارا عن رغبتهم في فك العزلة الجوية عنهم ، حيث تم إطلاق خط جوي جديد يربط بين مدينتي الدار البيضاء وبوعرفة.
كما كانت جهة الشرق على موعد مع تظاهرتين كبيرتين تمثلتا في فعاليات النسخة الثالثة من المعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية”، والمعرض الوطني للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، اللذين نظما تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويتوخى المعرض المغاربي للكتاب الذي نظمته في أكتوبر الماضي وكالة تنمية الأقاليم الشرقية جعل الكتاب والثقاقة رافعة لتعزيز الدينامية التنموية لمدينة وجدة وجهة الشرق وتقوية إشعاعهما على المستوى الدولي، من خلال إبراز البعد المغاربي لعاصمة الجهة.
وحضرت الكاميرون كضيف شرف لهذه النسخة من المعرض التي التأمت خلالها شخصيات وازنة من عالم الثقافة والأدب المغربي والعالمي، وتميزت بتنظيم 36 مائدة مستديرة و10 معارض للفن التشكيلي ، وأمسيتين شعريتين، إضافة إلى العديد من الأنشطة لفائدة الشباب والأطفال.
كما احتضنت مدينة وجدة في شهر نونبر الماضي فعاليات الدورة الثامنة من المعرض الوطني للاقتصاد الاجتماعي والتضامني التي نظمت تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مبادرات متجددة وفرص واعدة”، وسجلت حضورا قياسيا بلغ 350 ألف زائر، ومشاركة حوالي 700 عارض وعارضة من مختلف جهات المملكة ومن الخارج.
وأكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، بالمناسبة، أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يعتبر رافعة في خدمة الإدماج الاجتماعي والتقليص من التفاوتات، وضمان العدالة الاجتماعية والتنمية المتناغمة للمجالات الترابية، بهدف خلق الثروة والمشاركة بقوة في النمو الاقتصادي للمغرب.
من جهته، أبرز والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة أنكاد، معاذ الجامعي، أنه على مستوى جهة الشرق، يعتبر الاقتصاد الاجتماعي والتضامني متجذرا بوجود أزيد من 3300 تعاونية تضم 25 الف منخرط، كما تساهم بشكل إيجابي في الحركية الاقتصادية الجهوية.
وأكد أن مشروع منصة تثمين المنتجات المجالية بجهة الشرق، الذي يوجد قيد الانجاز، سيشكل ملتقى لمبادرات كافة المتدخلين بهدف دعم التنظيمات التعاونية في مجال تسويق المنتجات على الصعيدين الوطني والدولي، والرقي باحترافية هذا القطاع من خلال توفير كافة الظروف المواتية للمستفيدين.
وفي سياق متصل، تألقت مدينتا جرسيف وتاوريرت باحتضانهما، على التوالي، المعرض الجهوي الثالث للزيتون و المعرض الأول للصناعات التحويلية للزيتون.
وتوخى المعرض الجهوي الثالث للزيتون بجرسيف الذي نظم تحت شعار “التكوين المهني الفلاحي رهان استراتيجي لتطوير سلسلة الزيتون”، بالأساس مواكبة وتعزيز وتقوية دينامية تنمية القطاع الفلاحي في إطار مخطط المغرب الأخضر، وتعزيز دور سلسلة الزيتون في تحقيق التنمية الاقتصادية وإنعاش التشغيل على الصعيدين الإقليمي والجهوي.
أما المعرض الأول للصناعات التحويلية للزيتون المنظم تحت شعار “الصناعة التحويلية رافعة للتشغيل ودعامة للتنمية”، فسعى من جهته إلى تعزيز دور سلسلة الزيتون في الرفع من التنمية الاقتصادية وإنعاش التشغيل.
كما احتضنت مختلف مدن الجهة الشرقية خلال سنة 2019 مجموعة من اللقاءات والندوات تمحورت حول المواضيع الراهنة، بالإضافة إلى تظاهرات رياضية ومهرجانات للمسرح والسينما والكتاب والموسيقى، وأشكال تعبيرية أخرى.
وشهدت هذه المدن إطلاق وبرمجة العديد من مشاريع التنمية السوسيو – اقتصادية، لاسيما في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأكد والي جهة الشرق السيد معاذ الجامعي، خلال لقاء، أن “ولاية جهة الشرق تنسق وتتعاون بشكل تام مع الجماعات الترابية والمصالح اللاممركزة للدولة والقطاعين العام والخاص من أجل تعزيز تنافسية وجاذبية الجهة وخلق المزيد من فرص الشغل”، مسجلا أن الثقافة تفرض نفسها كرافعة أساسية لكل سياسة تنموية.

الاخبار العاجلة