تسود حالة من الخوق وسط النساء اللواتي يضعن ثديا اصطناعيا،بعد أن سجل المعهد الوطني الفرنسي للسرطان،وجود صلة واضحة بين حدوث نوع ناذر من سرطان الغدد اللمفاوية،وزرع الثدي الاصطناعي،خاصة من النوع “النسيجي”،بغض النظر عن علامته التجارية،كاشفا تشخيص 18 حالة سرطان.
وكشف الحسين الوردي،وزير الصحة،في حديث مع “الصباح”،أن الوزارة شددت على أطباء جراحة التجميل والتقويم بالحرص على تتبع حالات النساء الحاملات للثدي الاصطناعي،مع ضرورة إحاطة الراغبات في ذلك علما بوجود احتمال الإصابة بنوع نادر من السرطانات،رغم ضعف نسبة حدوثه.
ونفى الوردي تسجيل أي حالة سرطان ناتجة عن زرع الثدي الاصطناعي،مؤكدا تتبع الوزارة المستمر لأخر المعطيات العلمية الخاصة بهذا الموضوع،موضحا أهمية الاتصال بمصالح الوزارة في حال ظهرت لدى النساء حاملات الثدي الاصطناعي،أعراض محددة،سيما أن الوزارة،على حد تعبيره،اتخذت إجراءات في هذا الصدد.ومن جانبها،كشفت سعاد التراب،عضو الجمعية المغربية لأطباء جراحة التجميل والتقويم،تسجيل بعض الحالات بفرنسا مصابات بنوع نادر من السرطان،مؤكدة أن السلطات الفرنسية حذرت مواطنيها من الإصابة بهذا المرض النادر.
ونفت التراب في اتصال هاتفي أجرته معها “الصباح” أن يكون المرض الذي خلق جدلا واسعا،يتعلق بسرطان الثدي،مشيرة إلى أن الأمر يهم فقط الغشاء الخارجي للثدي الإصطناعي،وبمجرد إزالته يحتفي الخطر”،على حد تعبيرها.
وفي الوقت الذي لم يوص المعهد باستئصال الثدي الاصطناعي،وهذه التوصية نفسها التي اعتمدتها الهيآت الطبية الأمريكية،كشفت التراب أن المغرب لم يتخذ،بدوره قرار إلزام المغربيات ياستئصال الثدي،مشيرة إلى أن توصيات الجمعية المغربية لجراحة التجميل ستذهب في الاتجاه نفسه،وشددت المتحدثة ذاتها على ضرورة مراقبة الثدي الاصطناعي في حال ظهرت أعراض معينة،مؤكدة أنه من الممكن أن تلاحظ المرأة المصابة بالسرطان النادر انتفاخ ثديها الاصطناعي،أو أن تحس ببعض الألم،مسترسلة ” من الأفضل أن لا نخيف النساء،سيما أن الحالات المسجلة ضعيفة جدا،مقارنة مع عدد النساء اللواتي أجرين عملية زرع الثدي الاصطناعي”.
ومن جانبها،لم توص الوزارة،في بيان لها،باستئصال الثدي الاصطناعي،داعية أطباء جراحة التجميل والتقويم إلى الحرص على تتبع حالات النساء الحاملات للثدي الاصطناعي ،كما تهيب بالأطباء الجراحين في هذا الاختصاص بضرورة التحقق من الموافقة الكتابية للنساء المرشحات لزراعة الثدي قبل عملية الزرع،وإحاطتهن علما بوجود احتمال الإصابة بهذا النوع النادر من السرطانات،رغم ضعف نسبة حدوثه.
وتدعوا وزارة الصحة المغربيات الحاملات للثدي الاصطناعي إلى التبليغ عن أي أعراض محتملة،وذلك بالاتصال بالمركز الوطني لليقظة الدوائية على الرقم الاقتصادي،مؤكدة أنها وضعت سجلا وطنيا لتتبع النساء الحملات للثدي الاصطناعي للتأكد من النتائج الصحية لعمليات الزرع،علما أم كل ثدي اصطناعي يحمل رقما تعريفيا،يسجل في الملف الطبي للنساء المعنيات ويسجل في بطاقة الخروج المسلمة للمرأة المستفيدة من عملية الزرع.
يشار إلى أن الجمعية كشفت في بيان لها،أنه على كل مريضة خضعت لعملية جراحية في هذا الشأن،أن تحصل على بطاقة لمواكبة زراعة الثدي،وأن نسخة من هذه البطاقة ينبغي أن تكون مضمنة في الملف الطبي للمريضة لإرسالها عند الحاجة للسلطات الصحية،مشيرة أن خطر تشوه أنسجة الغدد اللمفاوية،رغم ضحالته،يجب أن يشكل جزء من المعلومات التي تقدم للمرشحات للقيام بعمليات زرع الثدي والتنصيص عليه في الموافقة القبلية للجراحة.
الصباح المغربية