نظمت الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق والمديرية الاقليمية – وجدة انكاد بتعاون مع فيديرالية وجدة انكاد لجمعيات امهات وآباء وأولياء التلاميذ في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حفلا تربويا وفنيا تخليدا للذكرى الثامنة عشر لعيد العرش المجيد، واحتفاء بالتلاميذ المتميزين برسم السنة الدراسية 2016 – 2017 .
حفل التتويج تميز بكلمة السيد محمد الزروقي،المدير الاقليمي لوزارة التربية والتكوين،التي جلبت أنظار الحاضرين بتفصيله الدقيق للقطاع من المستوى الوطني إلى المحلي،وهي على الشكل التالي:
“الحمد لله وحده ، و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ،
يتجدد في مثل هذه اللحظات من كل سنة دراسية تنظيمنا لحفل ، نخلد فيه بفخر ذكرى عيد العرش المجيد ، معتزين بروابط البيعة الوثقى و التلاحم المتين بين الشعب المغربي و العرش العلوي المجيد، في مسيرة تواصل بإصرار و حزم أكيد طريق البناء و النماء لتحقيق التطلعات المنشودة ، وراء القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس دام له النصر و التمكين ، تخليدا يتزامن مع احتفائنا بالمتميزات و المتميزين من تلامذتنا بمختلف الأسلاك الدراسية و هم يسجلون بهذه المناسبة، كل عام ، على صفحات السجل التربوي لهذه الربوع الغالية من الوطن العزيز، سطورا تاريخية خالدة للتفوق و النبوغ، يخطونها بمداد فخر لا يزول .
حضرات السيدات و السادة
لقد نص الدستور الجديد على إيلاء أهمية بالغة للديموقراطية التمثيلية و التشاركية بالنسبة لكافة الشرائح الاجتماعية و جميع المواطنين ، مؤكدا على ضرورة إحداث مختلف آليات التشارك الفعالة في الحياة العامة للبلاد، و هو ما يجعل المنظومة التربوية اليوم ،و أكثر من أي وقت مضى، أمام مسؤولية جسيمة مادام تحقيق هذا الخيار الوطني الاستراتيجي يظل رهينا بإعداد الأجيال الصاعدة، و تأهيلها للاندماج الكامل في المسار التنموي الديمقراطي و المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية . و من ثم ، فإن تزامن الاحتفال بعيد العرش المجيد مع حفل التميز في اختتام السنة الدراسية، يظل في نظرنا، مفحما بدلالات عميقة، نحتفي من خلالها بتجليات العلاقة الوطيدة بين مناسبة وطنية غالية نعتز من خلالها بتلاحم العرش و الشعب في مسيرة بناء و نماء قائمة على المشاركة الجماعية لكافة المواطنين، و محطة تربوية نقدم فيها لنموذج متميز من أداء الأجيال الصاعدة من المتعلمات و المتعلمين، و قد أبانوا بما حصلوه من نتائج متفوقة في الامتحانات الإشهادية و المباريات الفكرية العلمية، و المسابقات الفنية و الرياضية قدرتهم على الإسهام في اقتصاد المعرفة ،و المشاركة في التنمية الشاملة متى انكبت الجهود على تطوير ملكاتهم و تنمية شخصيتهم ، و استثمار طاقاتهم الانتاجية و الإبداعية.
أيها الحضور الكريم
لقد راهنت وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي من خلال مشروعها الإصلاحي المنبثق عن الرؤية الاستراتيجية 2015/2030 على الارتقاء بمجالات ثلاثة تحددت في ضمان الإنصاف و تكافؤ الفرص، و الارتقاء بجودة التربية و التكوين، و تحقيق الحكامة و التعبئة، و ذلك من خلال الاشتغال على ستة عشر مشروعا أولت الأهمية القصوى للعنصر البشري الذي يظل التلميذ في المنظومة التربوية نموذجه الأسمى و عنصره الأساس، مركزة في جانبها الهام على أثر تنفيذ المشاريع المبرمجة على طبيعة الحياة المدرسية ، في الفضاء التعليمي و الفصل الدراسي و نوعية التعلمات ، و ذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده في الخطاب الذي ألقاه جلالته بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب لسنة 2012 ، حيث قال جلالته : » إن الأمر لا يتعلق إذن ، في سياق الإصلاح المنشود، بتغيير البرامج ، أو إضافة مواد أو حذف أخرى، و إنما المطلوب هو التغيير الذي يمس نسق التكوين و أهدافه و ذلك بإضافة دلالات جديدة على عمل المدرس لقيامه برسالته النبيلة ، فضلا عن تحويل المدرسة من فضاء يعتمد المنطق القائم أساسا على شحن الذاكرة و مراكمة المعارف، إلى منطق يتوخى صقل الحس النقدي، و تفعيل الذكاء ، للانخراط في مجتمع المعرفة و التواصل. «
حضرات السيدات و السادة
إننا نلمس عن كثب نجاعة الرؤية الاستراتيجية منذ انطلاق مخططها الأول الذي يمتد على ثلاث سنوات، و قد تجلت جدوائيتها في مجالات الاشتغال التي ترتبت فيها جهود الأطر الإدارية و التربوية على اختلاف مواقعهم و اختصاصاتهم إلى جانب جهود شركاء المنظومة التربوية بالمديرية الإقليمية وجدة أنكاد سلطات و منتخبين و مجالس و جماعات ، و أسر و جمعيات ، و مختلف الفعاليات عن صناعة تميز مشرف حقق فيه تلامذة المديرية الإقليمية أعلى معدل وطني في امتحانات البكالوريا بشعبة تقنيات الكهرباء ، و امتحانات السنة الأولى خيار الفرنسية للبكالوريا الدولية في شعبة العلوم التجريبية. كما نالت فيه المديرية الإقليمية شرف السبق الجهوي في الامتحانات الإشهادية الثانوية التأهيلية و الإعدادية، بإحراز الرتبة الأولى جهويا في امتحانات البكالوريا شعبة العلوم الفيزيائية، و مثيلتها في امتحانات نيل شهادة السلك الثانوي الإعدادي، فضلا عن إدراك نتائج ممتازة في مختلف الامتحانات الإشهادية الابتدائية و الثانوية و الشعب الأدبية و العلمية و التقنية و التربية غير النظامية و محو الأمية ، توجت بمفخرة إحراز مترشحة في سن الستين لشهادة البكالوريا في العلوم الشرعية .
و موازاة مع ذلك ، تأهلت المديرية الإقليمية وجدة أنكاد للمهرجان الوطني للمسرح المدرسي ، و المسابقة الوطنية لتحدي القراءة ، و البطولة الوطنية للإملاء باللغة الفرنسية ، و المسابقة الوطنية MOSS ، كما حازت الرتبة الأولى وطنيا في كرة السلة و كرة الروكبي لفرق الإناث ، و الجائزة الأولى وطنيا في التحقيق الصحفي للمباراة الوطنية للصحفيين الشباب من أجل البيئة و الصور الفوتغرافية. إلى جانب نيل شرف التمثيلية الوطنية لأساتذة مادة اللغة الانجليزية في الملتقى الدولي لتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي في تدريس اللغات .
و هي كلها أوسمة توشح صدور تلامذتنا بالمديرية الإقليمية وجدة أنكاد ، توشيحا موصولا بتوسيم أقرانهم بمختلف المديريات الإقليمية لجهة الشرق، ليصنعوا للسنة الثانية على التوالي شرف تبوئ الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين المرتبة الأولى وطنيا في امتحانات البكالوريا بنسبة ناهزت 56,71 % .
و على قدر ما نعتز بقيمة النتائج المحققة، فإننا نقف من جديد على قناعة أكيدة تتجسد في كفاءة بناتنا و ابنائنا و قدرتهم على صناعة النجاح و التفوق متى توفرت لهم الامكانات اللازمة و الظروف الملائمة ، في استلهام مضمون الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك نصره الله بمناسبة الذكرى الواحدة و الستين لثورة الملك و الشعب ، حيث قال جلالته :» لقد أردنا أن نبين و نؤكد ما هو معروف عن المغاربة، من جد و تفان في العمل، و قد أثبتوا فعلا قدرتهم على العطاء و الإبداع ، كلما توفرت لهم الوسائل اللازمة و الظروف الملائمة للقيام بأي عمل، كيفما كان نوعه، صغيرا أو كبيرا ، فكريا أو يدويا «
و من ثم، فإن المقام يدعو لتوجيه عبارات شكر خالصة و كلمات تقدير راقية لكل الذين وشموا من مواقعهم على امتداد سنة دراسية كاملة ، بصمات أياد بيضاء على مختلف الأوراش التربوية و التعليمية بالأكاديمية الجهوية لجهة الشرق عامة و المديرية الإقليمية وجدة أنكاد خاصة، و في طليعتها وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي على دعمها القوي و عنايتها الخاصة بشؤون التربية و التكوين بجهة الشرق عامة و بمديرية وجدة أنكاد بصفة خاصة ، و ولاية جهة الشرق التي تضع قطاع التربية و التكوين في أولويات برامجها، مغتنمين هذه المناسبة للعرفان بجهود السيد الوالي السابق و دعمه القوي، مثمنين حرص السيد الوالي الجديد منذ توليه مهامه على احتضان القطاع و مواكبة محطاته و إيلائه عناية خاصة تجسيدا للتوجيهات الملكية السامية الساعية إلى الاهتمام به بوصفه قاطرة للتنمية ، منوهين بالمناسبة بحرص ولاية جهة الشرق على تخصيص جوائز قيمة للمتميزين تمثلت في 50 دراجة هوائية و 52 حاسوبا و 25 لوحة إلكترونية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمساهمة من المديرية الإقليمية و بشراكة مع فيديرالية وجدة أنجاد لجمعية آباء و أمهات و أولياء التلاميذ، متوجهين بباقة تقدير للسيد الكاتب العام لولاية الجهة على مشاعره الرفيعة تجاه القطاع و القائمين عليه ، و غيرته الشديدة على المؤسسة التعليمية ، و حرصه الأكيد على مصلحة المتعلمين و تدخله المباشر لتيسير المهام التدبيرية و تجاوز الإكراهات العارضة. ،تقديرا موصولا بشكر للسيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة الشرق على جهوده المبذولة لتعزيز الأوراش التربوية الإقليمية و تعهدها بالمواكبة اللازمة و الاهتمام المخصوص. باقة مقرونة بإكليل امتنان لمجلس الجهة على دعمه الدائم و المتواصل و شراكاته القوية مع القطاع في مجالات الدعم الاجتماعي و المراهنة على تغطية الجماعات القروية بالمدارس الجماعاتية، و تيسير سبل الولوج للمنظومة التربوية و تشجيع التمدرس و التصدي لظاهرة الهدر المدرسي من خلال التوسَل بالآليات الكفيلة. دعم مشدود الأزر بتدخلات مجلس العمالة في تعزيز موارد المديرية الإقليمية البشرية و المادية، و مساهمته القيمة في تأهيل المؤسسات التعليمية و تحفيز التفوق بحرصه للسنة الثانية على المساهمة بست و عشرين لوحة إلكترونية لتشجيع المتميزات و المتميزين.
و لا يفوتنا أن نوجه تحية إشادة للسلطات المحلية و الأمنية لتجندها الدائم و مؤازرتها القوية في مختلف المحطات الحاسمة فضلا عن توفير أسباب الأمن و السلامة بمحيط المؤسسات التعليمية و إشاعة التربية على المواطنة بأوساطها من خلال نهج سياسة القرب و تنظيم دورات التحسيس و التوعية بالقضايا الجوهرية و المحاور الضرورية، و لقد أبان عناصر الأمن الوطني و الدرك الملكي و القوات المساعدة و الوقاية المدنية على الدوام عن انخراط متميز في الامتحانات الإشهادية بما اتسموا به من نجاعة الأداء و التحلي بالسلوك المهني الرفيع ، ما ساهم في مرور الامتحانات الإشهادية الإقليمية خصوصا بأعين الملاحظين في ظروف ممتازة و بصورة جيدة .
و نشد في هذا المقام بقوة على يدي السيد رئيس المجلس العلمي بوجدة على مساندته دانية القطوف و مواكبته الغيورة لأوراش القطاع الفكرية و العلمية و التربوية و الاجتماعية، و السيد رئيس جامعة محمد الأول و عمداء الكليات على حرصهم على تمتين قواعد الجسور الممتدة بين قطاع التعليم المدرسي و قطاع التعليم العالي شدَا موصولا باعتزاز بالعمل إلى جانب المجالس المنتخبة و الجماعات الترابية و القطاعات الحكومية و جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ ، و الجمعيات النشيطة و فعاليات المجتمع المدني و ممثلي المنابر الإعلامية بهذه الربوع الإقليمية من الوطن العزيز ، و قد أكدوا في مختلف مجالات الاشتغال عن غيرتهم على تعليم الناشئة و إعدادها لحمل مشعل التنمية المضيء و رسم عنفوانه المشرق الجميل .
و نتوج كلمات تقديرنا و امتناننا لأحبتنا من الشركاء بشكر خاص لنساء و رجال التعليم على اختلاف مهامهم من مفتشين و مديرين ، و أساتذة و موجهين ، و أعوان و مستخدمين ، و بإجمال القول، من أطر و موظفين ،ظلوا و لا يزالون صانعين للنجاح بالتفافهم القوي في أسرة متلاحمة الأفراد، موحدة في مسار واحد لغاية البلوغ و نقطة الوصول ، مشمرة على الدوام على سواعد العمل بتضحية و نكران ذات لتحقيق المبتغى المأمول : معززين بتعاون شركائنا الاجتماعيين من ممثلي النقابات التعليمية التي تجعل مصلحة المتعلمين غايتها المثلى في الاشتغال دونما توان عن واجبها الأساس في تحسين ظروف الأطر العاملة في القطاع و الاسهام في تحسين وضعيتها الاجتماعية .
و الله نسأل أن يتم فرحة الأسر التي تظل مضحية بالغالي و النفيس من أجل رسم بسمة النجاح على شفاه أبنائها ، بتوفق بناتها و أبنائها المستدركين في الامتحانات الإشهادية الجارية ، ليتحقق النجاح الذي يتطلع إليه مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، لجميع المغاربة ، و هو النجاح الذي صرح به جلالته في الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالته بمناسبة الذكرى السابعة عشر لعيد العرش المجيد ، إذ قال : » فما أريده للمغاربة اينما كانوا، في القرى و المدن ، و في المناطق المعزولة و البعيدة ، هو تمكينهم من العيش الكريم في الحاضر ، و راحة البال ، و الاطمئنان على المستقبل، و الأمن و الاستقرار على الدوام، في تلازم بين التمتع بالحقوق، و أداء الواجبات «.
حفظ الله مولانا أمير المؤمنين، و أقر عينه بولي عهده المحبوب مولاي الحسن، و شد أزره بصنوه السعيد مولاي رشيد و بسائر أفراد الأسرة العلوية المجيدة ، إنه مجيب الدعاء.
هنيئا لنا ولكم فرحة العيد و الاحتفاء التربوي السعيد ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.