حساين محمد
في خطوة مبتكرة نحو الحفاظ على التراث المعماري للجهة الشرقية، تم توقيع اتفاقية تعاون بين الوكالة الحضرية لوجدة، المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بوجدة، المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين، و المفتشية الجهوية لاعداد التراب الوطني، والتعمير والهندسة المعمارية. تهدف هذه الشراكة إلى إنشاء “أوريونتاريوم”، متحف رقمي سينوغرافي في مقر الوكالة الحضرية يقدم قراءة جديدة للتراث المعماري للمنطقة الشرقية باستخدام أحدث التقنيات الرقمية.
هذا المشروع الفريد من نوعه يشكل فضاء تفاعليًا يجمع بين التراث الثقافي والتقنيات الرقمية الحديثة. يتيح للزوار تجربة غنية تحفز الحواس والعقل، مما يعكس التنوع الثقافي للجهة الشرقية، ويساهم في بناء جسر بين الماضي والحاضر، ويفتح أمامهم آفاقًا جديدة لفهم أعمق للتراث المعماري.
سيعتمد المتحف على تقنيات متقدمة مثل النمذجة الثلاثية الأبعاد، الواقع الافتراضي، والتوثيق السمعي البصري لعرض التراث بشكل حي وواقعي، مما يجعله أكثر قربًا للسواح والباحثين. كما سيشكل المتحف منصة دائمة للعروض والورشات والندوات التي تركز على قضايا التراث والابتكار في السينوغرافيا المعمارية، ويخدم المؤسسات الأكاديمية والمهنية.
في المستقبل، ستتناول الاتفاقية مشاريع أخرى، مثل مشروع “بيت المعمار” في فكيك، ودراسة معمقة لعمارة مدينة دبدو، بالإضافة إلى العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث المعماري للمنطقة، و العمل على ابتكار فضاءات جديدة تنبع من الدينامية المحلية، وتتكيّف مع احتياجات المجال.
إن هذه الشراكة تعكس التزام المؤسسات الأربعة بتطوير الفضاءات الثقافية والعمرانية، وتحقيق توازن بين الحفاظ على التراث واستشراف المستقبل. من خلال هذا المشروع، ستُفتح أمام الجميع آفاق جديدة لفهم المعمار وتقديره كأداة حية تربط بين الأجيال والثقافات. و كما قال ابن خلدون: “إن العمران لا يكون إلا بالحفاظ على ما كان، والنظر في ما هو كائن، والتطلع إلى ما سيكون.”
شاهدوا توقيع اتفاقية مهمة للحفاظ على التراث المعماري للمنطقة الشرقية
