تضمن برنامج أشغال المؤتمر ما قبل قمة المناخ،الذي احتضنته اليوم السبت 23 يوليو 2016 مدينة وجدة،كلمة قيمة لوالي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد،السيد محمد مهيدية،وهي على الشكل التالي:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أود في البداية أن أرحب بجميع الضيوف الكرام، متمنيا لكم مقاما طيبا بمدينة وجدة، كما أتقدم بخالص تشكراتي لمجلس جهة الشرق، رئيسا و مكتبا و أعضاء على تنظيم و إنجاح هذا اللقاء الجهوي الهام، و الذي يعد ثمرة للتعاون الفعال و العملي المشترك بين مجلس الجهة و الولاية، و فعاليات المجتمع المدني و الائـتلاف المغربي للعدالة المناخية و اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان و جامعة محمد الأول.
كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى السادة رؤساء أقطاب COP22 و ممثلي القطاعات الحكومية و المنتخبين و الصحافة الوطنية و المحلية، لتلبيتهم الدعوة و حضورهم هذا المؤتمر التحضيري.
و يندرج هذا اللقاء الهام في إطار الاستعدادات للمؤتمر العالمي COP22 ، و الرامي إلى تنسيق الجهود، و المساهمة بكل قوة و فعالية، في طرح البدائل و المقترحات العملية، مع ضرورة الانخراط الجماعي، للحد من التغيرات المناخية، و من أجل وضع برنامج عمل واقعي، يأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل جهة.
أيها السيدات والسادة،
وعيا بالتحديات التي يعرفها العالم، من جراء الآثار السلبية للتغيرات المناخية، فقد انخرطت المملكة المغربية، في تفعيل أهم التوصيات الخاصة بالمحافظة على البيئة، منذ لقاء Rio De Janero سنة 1992، فوضعت سياساتٍ عمومية، تَتَوَخَى التوفيق بين التنمية الاجتماعية، والاقتصادية والمحافظة على البيئة.
و قد توجت هذه الجهود، باعتماد الطاقات النظيفة والمتجددة، كحل من بين الحلول، الرامية للحدِ من الانبعاثات الغازية، عبر إنشاء مشاريع عملاقة (“محطة نور”)، و التي ستمكن المغرب، ليتحول إلى قوة شمسية عظمى، حيث ستكون طاقتنا المندمجة البديلة في حدود 52%، في أفق 2030.
أيها السيدات والسادة،
إن هذا الملتقى الذي نساهم فيه اليوم جميعا يعد فرصة سانحة، ومحطة هامة، لعرض المجهودات والمشاريع، التي تقوم بها كل الأطراف الفاعلة، في كل من جهة الشرق وجهة فاس مكناس، من أجل التقليص من آثار التقلبات المناخية.
وتنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة، الرامية إلى انخراط المغرب في السياسية العالمية، الهادفة إلى الحد من تبِعَاتِ التغيرات المناخية، انخرطت كافة الفعاليات المؤسساتية، والمنتخبة، والجمعوية بجهة الشرق بوضع تدابير وقائية، وإقامة مشاريع رائدة.
و نذكر على سبيل المثال:
– محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والغاز في عين بني مطهر/ إقليم جرادة؛
– المطرح العمومي لمدينة وجدة الذي مكن من تحويل “غازMéthane ” إلى طاقة كهربائية ؛
– عقْلنة سقي الأراضي الفلاحية بالمياه العادمة المعالجة؛
– إحداث منتزهات عمومية إيكولوجية Ecologique؛
– وضع آليات الحماية و التدبير المستدام للتنوع البيولوجي بالجهة؛
– الانخراط في التكوين في مجال إنتاج الطاقات البديلة.
أيها السيدات والسادة،
و في إطار التدابيرَ الاستباقية، لمشكل التغيرات المناخية، ذكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، في خطابه الموجه إلى COP21 باستراتيجية الماء للمملكة، منذ أزيد من نصف قرن، وهو ما مكن بلادنا من التوفر على 140 من السدود الكبرى المصنفة، تم إنشاء ثلثها تقريبا خلال الخمسة عشرة سنة الماضية.
إن هذه الرؤية، التي ميزت تاريخيا بلدنا، في مجال تدبير الماء، شكلت رافعة أساسية، لاستراتيجية التكامل بين الماء و الطاقة و الأمن الغذائي، في مواجهة التغيرات المناخية، و التي ستصبح محط اهتمام كثير من الدول.
أيها السيدات والسادة،
إن هذا اللقاء، الذي يلتقي فيه المنتخبون، بالباحثين وبممثلي جمعيات المجتمع المدني، ومختلف المهتمين، سيمكن من تقاسم، وتبادل الخبرات، استعدادا لـ COP22.
كما يروم ، هذا اللقاء، إلى التفكير، في جعل الاقتصاد الأخضر، فرصة للتنمية و خلق فرص عمل للشباب، خاصة في المناطق الحدودية.
و كذلك التفكير، في تشجيع، البحث العلمي، و دعمه، للاهتمام بالتغيرات المناخية، و اقتراح بدائل عملية،
مع الاهتمام كذلك، بتدارس الهجرة المناخية.
وفي الأخير، أجدد الشكر للجميع، و أتمنى التوفيق لهذا اللقاء التحضيري، لإنجاح مؤتمر مراكش، حتى نكون عند حسن ظن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”
صدق الله العظيم،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.