منير البودشيشي…السلم الاجتماعي رهين بغرس ثقافة التفاؤل والسعادة

Mohammed28 مايو 2020آخر تحديث :
منير البودشيشي…السلم الاجتماعي رهين بغرس ثقافة التفاؤل والسعادة

اعداد:حساين محمد
دائما في إطار ليالي الوصال في زمن كورونا، “ذكر وفكر” المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بشراكة مع كل من مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف ومؤسسة الجمال للسماع والمديح والفن العريق تم السبت 23 ماي 2020 إحياء الليلة الرابعة ، وذلك عبر صفحة مؤسسة الملتقى بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك .


وقد عرفت هذه الليلة مشاركة متميزة لمجموعة من العلماء والأساتذة ، والفنانين والإعلاميين، وتخللتها وصلات لمنشدين مغاربة وآخرين من تركيا وماليزيا وليبيا وفرنسا، إضافة إلى شهادات حية لمريدي الطريقة القادرية البودشيشية من جنسيات مختلفة ، مع الإشارة الى مشاركة الإعلامي المتميز عتيق بن شيكر في تسيير هده الليلة .

فبعد الكلمة الترحيبة باللغة العربية واللغة الفرنسية، انطلق الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ يحيى الحلاوي ، ليتناول الكلمة العلمية الأولى الدكتور خير الدين مراد، أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض، والذي تمحورت مداخلته حول “الخلوة الفريدة ” لتتلوها ترجمة مختصرة لهذه المداخلة باللغتين العربية والانجليزية.
أما الكلمة العلمية الثانية فكانت للدكتور أحمد القسطاس المتخصص في الدراسات الصوفية ، حول موضوع “نظرة الصوفي الى الكون وأحداثه” لتتلوها ترجمة مختصرة لهذه الكلمة الى اللغة الفرنسية.

لتتلوها الكلمة العلمية التنويرية لفضيلة الدكتور مولاي منير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى ورئيس مركز المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام ،والتي تمحورت حول موضوع “التصوف ونشر ثقافة التفاؤل والسعادة، وأثر ذلك على السلم الاجتماعي للأمة” ،حيث أوضح فضيلته أن دافعه الى اختيار هذا الموضوع أملته عدة اعتبارات ، والتي من بينها حالة القنوط التي أصبح الناس يعيشونها ، وأنه أمام هذا الوضع ، أصبحنا في حاجة ماسة للرجوع الى ما أمر به ديننا من ضرورة التحلي بالتفاؤل ، مبينا أن المؤمن يعتقد أنه لا حركة ولا سكون في الكون إلا بأمر الله ، وأنه لا يصدر عنه تبارك وتعالى إلا الخير ، معطيا المثال من سيرة رسول الله (ص) الذي كان قدوة في التفاؤل في سائر حياته، حتى في أحوج الظروف، مستشهدا بقوله عز جل “لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا” وأوضح أن النبي (ص) كان يغرس في صحابته الأمل والتفاؤل واليقين بموعود الله ونصر عباده ، كما كان يحذر من النظرة التشاؤمية التي تقعدهم عن العمل والدعوة، فالتفاؤل والرؤية الايجابية للحياة سنة نبوية ،يتعين تحقيقها وجدانيا ونفسيا، وإشاعتها بين الناس في المجتمع ، مشيرا أن الإسلام يدعو إلى التبسم وينكر من يتجهم في وجوه الناس، مصداقا لقوله (ص) ” تبسمك في وجه أخيك صدقة “،
فالمنهج الصوفي الأصيل يتوافق مع الرؤية النبوية التي دعت إلى السعادة ، والتي يتجاوز مفهومها عند الصوفية الظاهر إلى الباطن ،من خلال استقراء أحوال القلب ونشدان اللذة الروحانية ، فالسعادة لا تدرك بالحس بل بالقلب والوجدان ، فالمنهج التربوي الصوفي يدعو الى نشر ثقافة التفاؤل والسعادة من خلال التخلق بكل خلق سني وترك كل خلق دني ، فلا بد من حسن الظن سواء اتجاه الخلق أو الخالق ، وهو ما يخلق جوا من الراحة النفسية ، التي تقي من أذى الخواطر المؤذية للنفس والمؤذية الى التذمر،وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع ويدعم روابط المحبة والألفة بين مكوناته ليصبح أكثر تماسكا ، وبالتالي تترسخ داخله قواعد السلم وتوطد فيه دعائم السلام ،محذرا في ذات الوقت من التشاؤم وترويج ثقافة التقنيط ، التي يكون أثرها سلبيا على المجتمع وتماسكه،راجيا في الأخير من الله عزوجل ان يحفظ جلالة الملك محمد السادس ويرفع هذا الوباء عن المغرب والعالم أجمع.
كما عرفت هذه الليلة شهادة الفنان المغربي المشهور حسن فلان، المعروف بأدواره المسرحية والتلفزيونية والسينمائية المتميزة، والذي ذكر في شهادته تجربته الشخصية التي جعلته يلتحق كمريد بالطريقة القادرية البودشيشية ،و كيف أنه وجد استقراره وراحته النفسية داخلها ، بفضل ما تنعم به من أجواء روحية مبنية على المحبة وذكر الله تعالى والتعلق به .
أما فقرة مقامات فتناولتها الأستاذة دنيا التامري باحثة في الشأن الديني الصوفي من مدينة الناظور التي تناولت “مقام الرضى ” ،إضافة للكلمة العلمية للدكتور محمد الهاطي أستاذ جامعي جامعة محمد الأول وجدة حول موضوع “على قدر اليقين تتمنع النفوس ضد اليأس”.
وقد تخللت هذه المداخلات وصلات من بديع الانشاد والسماع ، حيث شنف أعضاء من الفرقة الوطنية الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية للسماع والمديح المتابعين بقصائد سمت بأرواحهم ، إضافة قصائد لمجموعة سماع الطريقة القادرية البودشيشية بليبيا ، و مجموعة سماع الطريقة القادرية البودشيشية بماليزيا،ومجموعة الصفاء من فرنسا، وصلات فردية متميزة من تركيا للمنشد بلال حموي وكذا من داخل المغرب المنشد حكيم خيزران والمنشد إبراهيم افيلال.
وعلى غرار الليالي السابقة تميزت الليلة الرابعة بشهادات لمريدي الطريقة البودشيشية من خارج المغرب و المنتمين لجنسيات مختلفة ، من الجزائر و الصومال وفرنسا. والذين تناولوا من خلالها تجاربهم الشخصية و الدورالايجابي الذي تلعبه التربية الروحية التي يتلقونها في الطريقة القادرية البودشيشية في حياتهم .
ليتناول الكلمة في الأخير، الأستاذ إبراهيم بلمقدم باحث ومؤطر بمركز أجيال التابع للرابطة المحمدية للعلماء وخطيب ، والذي تولى اختتام هده الليلة الروحية برفع الدعاء الصالح بأن يحفظ المغرب ملكا وشعبا من هذا الوباء ، وأن يوفق جلالة الملك محمد السادس في خطواته الرشيدة في التصدي لهذا الوباء.

الاخبار العاجلة