بعد أن أحدث خصومة متشنجة مع حزب العدالة والتنمية بالمغرب أدت إلى خروج حزبه من الحكومة غداة انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال، ها هو خليفة عباس الفاسي وزعيم الاستقلاليين حميد شباط في تحرك لافت، انتقل من خلاله هاته المرة إلى تركيا لعقد اتفاقيات شراكة وتعاون مع مسؤولي حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم ذو الجذور الإسلامية، حيت عقد شباط عددا من اللقاءات بالعاصمة أنقرة مع مسؤولي حزب العدالة والتنمية بتركيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء التركي ” نومان كورتولموس ” ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية المغربية التركية ” إلهان إيرليكايا” وهي اللقاءات التي تمحورت أساسا حول سبل تعزيز العلاقات بين الميزان المغربي والمصباح التركي.
البحث عن سبل تعزيز العلاقة من طرف شباط مع حزب العدالة والتنمية التركي نتج عنه اتفاقية توأمة وشراكة بين مدينة ” فاس ” معقل شباط وعمدتها، ومدينة ” قونية ” ذات الرمزية السياسية لسلطنة السلاجقة بتركيا.
ومن المنتظر أن يخلق شباط بتحركه هذا نقاشا داخل الوسط السياسي بالمغرب، إذ غالبا ما اتهم شباط حزب العدالة والتنمية المغربي بالولاء لأردوكان والإخوان المسلمين ودعم الخلافة العثمانية، كما وجهت اتهامات عديدة لعزيز رباح وزير التجهيز والنقل بخصوص ربطه علاقات مع رجال أعمال أتراك منتمنون لحزب العدالة والتنمية التركي، وغالبا ما ستتجه قراءة الحدث على أنه تناقض واضطراب في المواقف من طرف شباط الذي لا يفوت الفرصة في اتهام بنكيران بالولاء للخارج خاصة تركيا.
فيما يذهب الطرف الآخر إلى اعتبار أن توجه شباط لحزب العدالة والتنمية التركي يود من خلاله هذا الأخير أن يوجه رسالة إلى حزب العدالة والتنمية المغربي، مفادها أن حزب الاستقلال يبحث عن الأحزاب الجادة التي حققت تقدما لبلدانها، ويعقد معها اتفاقيات شراكة وتعاون، فيما يفك ارتهانه بما دونها من الأحزاب التي يعتبرها شباط فاشلة في تسيير الشأن العام، ذلك أنه غالبا ما اتهم شباط حزب بنكيران بالرجوع بالمغرب إلى الوراء والعيش على أمجاد الخلافة الإسلامية.
عبد الحي بلكاوي
